ماكرون: "الأطلسي" يحتضر

قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يوم أمس الخميس، إن حلف شمال الأطلسي (NATO) يحتضر بسبب سياسة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وذلك نظرا لعدم إمكانية التنبؤ بها

ماكرون:

(أ ب)

قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يوم أمس الخميس، إن حلف شمال الأطلسي (NATO) يحتضر بسبب سياسة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وذلك نظرا لعدم إمكانية التنبؤ بها.

وفي مقابلة مع مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية الأسبوعية، قال ماكرون إنه يشكك بمبدأ الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة بأن أي هجوم على بلد عضو هو هجوم على جميع الأعضاء، وهو المبدأ الذي عزز الروابط بين دول الحلف منذ تأسيسه في عام 1949.

وقال ماكرون "ما نراه حاليا هو موت سريري لحلف شمال الأطلسي".

وسئل عما إذا كان لا يزال يؤمن بالبند الخامس الذي يتحدث عن "الدفاع الجماعي" بمعاهدة تأسيس الحلف فقال "لا أعرف"، لكنه أوضح أن الولايات المتحدة ستظل بلدا حليفا.

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، خلال زيارة لمدينة لايبزيج الألمانية للاحتفال، يوم السبت، بالذكرى السنوية الثلاثين لسقوط جدار برلين، إن الحلف ربما يكون أحد أهم التحالفات "في التاريخ المدون".

وفي روسيا، حظيت تعليقات ماكرون بإشادة باعتبارها تصويرا دقيقا لوضع الحلف.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زخاروفا، في صفحتها على فيسبوك "هذا كلام من ذهب... تعريف دقيق للوضع الحالي لحلف الأطلسي".

وقال ماكرون إنه يوجد نقص في التنسيق الإستراتيجي بين الأعضاء الأوروبيين من جانب والولايات المتحدة وتركيا، صاحبة ثاني أكبر جيش بالحلف، من جانب آخر.

في المقابل، يرغب الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، والعديد من الدول الأعضاء في إظهار الوحدة في وقت يشهد تنامي القوة العسكرية الصينية وما يعتبره زعماء الحلف محاولات روسية لتقويض الديمقراطيات الغربية من خلال هجمات إلكترونية وحملات تضليل وعمليات سرية.

وكان قد اهتز الحلف بتصوير ترامب له، في قمته السابقة في بروكسل خلال تموز/ يوليو، بأنه في أزمة، وتضررت وحدته عندما تحدت تركيا الحلفاء، وقامت بتوغل عسكري في سورية يوم التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر.

وندد ماكرون في السابق بعجز الحلف عن الرد على ما وصفه بهجوم تركيا "المجنون".

وقال ماكرون في المقابلة إن الولايات المتحدة أظهرت إنها "تدير ظهرها لنا" كما ظهر في قرار ترامب المفاجئ، الشهر الماضي، بسحب قواته من شمالي شرقي سورية دون مشورة الحلفاء.

وقالت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، إن ماكرون بالغ في رد فعله.

وأضافت في مؤتمر صحفي مشترك مع ستولتنبرغ في برلين "اختار الرئيس الفرنسي كلمات قاسية بعض الشيء للتعبير عن رأيه. أرى أن هذا ليس حال التعاون في الحلف".

وقال ستولتنبرغ لرويترز إن الحلف تمكن في الماضي من تجاوز خلافاته، مشيرا إلى أزمة قناة السويس عام 1956 وحرب العراق في عام 2003.

التعليقات