احتجاجات "السترات الصفراء" تدخل شهرها الخامس وقرارات "فاشية" لمنعها

دخلت الحركة الاحتجاجية الفرنسية "السترات الصفراء" شهرها الخامس، بعد مرورها بعقبات في أعقاب اعتقال الآلاف، وقمع الشرطة للمظاهرات، إلا أنه يبدو أن جميع شرائح الفرنسيين تؤيدها

احتجاجات

(أ ب)

دخلت الحركة الاحتجاجية الفرنسية "السترات الصفراء" شهرها الخامس، بعد مرورها بعقبات في أعقاب اعتقال الآلاف، وقمع الشرطة للمظاهرات، إلا أنه يبدو أن جميع شرائح الفرنسيين تؤيدها.

وانطلق الحركة في تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي، احتجاجا على زيادة أسعار المحروقات، وسوء الأوضاع الاقتصادية، قبل أن تتحول إلى تظاهرات مناهضة للرئيس إيمانويل ماكرون.

(أ ب)

وتعد هذه الاحتجاجات هي الأطول من نوعها في فرنسا، خلال السنوات الأخيرة، حيث تسعى إلى الضغط على الحكومة بهدف حل مشكلات البلاد الاقتصادية.

ورغم استمرارها عدة أشهر، إلا أن عدد المتظاهرين شهد تناقصا كبيرا، حيث سجل الأسبوع الأولي، مشاركة أكثر من 290 ألف متظاهر، في حين اقتصرت الأسبوع المنصرم على 28 ألفا.

ويسعى منظمو التظاهرات إلى زيادة عدد المشاركين وإعادة إحيائها مجددا، بهدف زيادة الضغوط على ماكرون والحكومة.

وعكف الباحثون منذ بدء تحرك "السترات الصفراء" على كشف خلفيات هذه الحركة غير السياسية التي انطلقت من دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ودخلت في حرب مع السياستين المالية والاجتماعية لماكرون.

والتقت النتائج الأوليّة التي توصل إليها الباحثون عبر 800 استمارة أسئلة وزّعت على 800 متظاهر من السترات الصفراء، مع نتائج استطلاع قام به "مرصد المجتمع والاستهلاك" في نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، وشمل 4000 شخص يمثلون عينات مختلفة من السكان الفرنسيين.

والنتائج اتفقت على "عدم وجود صورة نمطية" للمشاركين في هذا التحرك، ولو أن أكثرية بسيطة منهم تنحدر من طبقات اجتماعية متواضعة (عمال، موظفون، تجار صغار) ومن حملة شهادات غير عالية. أمّا المشاركون من الرجال فهم يتفوّقون عدديا على النساء ولكن بنسبة بسيطة.

(أ ب)

وقال أستاذ الاقتصاد في جامعة باريس ديدرو، وأحد مؤسسي مرصد المجتمع والاستهلاك، فيليب مواتي "إنهم بالنتيجة عينة تمثيلية عن السكان الفرنسيين".

وإذا كانت نسبة المشاركة في تظاهرات السترات الصفراء قد تراجعت مع مرور الوقت، فإن نسبة تأييد الفرنسيين لها تبقى مرتفعة.

وفي لقاء مع الأناضول، أدلى كل من القياديين في "السترات الصفراء" بريسيلا لودوسكي، وجيرومي رودريغيز، إضافة إلى محامي الحركة فرانسوا بولو، بأحاديث حول التظاهرات.

وقالت لودوسكي، إن الحركة نمت وقطعت مسافات مهمة خلال 4 أشهر، مؤكدة أهمية استمرار التظاهرات.

(أ ب)

وأفادت أنه تم تشكيل عدد من المنظمات والتجمعات على هامش الحركة، مضيفة أن "قوات الشرطة تستخدم الغاز المسيل للدموع، والعنف المفرط خلال التظاهرات، وهناك كثير من التحقيقات الجارية بهذا الشأن".

وأشارت أن لجوء الشرطة إلى العنف المفرط، يحد من تحرك المتظاهرين بحرية، مؤكدة وجود كثير من الخطوات الواجب على الحكومة اتخاذها.

ولفتت إلى أن الأمم المتحدة وجهت تحذيرا للحكومة الفرنسية، جراء استخدام قوات الأمن العنف المفرط بحق المتظاهرين، وأن أنظار المجتمع الدولي متجهة نحو باريس.

أما رودريغيز القيادي الآخر في الحركة، والذي أصيب في عينه خلال الاحتجاجات، فأكد استمرار الاحتجاجات حتى قيام الحكومة بتلبية مطالبها.

ولفت إلى أن الحكومة بدل الإصغاء إلى مطالب المتظاهرين خلال الأشهر الأربعة الماضية، دفعت الشرطة إلى استخدام العنف المفرط، بهدف إسكات المتظاهرين وترويعهم.

كما انتقد رودريغيز، قبول البرلمان، مشروع قرار ينص على إنزال أقسى العقوبات بحق المتظاهرين، واصفا إياه بأنه "يحد من حرية التظاهر".

وأعرب عن أملهم في تشكيل حكومة تمثل الفرنسيين بشكل أفضل، وتتولى مهمة تحسين الظروف الاقتصادية في البلاد، مشيرا إلى محاولة الحكومة تقليل عدد المتظاهرين مقارنة بالأرقام الحقيقية.

(أ ب)

ودعا المجتمع الدولي إلى التنديد بالعنف المفرط المستخدم تجاه المتظاهرين، مضيفا أن ماكرون يحاول إعطاء دروس في الحرية لفنزويلا والجزائر، لكنه يقمع التظاهرات في بلاده بقسوة.

من جهته، شدد المحامي "بولو"، على استمرار التظاهرات حتى تحقيق أهدافها، واصفا الحكومة بـ "الصمّاء" العاجزة عن سماع أصوات المتظاهرين.

وأوضح أن الحكومة ترد على مطالب المتظاهرين بدفع الشرطة لاستخدام العنف والضغوطات القضائية، لافتا إلى أن انتهاكات حقوق الإنسان في فرنسا وصلت أبعادا متقدمة للغاية.

ووصف بولو مشروع قرار معاقبة المتظاهرين بـ"الفاشي"، وأن من شأنه الحد من حريات المتظاهرين، داعيا الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى التحرك ضد حكومة بلاده.

ومنذ انطلاق الحركة تشهد فرنسا أيام السبت، احتجاجات ينظمها "السترات الصفراء" ضد ارتفاع تكاليف المعيشة، استخدمت فيها الشرطة القوة ضد المحتجين.

وفي حوادث على خلفية الاحتجاجات، قتل 11 شخصا، وأصيب أكثر من ألفين آخرين، فيما تم توقيف 8 آلاف و400 متظاهر، تم حبس ألف و796 منهم.

التعليقات