استطلاع: 40% من الأميركيين يفضلون نظام حكم "اشتراكي"

تظهر المنافسة على رئاسة الولايات المتحدة المقبلة، والتي سُتحدد نهاية العام الجاري، استقطابا حادا بين الشعب الأميركي، بين من يؤيد بقاء الرئيس الحالي، دونالد ترامب، وبين من يرفضه، وبين من يؤيد الديمقراطيين أو الجمهوريين، أو من ينحاز لطرف دون عن

استطلاع: 40% من الأميركيين يفضلون نظام حكم

(أرشيفية - أ ب)

تظهر المنافسة على رئاسة الولايات المتحدة المقبلة، والتي سُتحدد نهاية العام الجاري، استقطابا حادا بين الشعب الأميركي، بين من يؤيد بقاء الرئيس الحالي، دونالد ترامب، وبين من يرفضه، وبين من يؤيد الديمقراطيين أو الجمهوريين، أو من ينحاز لطرف دون عن الآخر داخل الحزبين.

لكن استطلاع جديد للرأي يُشير إلى أن الانقسام الأميركي بات أعمق من مجرّد الخلاف حول المرشحين، بل هو خلاف على الطريقة التي تُدار بها البلاد بالكامل، ومن معايير أيديولوجية كما يبدو. الأمر الذي قد يكون مصيريا بالنسبة لمستقل الاقتصاد الأميركي، بل وربما العالمي.

وأشار استطلاع الرأي الذي أعده موقع "آكسيوس أون إتش بي أو"، إلى أن الاشتراكية باتت تحظى بشعبية غير مسبوقة في الولايات المتحدة، حيث يُظهر الاستطلاع أن 40 في المئة من الأميركيين بالمجمل، و55 في المئة من الأميركيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين الـ18 عاما، والـ54 عاما، قالوا إنهم يفضلون العيش تحت نظام اشتراكي من الخضوع لظام رأسمالي.

واعتبر موقع "آكسيوس" أن أهمية الأمر تكمن بأن كلا الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، يميلان إلى بعض السياسات اليسارية في الآونة الأخيرة.

ولفت الموقع إلى أن الإجماع النيولبرالي، الذي ساد في عصر الرئيس السابق باراك أوباما، كان يخشى من الآثار الاقتصادية المترتبة على فوز ترامب، لكن وصوله للسلطة لم يتسبب بانهيار سوق الأوراق المالية، كما كان متوقعا، لكنه أدى إلى الحروب التجارية وتراجع النمو العالمي.

وأشار الموقع إلى أن سياسات ترامب الاقتصادية مستمدة من رفضه لمفهوم الأفضلية النسبية، والتي تقول إن زيادة التجارة تسبب مكاسب واسعة في الرفاهية الاجتماعية، حتى بالنسبة للبلدان التي تعاني من عجز تجاري.

وفي هذا السياق، شرح الموقع أن معظم المرشحين الديمقراطيين البارزين رفضوا الصفقات التجارية التي حرص أوباما على تبنيها، لطابعها النيولبرالي، لكن هذا لا يعني أنهم اشتراكيون، بل يحاولون دائما أن ينؤوا بنفسهم عن هذه التسمية، (ما عدا بيرني ساندرز الذي يعلن دعمه للاشتراكية الديمقراطية بشكل صريح) لكنهم يحاولون الترويج لسياسات اقتصادية قد تحمل نفسا يساريا محدودا.

وذلك يظهر بحديثهم عن تشريع الصفقة الجديدة الخضراء الذي يحاول أن يكافح تفاوت الدخل، وتلوث البيئة.

وحول الشكل الحقيقي للدولة الرأسمالية التي قال الموقع إن 40 في المئة من الأميركيين يطمحون للعيش في كنفها، أكد الموقع إنهم لا يعنون بذلك، نظاما ماركسيا، بل يريدون رعاية صحية شاملة وتعليما خاليا من الرسوم الدراسية وأجرا يليق بعدد ساعات عمل محدودة.

وأوضح "أكسيوس"، أن هؤلاء لا يسعون إلى الاشتراكية كأيديولوجية، لكن نتائج استطلاع الرأي تُثبت عدم الرضا العميق عن الطريقة التي عملت بها الرأسمالية الأميركية، خصوصا أنها عملت لمصلحة الأغنياء في الغالب.

وذكر الموقع أن أبناء الطبقات الوسطى والفقيرة يشعرون بأن الرأسمالية خذلتهم على جميع المستويات، بما في ذلك، التعليم والسكن والعمل والصحة.

التغييرات المتوقعة في النظام الرأسمالي الأميركي

قال "آكسيوس" إن فوز أحد المرشحين الديمقراطيين سيعني تغييرا كبيرا في شكل الرأسمالية الأميركية، حيث من المتوقع أن يُدخل عليها إصلاحات على مستويات عدّة.

وعن طبيعة هذه الإصلاحات، قال الموقع:

ستُدار الرعاية الصحية إلى حد كبير من قبل الحكومة، وسيتم القضاء على التأمين الخاص.

وسيواجه أغنى أغنياء الولايات المتحدة، ضرائب أعلى حيث ستزيد الحصّة الضريبية التي ستدفعها العائلات الثرية باطراد مع ثروتها.

وسيقدمون التعليم العالي المجاني، وسيلغون ديون القروض الطلابية التي تبلغ في الولايات المتحدة، أكثر من 1.6 تريليون دولار، وغيرها من الإصلاحات الكبيرة التي تسعى لإعادة ثقة المواطنين، بعدالة الاقتصاد.

التعليقات