الولايات المتحدة تطور سلاحا نوويا "مخففا"

بدأت الولايات المتحدة مؤخرا، بتطوير ترسانتها النووية، بسلاح قد يزيد من احتمال استخدامها لهذا النوع من الأسلحة المدمرة، حيث تعمل على صناعة رأس حربي نووي جديد "منخفض القوة" من نوع صواريخ "ترايدنت"...

الولايات المتحدة تطور سلاحا نوويا

(pixabay)

بدأت الولايات المتحدة مؤخرا، بتطوير ترسانتها النووية، بسلاح قد يزيد من احتمال استخدامها لهذا النوع من الأسلحة المدمرة، حيث تعمل على صناعة رأس حربي نووي جديد "منخفض القوة" من نوع صواريخ "ترايدنت"، مما يُنذر بأن نشوب صراع نووي عالمي قد يكون أقرب وأكثر قابلية. 

وأعلنت إدارة الأمن النووي الوطنية (إن إن إس إيه) أنها بدأت تصنيع السلاح في مصنع "بانتكس" للأسلحة النووية في تكساس، بأمر أصدره الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، العام الماضي.

وجاء إعلان الهيئة العسكرية، برسالة عبر البريد الإلكتروني أرسلتها للموقع الإخباري التحليلي المسؤول عن الملف النووي الأميركي "إكستشينج مونيتور".

ويُعتبر السلاح الجديد، وأُطلق عليه اسم "دبليو 76"، بمثابة تعديل للرأس النووي الموجود مسبقا "ترايدنت"، وقال مسؤول رفيع المستوى في "اتحاد العلماء المهتمين" في واشنطن، ستيفن يونغ، إن صانعي القنبلة الذرية، سوف يقومون بتقليل قدرتها التفجيرية وخفض وزن مادة الـ"تي إن تي" الذي يبغ أكثر من 100 كليو طن، إلى نحو 5 كيلو طن، وهو ما يُعادل نحو ثلث قوة الرأس النووي الذي ألقته الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما اليابانية في الحرب العالمية الثانية، وأدى إلى مقتل نحو 160 ألف شخص. 

وتزعم إدارة ترامب، أن هذا الرأس النووي سوف يشكل رادعا لأي حرب نووية، حيث أن الولايات المتحدة سوف تملك مرونة أكبر في تهديد أعداءها باستخدامه، لكونه "أقل ضررا" من أسلحتها النووية التقليدية التي تزن مئات الكيلو طن، ولذا، والتي تُعتبر "أكبر من أن يُسمح باستخدامها" في أي هجوم، بسبب الدمار الذي سوف تخلفه، وعدد الضحايا غير القابل للتقدير الذي سوف ينجم عن الدمار. 

وقال تقرير مراجعة الموقف النووي في الولايات المتحدة، عام 2018، إن الأسلحة ذات القوة المنخفضة "تساعد في ضمان ألا يدرك الخصوم المحتملين أي ميزة محتملة في التصعيد النووي المحدود، مما يجعل التوظيف النووي أقل احتمالا".

لكن هذا لم يكن رأي الجميع تجاه الخطوة العسكرية الأميركية، فقد قال خبراء ومحللون وناشطون حقوقيون، إن تطوير سلاح كهذا، ينقل احتمال الحرب النووية العالمية إلى مرحلة أخرى، قد تشكل خطرا حقيقيا على الشعوب. 

 واعتبر يونغ أن "هناك سيناريوهات عديدة أخرى (مختلفة عن التي تراها إدارة ترامب)، خصوصا مع رئيس يتفاخر بعدم وجود قابلية لتنبؤ أفعاله، والذي سأل حرفيا: "لماذا لا نستطيع استخدام أسلحتنا النووية؟".

وسخرت الحقوقية من مؤسسة "مستقبل أرض واحد"، ميليسا هانهام، في تغريدة على موقع "تويتر"، من الرؤية الأميركية الرسمية لأسباب تطوير "دبليو 76"، قائلة: "مرحبا لجميع القوى النووية. نثق بأنكم تدركون أن هذا مجرد سلاح نووي صغير، وأنكم لن تنتقموا بكل ما لديكم من قوة (نووية). تذكروا، تريد الولايات المتحدة تفجريكم قليلا".

وقال وزير الدفاع السابق وليام بيري، الرافض لسباق التسلح، في حديثه مع صحافيين الأسبوع الماضي، إنه قلق من ظاهرة عودة أحاديث الحرب الباردة حول أي أسلحة دمار شامل "قابلة للاستخدام"، معتبرا أن ذلك أمر بالغ الخطورة. 

التعليقات