بوتين يلتقي إردوغان قبل ساعات من إنتهاء وقف إطلاق النار

أجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، محادثات في مدينة سوتشي مع نظيره التركي، رجب طيب إردوغان، فيما هدد الأخير استئناف العمليات العسكرية في سورية، إذا لم ينسحب المقاتلون الأكراد من "المنطقة الآمنة".

بوتين يلتقي إردوغان قبل ساعات من إنتهاء وقف إطلاق النار

بوتين وإردوغان، اليوم (أ ب)

أجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، محادثات في مدينة سوتشي مع نظيره التركي، رجب طيب إردوغان، فيما هدد الأخير استئناف العمليات العسكرية في سورية، إذا لم ينسحب المقاتلون الأكراد من "المنطقة الآمنة".

وجاء اللقاء في منتجع سوتشي جنوبي روسيا قبل بضع ساعات من انتهاء المهلة التركية لانسحاب المقاتلين الأكراد، بموجب اتفاق برعاية الولايات المتحدة.

وصرح الرئيس الروسي أثناء استقباله إردوغان، أنه يعتقد أن العلاقات الجيدة بين البلدين "ستسمح لنا بإيجاد حل حتى لأصعب القضايا".

وصرّح إردوغان إن لقائه بنظيره الروسي بوتين، سيوفر فرصة قوية لبحث عملية السلام في سورية.

وقبل توجهه إلى روسيا، قال إردوغان إن "عملية (وقف إطلاق النار) تنتهي اليوم عند الساعة العاشرة مساء، إذا لم يتمّ احترام الوعود التي قطعها الأميركيون، ستُستأنف العملية بعزم أكبر".

وأضاف أنه سيناقش مع بوتين "الخطوات لإنهاء وجود (المقاتلين الأكراد) في المناطق التي يسيطر عليها النظام" السوري.

كذلك، رفض إردوغان دعوة وجهها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس الإثنين، إلى تمديد وقف النار. وقال إنه "لم أتلق اقتراحا مماثلا من ماكرون. ماكرون يلتقي الإرهابيين وقد اختار هذه الوسيلة ليبلغنا اقتراح الإرهابيين".

أكراد سورية يؤكدون التطبيق الكامل لشروط وقف إطلاق النار

وأكدت "قوات سورية الديمقراطية"، اليوم، التزامها الكامل بتطبيق وقف إطلاق النار مع الجانب التركي، وانسحاب مقاتليها من منطقة حدودية متفق عليها، وفق ما أكد قيادي كردي لوكالة "فرانس برس"، تطبيقًا لاتفاق أبرمته واشنطن مع أنقرة.

وقال القيادي ريدور خليل "لقد قمنا بالالتزام الكامل بشروط وقف إطلاق النار مع الجانب التركي وفق الاتفاقية بينهم وبين الولايات المتحدة، وقمنا بسحب جميع قواتنا العسكرية والأمنية من منطقة العمليات العسكرية، الممتدة من رأس العين شرقًا حتى تل ابيض غربًا".

وصرح الرئيس السوري، بشار الأسد، اليوم الثلاثاء، أن معركة إدلب هي "الأساس" لحسم الحرب المستمرة في بلاده منذ أكثر من ثماني سنوات. وقال الأسد، وفق تصريحات نشرتها حسابات الرئاسة على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال زيارته لبلدة الهبيط جنوب محافظة إدلب، "كنا وما زلنا نقول إن معركة إدلب هي الأساس لحسم الفوضى والإرهاب في كل مناطق سورية".

ورغم أن موسكو أعلنت تفهمها لبعض المطالب التركية، فإنها احتوت في الواقع طموح أنقرة عبر تشجيع الحوار بين دمشق والأكراد.

وفي هذا السياق، استعادت قوات النظام السوري بناء على طلب كردي مناطق كانت تحت سيطرة المقاتلين الأكراد بخلاف رغبة أنقرة.

وقال أحد مستشاري الكرملين، يوري أوشاكوف، أمس الإثنين، ردا على سؤال عن المحادثات بين بوتين وإردوغان، إن "الأمر الأساسي بالنسبة إلينا هو تحقيق استقرار دائم لسورية والمنطقة، ونرى أن ذلك ليس ممكنًا إلا بإعادة وحدة أراضي سورية".

ويطالب الرئيس التركي بمنطقة آمنة بطول 444 كلم على الحدود بين البلدين. ولكن بعد عودة القوات السورية إلى المنطقة الشمالية الشرقية، تم خفض سقف هذا المطلب لتجنب أي مواجهة مباشرة.

وفي مرحلة أولى، يطالب إردوغان بــ"منطقة آمنة" تمتد من مدينة تل أبيض التي سيطرت عليها أنقرة في بداية الهجوم حتى بلدة رأس العين، التي انسحب منها آخر المقاتلين الأكراد، الأحد الماضي، أي بطول 120 كلم. لكن توسيع هذه المنطقة يستوجب تفاهمًا مع روسيا.

وأسفر الهجوم التركي حتى الآن عن مقتل 114 مدنيا ونزوح 300 ألف آخرين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

من جهته، قال الكرملين لوكالة إنترفاكس الروسية، إن المحادثات بين بوتين وإردوغان ستتناول "مكافحة الإرهاب الدولي"، انطلاقا من حرص موسكو، على غرار الغربيين، على تفادي عودة الجهاديين في سورية، علما بأن نحو 12 ألف جهادي من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) معتقلون في سجون الأكراد، ويمكن أن يشكل الهجوم التركي فرصة لفرارهم.

التعليقات