قالت رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، من الحزب الديمقراطي إن اجتماع زعماء حزبها مع الرئيس دونالد ترامب، في البيت الأبيض، أمس الأربعاء، جرى اختصاره بعدما "انفجر ترامب غضبا" من جراء تصويت المجلس بأغلبية ساحقة لصالح قرار يندد بانسحابه من سورية.
وقالت بيلوسي للصحفيين "أعتقد أن التصويت، حجم التصويت ومعارضة أكثر من اثنين إلى واحد من الجمهوريين ما، أثر على الرئيس على الأرجح لأن ذلك أصابه بصدمة. ولهذا لم نتمكن من مواصلة الاجتماع لأنه انفصل عن واقعه".
وعُقد الاجتماع لمناقشة السياسة الأميركية في سورية، لكنه انفض بعد وقت قصير، وذلك بعد أن توجه ترامب بكلام قاس الى بيلوسي التي وصفها بأنها "سياسية من الدرجة الثالثة".
وبعد الاجتماع، كتب ترامب في تغيردة أن "نانسي بيلوسي تحتاج إلى مساعدة وبسرعة! إما أن شيئا ما لا يعمل ’في عقلها’ أو أنها ببساطة لا تحب بلدنا".
وأضاف أنها "انهارت بالكامل في البيت الأبيض اليوم. من المحزن رؤية ذلك. صلوا من أجلها إنها إنسانة مضطربة جداً". ونشر صورة لبيلوسي وهي وافقة وتوجه اصبع اتهام إليه.
ورئيسة مجلس النواب التي اختار لها ترامب لقب "نانسي العصبية"، اتهمت هي أيضا ترامب "بالانهيار" أثناء الاجتماع، الذي كان أول لقاء بينهما منذ إطلاقها إجراءات عزله في 24 أيلول/سبتمبر.
وقال زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، الذي حضر الاجتماع، إن ترامب بدأ بتوجيه "نقد لاذع ومبتذل"، في حين قالت بيلوسي إن الرئيس عانى من حالة "انهيار".
وهذا السجال الحاد هو أحدث اشارة على التدهور الكبير في العلاقة بين ترامب وبيلوسي، منذ أن بدأت الأخيرة تحقيقا بهدف عزل الرئيس، الشهر الماضي.
وأضاف شومر أن ترامب "كان يوزع الإهانات، وخاصة لرئيسة مجلس النواب"، موضحا أنه "وصفها بأنها سياسية من الدرجة الثالثة". وأشار إلى أن مشرّعين آخرين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري استمروا في حضور الاجتماع.
وقالت بيلوسي إن ترامب بدا "مهزوزا للغاية"، بعد التصويت الساحق من الحزبين في مجلس النواب في وقت سابق من أمس، لإدانة قراره سحب الجنود الأميركيين من سورية. وأضافت بيلوسي "ما شهدناه من جانب الرئيس كان حالة انهيار، وهذا أمر محزن".
وقال الديمقراطي المخضرم في مجلس النواب، ستيني هوير، إنه وآخرين "شعروا بالإهانة الشديدة" بسبب معاملة ترامب لبيلوسي. وكان ترامب قد قلل من شأن بيلوسي مرات عدة على تويتر في الأسابيع التي تلت بدء التحقيق لعزل الرئيس.
وبدا هوير منزعجا من شدة السجال في البيت الأبيض، وقال "لقد حضرت الكثير والكثير من هذه الاجتماعات"، لكن "لم يسبق لي أن رأيت رئيسا يعامل هيئة حكومية موازية بهذا القدر من قلة الاحترام".
ورفضت المتحدثة باسم ترامب، ستيفاني غريشام، الرواية الديمقراطية لما حدث، وقالت إن كلام الرئيس كان "مدروسا وحاسما"، وأن خروج بيلوسي كان "غير مفهوم ولكنه لم يكن مفاجئا".
وكتبت غريشان على تويتر أن "القيادة الديمقراطية اختارت الخروج العاصف من الاجتماع والانتحاب أمام الكاميرات (...) في حين بقي الآخرون للعمل من أجل وطننا".
والاجتماع هو الأول بين ترامب وبيلوسي، منذ بيانها في 24 أيلول/سبتمبر الماضي، الذي أعلنت فيه البدء باجراء تحقيق في استخدام ترامب سلطاته ضد منافس له في الانتخابات. وقالت بيلوسي انه لم يتم التطرق الى التحقيق خلال الاجتماع.
التعليقات