إجراءات صارمة لمواجهة كورونا: حجر صحّي وحركة مقيّدة

تزداد إجراءات الحجر الصحّي صرامةً واتسعت القيود عبر الصين وخارجها للقضاء على وباء فيروس كورونا المستجدّ، فيما ارتفعت حصيلة الوفيات إلى نحو 564 حالة.

إجراءات صارمة لمواجهة كورونا: حجر صحّي وحركة مقيّدة

(أ ب)

اتّسعت إجراءات الحجر الصحّي والقيود عبر الصين وخارجها للقضاء على وباء فيروس كورونا المستجدّ، فيما ارتفعت حصيلة الوفيات من جراء الإصابة بالفيروس إلى 564 حالة.

وبعد وضع مدينة ووهان ومقاطعتها هوبي تحت الحجر الصحّي عمليًّا، فرضت مدن أُخرى في شرق البلاد قيودًا على عشرات الملايين الإضافيّين من السكّان.

وارتفع عدد الوفيّات جرّاء الفيروس في الصين إلى 560، بعد إعلان السُلطات في هوبي، الخميس، تسجيل 73 وفاة إضافيّة.

كذلك، قالت السلطات الصحّية في تقريرها اليومي إنّه تم تسجيل 2987 إصابة جديدة بالفيروس، ليرتفع بذلك عدد الإصابات الإجمالي إلى 28 ألفًا في الصين و18 شخصًا، من بينها 3 آلاف 859 حالتهم خطيرة. استنادًا إلى الأرقام التي نشرتها بكين سابقًا.

ووجّهت منظّمة الصحّة العالميّة، أمس الأربعاء، نداءً لجمع 675 مليون دولار، معلنةً أنّه سيتمّ إرسال 500 ألف قناع و350 ألف قفاز إلى 24 بلدًا، فضلاً عن إجراء 250 ألف فحص في أكثر من سبعين مختبرًا في العالم. في الأثناء، تمّ كشف نحو 200 إصابة خارج الصين في عشرين بلدًا.

وقبالة اليابان، في يوكوهاما، سيبقى 3700 شخص من جنسيّات مختلفة عالقين، لفترة 14 يومًا على الأقلّ، في سفينة الرحلات السياحية، وذلك بعد اكتشاف عشر حالات إصابة بالفيروس في السفينة.

وفي هونغ كونغ، عزل 1800 شخص في الميناء، أمس الأربعاء، حتّى إجراء فحوص طبية، وذلك بعد اكتشاف ثلاث حالات إصابة على السفينة التي تقلّهم.

وأعلنت شركتا الطيران الأميركيّتان "يونايتد" و"أميركان إيرلاينز"، تعليق رحلاتهما إلى هونغ كونغ وذلك بعد وقف رحلاتهما إلى الصّين القارّية.

كما أوقفت السلطات الإندونيسيّة مساء الأربعاء، الرحلات الجوّية مع الصين، ما أدّى إلى بقاء آلاف السياح عالقين في جزيرة بالي السياحيّة.

وشدّدت دول أخرى إجراءاتها. وبدأت إيطاليا حيث تدهور الوضع الصحّي لمصابَين اثنين فيها، مراقبة حرارة كلّ الوافدين إلى مطاراتها بكاميرات حراريّة.

من جهتها، تشيّد فيتنام مستشفيات ميدانيّة لمواطنيها العائدين من الصين.

وفي الصين، تزداد إجراءات الحجر الصحّي صرامةً. وبدأت مدن عدّة في مقاطعة شيجيانغ (شرق) التي تبعد مئات الكيلومترات عن هوبي، منذ الثلاثاء تطبيق إجراءات مشدّدة جديدة بشأن تنقل الأشخاص.

وفي هانغشو (تسجيل أكثر من 200 حالة)، وهي مدينة تكنولوجيا وسياحة تقع على بعد 175 كيلومترا جنوب غرب شنغهاي، وُضع سياج أخضر لقطع الشوارع المؤدّية إلى مقرّ عملاق التجارة الإلكترونية الصيني علي بابا.

وخلت الشوارع من المارّة، فيما حلّقت طائرة عسكريّة في الأجواء. وصدرت نداءات عبر مكبّرات صوت تقول "من فضلكم، الزموا منازلكم"، إضافة إلى الدّعوة للإبلاغ عن كلّ شخص من مقاطعة هوبي.

وفرضت ثلاث مدن أخرى على الأقلّ في مقاطعة شيجيانغ الواقعة شرقًا (تاتشو وونتشو وأجزاء من نينغبو) تدابير مماثلة تشمل نحو 18 مليون شخص.

وامتدّت الإجراءات المشدّدة إلى مقاطعات أخرى، وصولاً إلى المناطق البعيدة في شمال شرق البلاد القريبة من سيبيريا.

وفي مقاطعة هينان، المحاذية لهوبي، قرّرت البلدية أنّ شخصًا واحدًا من كلّ أسرة يمكنه مغادرة المنزل مرّة كلّ خمسة أيام. وعرضت على السكّان مكافآت ماليّة لقاء تقديم معلومات عن أشخاص قادمين من هوبي.

وقالت وزارة الصحة الصينية، أمس، "علينا اتّخاذ إجراءات بالغة الصرامة للقضاء على كل أشكال الأعمال المثيرة للاضطراب التي تنفّذها قوى معادية".

واستقبلت ووهان التي يعيش قطاعها الصحي ضغوطًا، أوائل المرضى في مستشفى جديد شيّد في عشرة أيام ويضمّ ألف سرير. وسيُفتتح قريبًا مستشفى ثان لاستقبال المرضى.

خارج الصين، سُجّلت حالة وفاة واحدة نُسبت إلى فيروس كورونا في الفيليبين.

ومع حالة الشلل والقيود المفروضة وشبه العزلة عن العالم، قد يتأثر الاقتصاد الصيني لأمد بعيد. ومُدّدت عطلة السنة الجديدة إلى نهاية الأسبوع في العديد من مقاطعات الصين، وستبقى معظم الشركات والمصانع مغلقة حتى 9 شباط/ فبراير على الأقل.

وقالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، إنّ انتشار الفيروس الجديد سيضيف "ظلالاً أخرى من انعدام اليقين" على النمو الاقتصادي.

وأعلنت شركة صناعة الطائرات الأوروبية، إيرباص، أن خط إنتاج ايه-320 في تيانجين قرب بكين، سيبقى مغلقا لفترة غير محددة.

التعليقات