صيف ساخن: إيران تمهل الغرب 60 يوما

* روحاني يمهل دول الاتفاق النووي 60 يوما للحفاظ على مصالح بلاده وإلا سيتم رفع مستوى تخصيب اليورانيوم * وزير الخارجية الروسية يحمل واشنطن المسؤولية عن الوضع الجديد * وزيرة الجيوش الفرنسية لا تستبعد فرض عقوبات أوروبية على طهران

صيف ساخن: إيران تمهل الغرب 60 يوما

(أ ب)

أمهل الرئيس الإيراني حسن روحاني، الدول الموقعة على الاتفاق النووي، 60 يومًا "للحفاظ" على مصالح بلاده في الاتفاق، وإلّا فإن طهران ستشرع بزيادة مستوى اليورانيوم المخصّب.

وفي خطاب ألقاه وبثّه التلفزيون الإيراني الرسمي، الأربعاء، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، أمهل الرئيس الإيراني الأطراف الموقعة على الاتفاق شهرين، من أجل اتخاذ تدابير تحافظ على مصالح بلاده.

وأشار إلى أن الأطراف الأخرى في الاتفاق لم تقدم على خطوات تحمي المكتسبات الإيرانية، في المرحلة التي تلت الانسحاب الأميركي.

وأوضح أن التزام بلاده بتخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67 في المئة سينتهي في المهلة المذكورة، إن لم تتوصل طهران لنتيجة مع البلدان الموقعة على الاتفاق.

وبيّن أن إيران "أوقفت التزامها بتعهدين قطعتهما في الاتفاق النووي المبرم مع دول 5+1، بيع اليورانيوم المخصّب، وبيع المياه الثقيلة إلى الدول الأخرى".

وتابع "إذا جلست الدول الأطراف في الاتفاق النووي إلى طاولة المفاوضات خلال 60 يوما، وضمنوا مصالحنا القومية في بيع النفط، وقطاع البنوك، فحينها سنعود للوضع الذي نحن فيه اليوم".

ولفت إلى أنه بعث رسالة خطية إلى رؤساء الدول الخمس الأطراف في الاتفاق النووي (روسيا، والصين، وبريطانيا، فرنسا، وألمانيا).

وحول محتوى الرسالة قال روحاني: "قلت لهم بوضوح تام، إذا تم نقل الملف إلى مجلس الأمن الدولي، بحجة اتخاذنا هذه الخطوة، سيواجهون حملة حاسمة جدا".

وقال: "قلت لهم إننا انتظرنا لمدة عام بناء على توصيتكم، والتزمنا بتعهداتنا خلال هذه الفترة، واليوم أيضا لا نريد الانسحاب من الاتفاق النووي، وليعلم الشعب الإيراني، وشعوب العالم أن اليوم ليس نهاية الاتفاق".

وتابع: "اتصل بي أصدقاؤنا الأوروبيون مباشرة، وطلبوا مهلة، وكان ردنا إيجابيا لهم".

وأعرب روحاني عن أمله بأن تجري بلاده مع الدول الأطراف مباحثات بناءة خلال المدة المذكورة، وأن يتم التوصل إلى ما يرغبون إليه.

وأشار بالقول: "اليوم اخترنا طريق الدبلوماسية لا خيار الحرب".

من جهة أخرى، دعا نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عرقجي، سفراء الدول الخمس إلى مقر وزارة الخارجية، وسلمهم رسالة روحاني الموجهة إلى رؤساء بلدانهم، بخصوص اعتزام طهران وقف بعض التزاماتها في الاتفاق النووي.

وعقب ذلك وفي أكثر من مناسبة، أعلن مسؤولون من بقية الدول الموقعة على الاتفاق، عن التزامهم به، رغم انسحاب واشنطن وانتقادات ترامب.

الدولية للطاقة الذرية: نظام التفتيش لم يتغير بعد قرار طهران

قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الأربعاء، إن نظام التفتيش الذي تقوم به في إيران لم يتغير رغم إعلان طهران، اليوم، أنها ستوقف الحد من مخزونها من المياه الثقيلة واليورانيوم المخصب.

ويستند نظام التفتيش هذا إلى بروتوكول إضافي لمعاهدة الحد من الانتشار النووي، وقد وافقت طهران على الالتزام به في إطار اتفاق العام 2015.

وقالت الوكالة الذرية إنه طالما أن إيران لم تتراجع عن التزامها بالبروتوكول، فإن مهمة التفتيش التي يقوم بها خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية تبقى كما هي.

وتتخذ الوكالة الذرية التابعة للأمم المتحدة من فيينا مركزا لها، وهي مكلفة بالإشراف على تطبيق الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع القوى الكبرى عام 2015 عبر وسائل تقنية متطورة وخبراء يعملون مباشرة على الأرض في إيران.

ونقلت "فرانس برس" عن روبرت كيلي من معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام قوله إن إيران "تبقى خاضعة لعمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسيرى الجميع حقيقة ما يحصل"، مضيفا أن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستكون قادرة على متابعة كل ما يجري يوما بعد يوم".

وأكدت الوكالة على الدوام أن إيران تحترم التزاماتها الواردة في إطار اتفاق العام 2015 الذي انسحبت منه الولايات المتحدة قبل سنة.

لافروف: الوضع الجديد نشأ بسبب تصرف واشنطن غير المسؤول

عبر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اليوم، عن ثقته بأن موسكو ستنفذ كل التزاماتها وفق الاتفاق النووي.

