بلجيكيا تعتبر تقريرا عن العنصرية المؤسساتية "غريبا"

حاول رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال، اليوم الثلاثاء، "الامتعاض" من تقرير أولي للأمم المتحدة أصدرته لجنة أمس الإثنين، لإظهار استيطان العنصرية ضد الأفارقة في مؤسسات بلجيكيا الرسمية، مطالبة الدولة الأوروبية بتغيير هذا الواقع والاعتذار عن الجرائم التي ارتكبت...

بلجيكيا تعتبر تقريرا عن العنصرية المؤسساتية

من مظاهرة ضد احتفال سنوي عنصري في بلجيكيا (أرشيفية - أ ف ب)

حاول رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال، اليوم الثلاثاء، "الامتعاض" من تقرير أولي للأمم المتحدة أصدرته لجنة أمس الإثنين، لإظهار استيطان العنصرية ضد الأفارقة في مؤسسات بلجيكيا الرسمية، مطالبة الدولة الأوروبية بتغيير هذا الواقع والاعتذار عن الجرائم التي ارتكبت خلال استعمارها للكونغو.

واعتبر ميشال تقرير الأمم المتحدة، "غريبا جدا"، وأوضح أن بلاده سوف تنتظر صدور التقرير الكامل من فريق الخبراء المعني بالسكان المنحدرين من أصل أفريقي أنتج، في أيلول/ سبتمبر المُقبل. 

واشتهر الاستعمار البلجيكي للكونغو، بكونه الأشرس والأكثر إجراما على مدار القرنين الماضيين، فقد أمعن البلجيكيون في قتل ملايين السكان الأصلانيين، مُبتكرين طرقا وحشية لاستعباده وتعذيبهم، خصوصا في فترة حكم الملك ليوبولد، الذي ارتكب إبادات جماعية بحق الكونغوليين. 

وقال فريق الخبراء إن "الأسباب الجذرية لانتهاكات حقوق الإنسان الحالية (ضد الأفارقة) تكمن في عدم الاعتراف بالنطاق الحقيقي للعنف والظلم أثناء الاستعمار" للكونغو.

استمر استعمار الملك ليوبولد للكونغو منذ عام 1885 وحتى عام 1908،  وهي الفترة التي كانت الأكثر دموية ووحشية في تاريخ الشعب الكونغولي، لكن بعد تسليمه الكونغو للدولة البلجيكية، استمرت هذه الدولة الصغيرة في السيطرة على منطقة مساحتها 80 ضعف حجمها حتى أصبح الكونغو مستقلا عام 1960، وارتُكب خلال هذه الأعوام فظاعات أخرى.

ولم تسلم الكونغو حتى بعد استقلالها المُفترض من بلجيكيا، فقد عمدت الأخيرة على منع تقدمها، بل أنها قادت اغتيال أول رئيس للبلاد بعد الاستقلال، باتريس لومومبا، لرفضه التبعية للاستعمار.

ويرى فريق الخبراء، أن العنصرية البلجيكية لا زالت مستمرة ضد الأفارقة حتى يومنا هذا، وقال: "نشعر بالقلق إزاء حالة حقوق الإنسان للسكان المنحدرين من أصل أفريقي في بلجيكيا، الذين يعانون من العنصرية والتمييز العنصري. وهناك أدلة واضحة على أن التمييز العنصري مستوطن في المؤسسات البلجيكية".

وقالت مجموعة الأمم المتحدة إنه يتعين على بلجيكيا النظر في تعويضات الكونغوليين "بهدف إغلاق الفصل المظلم في التاريخ وكوسيلة للمصالحة والشفاء".

وأضاف أن الحكومة البلجيكية بحاجة إلى "إصدار اعتذار عن الفظائع التي ارتكبت أثناء الاستعمار".

وفي مقابلة مع شبكة "في آر تي"، حاول رئيس الوزراء البلجيكي تجنب الإجابة الواضحة عما إذا كانت بلاده سوف تتخذ موقفا منصفا للشعب الكونغولي الذي لا زال يعاني من الاستغلال الاقتصادي والعنصري من بلجيكيا، قائلا إن "قصة الاستعمار ليست فقط حول بلجيكيا، ولكن أيضا عن العديد من الدول الأوروبية الأخرى".

التعليقات