فوز اليساري فرنانديز برئاسة الأرجنتين

وينهي ماكري ولايته الرئاسية خلال أسوأ أزمة اقتصادية تعيشها الأرجنتين، منذ 2001. وتشهد انكماشًا منذ أكثر من عام وتضخّمًا كبيرًا بلغ 37.7%، ودينًا هائلاً ومعدّلَ فقرٍ متزايدًا يطال 35.4% من السكان أو واحدًا من كل ثلاثة أرجنتينيين

فوز اليساري فرنانديز برئاسة الأرجنتين

الرئيس المنتخب ألبرتو فرنانديز في بوينس أيريسن أمس (أ.ب.)

أظهر فرز أكثر من 90% من الأصوات، اليوم الإثنين، فوز مرشح اليسار البيروني، ألبرتو فرنانديز، برئاسة الأرجنتين على خصمه، الرئيس الليبرالي المنتهية ولايته، ماوريسيو ماكري، في الانتخابات العامة التي جرت أمس.

أقر ماكري بهزيمته وهنأ منافسه فرنانديز. وفي كلمة أمام أنصاره، أشار ماكري إلى فرنانديز بلقب الرئيس المنتخب، وقال إنهما تحدثا عن بداية "انتقال سياسي منظم". وأضاف أنه دعا فرنانديز لتناول الإفطار، اليوم.

وبعد فرز أكثر من 90% من الأصوات، حصل فرنانديز على 47.79% من الأصوات مقابل 40.71% لماكري.

وقال فرنانديز خلال آخر مهرجان انتخابي له، يوم الخميس الماضي، إنه "مع تصويت الأحد علينا أن نبدأ طي الصفحة المشينة التي بدأت كتابتها في 10 كانون الأول/ديسمبر 2015" يوم فوز ماكري في الاقتراع. وكانت الرئيسة السابقة كريستينا كيرشنر، المرشحة لمنصب نائب الرئيس مع فرنانديز، تقف إلى جانبه.

وينهي ماكري (60 عاما) ولايته خلال أسوأ أزمة اقتصادية تعيشها الأرجنتين، منذ 2001. وهي تشهد انكماشًا منذ أكثر من عام وتضخّمًا كبيرًا بلغ 37.7%، في أيلول/سبتمبر، ودينًا هائلاً ومعدّلَ فقرٍ متزايدًا يطال 35.4% من السكان أو واحدًا من كل ثلاثة أرجنتينيين.

لكنّ المستثمرين يخشون من أن يؤدي انتخاب فرنانديز إلى عودة سياسة تدخل الدولة، التي شهدتها البلاد في عهد الزوجين كيرشنر في الأعوام 2003 – 2015.

ويتساءل محللون من سيحكم فعليا: فرنانديز الذي كان مديرا لمكتب الرئيسة كيرشنر وقبلها زوجها نستور كيرشنر الرئيس بين 2003 و2007، أو كيرشنر نفسها (66 عاما).

واصطف كثير من الأرجنتينيين المعتادين على التقلبات الاقتصادية، يوم الجمعة الماضي، أمام المصارف ومكاتب الصرف لشراء دولارات أو سحب ودائعهم.

وسعى فرنانديز إلى طمأنتهم. وقال "ليطمئن الأرجنتينيون سنحترم ودائعهم"، ملمحا الى شبح الإجراءات التي اتخذت في 2001 في الأرجنتين لإنهاء سباق على السيولة وهروب رؤوس الأموال، وسميت "كوراليتو".

لكن المخرج السينمائي مارتن (50 عاما) لا يشعر بالثقة. وقد حمل، الجمعة، حقيبة مليئة بالعملة الأرجنتينية لشراء ثلاثة آلاف دولار من مكتب لصرف العملة. وقال "القصة نفسها تتكرر دائما". وأضاف "والداي خسرا كل شيء بسبب ’الكوراليتو’ ولا أريد أن يحدث لي ذلك".

ومنذ الانتخابات التمهيدية، سحب المدخرون الأرجنتينيون حوالى 12 مليار دولار من حساباتهم، أي نحو 36.4% من مجموع الودائع.

وسيتعين على فرنانديز إخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية والتوصل إلى تحقيق توافق، وهذا ليس أمرا سهلا في بلد يشهد استقطابا متزايدا. وقبل يومين من الاقتراع، بدت الأسواق في حالة غليان. وخلال أسبوع فقد البيزو 5.86% من قيمته مقابل الدولار، الذي يشكل تاريخيا العملة الملاذ للأرجنتينيين.

التعليقات