الفاتيكان للصين: " لا لترهيب المجتمعات الكاثوليكية ’غير الرسمية’"

أعلن الفاتيكان، اليوم الجمعة، عن إرشادات للكاثوليك الصينيين، حول كيفية الانضمام إلى الكنيسة الرسمية، وطالب السلطات الصينية بعدم ممارسة ضغوط على من يختارون البقاء في الكنيسة السرية.

الفاتيكان للصين:

توضيحية (Pixabay)

أعلن الفاتيكان، اليوم الجمعة، عن إرشادات للكاثوليك الصينيين، حول كيفية الانضمام إلى الكنيسة الرسمية، وفي ذات الوقت، طالب السلطات الصينية بعدم ممارسة ضغوط على من يختارون البقاء في الكنيسة السرية.

كما ودعا الفاتيكان في إرشاداته المؤمنين إلى الانضمام إلى "الرابطة الوطنية الكاثوليكية في الصين"، وهي الاسم الرسمي للكنيسة الكاثوليكية المعترف بها من قبل بكين، وذلك عملاً بأحكام القانون الصيني، ولكنّه ترك لهم في الوقت نفسه خيار رفض الانضمام باسم حرية الضمير.

كما وتقترح الوثيقة التي أعلن عنها الفاتيكان على الأساقفة أن يطلبوا، لدى انضمامهم إلى الكنيسة الرسمية، إضافة جملة تؤكّد استقلال الكنيسة في الصين، كما في أيّ مكان آخر في العالم.

ووفق ما جاء في الوثيقة فإنّه إذا لم يُسمح لهم بإضافة هذه العبارة، يجوز عندها للأساقفة والكهنة الإعراب عن هذا التوضيح شفهيا، وبحضور شاهد إذا أمكن.

وتشير الوثيقة إلى أنّه "في الوقت نفسه، فإنّ الكرسي الرسولي يتفهّم ويحترم خيار من يقرّرون، التزاماً بضميرهم، أنّهم غير قادرين على الانضمام في ظلّ الظروف الحالية"، في دعم فاتيكاني مبطّن للكنيسة السريّة.

ويذكر أن الفاتيكان لم يخف انتقاده الواضح للسلطات الصينية، إذ جاء في الوثيقة أنّ "الفاتيكان يطالب بعدم ممارسة أي ضغط أو ترهيب على المجتمعات الكاثوليكية ’غير الرسمية’، كما حدث بالفعل لسوء الحظ".

وقال مدير التحرير في دائرة الاتصالات في الكرسي الرسو، أندريا تورنييليلي، إنّ هذه المقاربة تعتمد "الواقعية" بعيداً عن أي "سذاجة".

وتابع تورنييلي في بيان أنّ "الفاتيكان يدرك تماماً القيود والضغوط المفروضة على العديد من الكاثوليك الصينيين، ولكنّه يريد أن يُظهر أنّه يمكننا النظر إلى ما وراء ذلك والمضيّ قدماً من دون المساس بالمبادئ الأساسية".

ويتواجد في الصين نحو 12 مليون كاثوليكي، ينقسمون بين كنيسة "وطنية" يدير النظام شؤونها وكنيسة سريّة لا تعترف بغير سلطة البابا.

وسبب اتّفاق تاريخي بشأن تعيين الأساقفة أبرم في أيلول/ سبتمبر بين الفاتيكان وبكين، إلى تمهيد الطريق أمام تقارب بين الطرفين اللذين لا تربط بينهما علاقات دبلوماسية منذ 1951.

ووفق الفاتيكان فإنّ تعيين الأساقفة في الصين سيتمّ بموجب "حوار" ثنائي بين الكرسي الرسولي وبكين، تكون الكلمة الأخيرة فيه للحبر الأعظم.

وقد عمل البابا فرنسيس منذ تولّيه السدة البابوية في 2013 على تحسين العلاقات مع بكين، لكنّ محاولات سابقة تعثّرت بسبب إصرار السلطات الصينية على تراجع الفاتيكان عن اعترافه باستقلال تايوان، وتعهّده عدم التدخّل في الشؤون الدينية الداخلية للصين.

التعليقات