اتهام الاتحاد الأوروبي بـ"دعم" العبودية في إريتريا

اتخذ إريتريون في المنفى، إجراءات قانونية ضد الاتحاد الأوروبي، واتهموه بتمويل مشروع في بلادهم يستغل العمال ويحولهم لـ"عبيد"

اتهام الاتحاد الأوروبي بـ

أشخاص يعبرون الحدود بين إريتريا وأثيوبيا لأول مرة (أرشيفية - أ ف ب)

اتخذ إريتريون في المنفى، إجراءات قانونية ضد الاتحاد الأوروبي، واتهموه بتمويل مشروع في بلادهم يستغل العمال ويحولهم لـ"عبيد".

وطالبت المؤسسة لحقوق الإنسان في إريتريا، ومقرها هولندا، الاتحاد الأوروبي، بالوقف الفوري لمشروع بناء طرق بقيمة 20 مليون يورو، مدعية أنه ينتهك القانون الدولي تمام كما ينتهك القانون الخاص بالاتحاد، بسبب استخدام السلطات الإريترية للمجندين للعمل بشكل مجاني في هذا المشروع (وغيره)، وهي صيغة عمالة تندرج ضمن العبودية العصرية.

وأشارت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية إلى أن القانون الإريتري يتيح للنظام استغلال المجندين لـ"الخدمة الوطنية" والتي تمتد لمدة عشرين عاما أو أكثر، وهو ما يشبهه الاتحاد الأوروبي بالاسترقاق الجماعي.

وذكرت الصحيفة أن المجندين غالبا ما يعملون لمدة 72 ساعة في الأسبوع، في ظروف بالغة القسوة، دون طعام كاف وأجور منخفضة جدا، وهو أحد الأسباب الرئيسية للهجرة الجماعية من البلاد التي وُصفت "بأسرع عملية إفراغ لدولة".

ويُمول مشروع إصلاح الطُرق الممتدة بين موانئ إريتريا وحدود جارتها أثيوبيا، من صندوق الطوارئ الاستئماني الجديد للاتحاد الأوروبي والذي وصفه متحدث باسم الاتحاد الأوروبي بأنه مؤشر على "نهج جديد للتعامل مع إريتريا، يتضمن تحسين حياة وحقوق الإريتريين في صميمه".

ويأتي المشروع الذي أُطلق في شباط/ فبراير الماضي، ضمن مشروع لدعم دول قرن أفريقيا بإنشاء مشاريع اقتصادية، في مساعي الاتحاد الأوروبي لتقليل عدد المهاجرين الذين يتدفقون إلى شواطئ أوروبا، خصوصا مع خروج إريتريا التدريجي من العزلة الدولية بسبب الدعم السعودي والإماراتي لها، والذي تُوج العام الماضي بإحقاق سلام مع أثيوبيا بعد نزاع طويل، مما رفع عقوبات الأمم المتحدة على الأولى.

ويأمل الكثير من الإريتريين بأن تؤدي نهاية الحرب الباردة التي استمرت 20 عاما مع أثيوبيا إلى انفتاح سياسي أوسع داخل بلادهم، يشمل إنهاء التجنيد الإلزامي إلى أجل غير مسمى.

لكن الأكاديمي الإريتري ومؤلف الدراسة الأولى حول تأثير الخدمة الوطنية الإريترية، غاييم كبريب، قال إنه منذ اتفاقية السلام "لم يتغير شيء على الإطلاق فيما يتعلق بالخدمة الوطنية".

التعليقات