وقال ظريف في كلمة ألقاها أثناء فعاليات في السفارة الإيرانية لدى موسكو: "إننا جاهزون للدفاع عن حقوقنا. لكن الوقت حان لأن ينفذ المجتمع الدولي التزاماته. واثق بأن تتصدر الحكومة الروسية في هذا المجال".

في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إن موسكو تثمن التزام إيران بالاتفاق النووي، مضيفا، في لقائه مع ظريف، أن الوضع الجديد بشأن الاتفاق النووي قد نشأ بسبب التصرف غير المسؤول لواشنطن.

ودعا لافروف الموقعين على الاتفاق النووي إلى الالتزام بالاتفاق، وذلك خلال مؤتمر صحافي في موسكو مع نظيره الإيراني.

وقال "اعتقد بأن الخطوات العملية الوحيدة التي ينبغي اتخاذها من أجل حل الوضع ... هي إقناع باقي المشاركين بالوفاء بالتزاماتهم".

ونقل عن مصادر في الكرملين قولها إن تبعات انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق تتبدى الآن.

وأكد الكرملين، اليوم، أن روسيا تبقى ملتزمة بالاتفاق النووي الإيراني منددا بـ"الضغط غير المنطقي" الذي دفع طهران إلى تعليق بعض تعهداتها في إطار الاتفاق التاريخي.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن الرئيس فلاديمير بوتين يبقى ملتزما بالاتفاق، وإنه ليس هناك بدائل له "في الوقت الراهن".

وأضاف بيسكوف أن "بوتين تحدث مرارا عن تداعيات الخطوات غير المدروسة تجاه إيران، أي القرار الذي اتخذته واشنطن".

وقال إن روسيا ستعمل مع دول أوروبية للحفاظ على "استمرارية فاعلية" الاتفاق النووي، مؤكدا أنه من المبكر جدا مناقشة احتمال انضمام روسيا لعقوبات ضد طهران.

وأضاف أن "بوتين سبق أن قال إن قرارات اعتباطية وغير مدروسة هي التي تمارس ضغطا غير منطقي وتسبب الخطوات العكسية التي نواجهها".

وزيرة الجيوش الفرنسية لا تستبعد فرض عقوبات أوروبية على إيران

أعلنت وزيرة الجيوش الفرنسية، فلورنس بارلي، اليوم، أنها لا تستبعد قيام الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على إيران، بعد إعلانها تعليق بعض التزاماتها الواردة في إطار الاتفاق النووي مع القوى الكبرى الموقع عام 2015.

وقالت الوزيرة في تصريح ل"بي إف إم تي في" و"راديو مونتي كارلو" إن "ذلك يدخل في إطار الأمور التي ستبحث".

وتابعت من دون التعليق مباشرة على القرار الإيراني الأخير "في حال لم يتم التقيد بهذه الالتزامات، من الطبيعي أن تكون هذه المسألة قيد البحث".

وكانت الرئاسة الفرنسية قد اعتبرت، الثلاثاء، أن على الدول الأوروبية الرد بشكل "واضح جدا" من بروكسل على أي إعلان يصدر عن طهران.

وقال قصر الإليزيه في بيان "لا نرغب بأن تتخذ طهران قرارات تخرق الاتفاق النووي، لأننا في حال حدوث ذلك سنكون مجبرين على تطبيق ما هو وارد في الاتفاق، أي إعادة العمل بالعقوبات".

الصين: واشنطن زادت من حدة التوتر

قالت الصين إن الولايات المتحدة "زادت من حدة التوتر" بشأن القضية النووية الإيرانية.

وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية، قنغ شوانغ، اليوم الأربعاء، أن الصين تقدر "التنفيذ الصارم" لإيران لاتفاقها النووي لعام 2015، الذي انسحب منه الرئيس الأميركي العام الماضي.

وقال قنغ إن الصين "تدعو جميع الأطراف المعنية إلى ممارسة ضبط النفس" وتجنب تصعيد التوتر.

جاءت تعليقات قنغ بعد تحرك واشنطن لنشر حاملة طائرات وقاذفة قنابل لمواجهة تهديدات غير محددة من طهران.

ألمانيا تحث طهران على الالتزام بالاتفاق

حثت ألمانيا الأربعاء إيران على الالتزام بالاتفاق النووي بعد إعلان طهران تعليق بعض التزاماتها الواردة في الاتفاق الموقع مع القوى الكبرى عام 2015.

وقال المتحدث باسم المستشارة أنغيلا ميركل، شتيفن سايبرت، إن برلين تريد الحفاظ على الاتفاق، مضيفا "نحن كأوروبيين، كألمان، سنقوم بدورنا ونتوقع تطبيقا كاملا من إيران أيضا".

بريطانيا: قرار طهران خطوة غير مرحب بها

وصفت بريطانيا، الأربعاء، قرار إيران تعليق العمل بالتزامات في الاتفاق النووي الموقع عام 2015 مع الدول الكبرى بـ"الخطوة غير المرحب بها" التي يمكن أن تؤدي إلى عقوبات غربية جديدة.

وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية، مارك فيلد، أمام البرلمان "إعلان طهران اليوم، علي أن أقول أمام البرلمان، خطوة غير مرحب بها. نحض إيران على عدم اتخاذ مزيد من الخطوات التصعيدية والالتزام بتعهداتها".

التعليقات