بولسونارو يبدي نزعة استبدادية لمنع إجراءات التباعد الاجتماعي

الرئيس البرازيلي يدعم مظاهرة لأنصاره المتطرفين تطالب بـ"انقلاب عسكري" لمساندته في منع مؤسسات البلاد من فرض تدابير الإغلاق لمكافحة فيروس كورونا الذي يصفه بـ"الإنفلوانزا البسيطة"

بولسونارو يبدي نزعة استبدادية لمنع إجراءات التباعد الاجتماعي

(أ ب)

شارك الرئيس البرازيلي اليميني المتطرف جائير بولسونارو، أمس الأحد، بمظاهرة نظمها أنصاره المتطرفون للاحتجاج على عمليات الإغلاق التي تتخذها سلطات محلية خلافا لأوامر الرئيس الذي لا يتحدى الإغلاق في ما وُصف بأنه أسوأ استجابة لفيروس كورونا المستجد في العالم.

وطالب المتظاهرون أيضا بتدخل عسكري نيابة عن الرئيس لأنهم ينظرون إلى أن المحكمة العليا والهيئة التشريعية في البلاد على أنهما بمثابة عقبتين أمام حملة بولسونارو ضد إجراءات الإغلاق، وسط تسجيل البلاد أكثر من 35 ألف إصابة و2300 حالة وفاة حتى أمس.

(أ ب)

وذكر موقع "فوكس" الإخباري الأميركي، أن معظم المعلقين السياسيين البرازيليين، قالوا إنه من غير المرجح أن بولسونارو كان يأمل أن يدفع باتجاه انقلاب للجيش بدعمه لهتافات المتظاهرين أمام مقر الجيش أمس، بل رأى بالاحتجاج فرصة لتعبئة قاعدته السياسية بعد أن أصبح معزولا سياسيا بسبب رفضه لقواعد التباعد الاجتماعي التي تنص عليها المشورة العلمية والطبية، ومهاجمته لحكام الولايات الذين يفرضون الحجر الصحي، وإقالته لوزير الصحة بسبب تأييده هذه السياسات.

ورغم تحفظ رئيس تحرير مجلة "أميريكاز كوارترلي"، براين ونتر، من مدى رغبة بولسونارو الحقيقية في إحداث انقلاب، مشيرا إلى أن مشاركته في المظاهرة ما هي مناورة سياسية، إلا أنه أشار أيضا إلى أن عائلة بولسونارو أثارت فكرة "الانقلاب الذاتي" في الماضي، حيث نظرت إلى تدخل الجيش كوسيلة لتعزيز السلطة للرئيس والتخلص من القيود التي يفرضها الحكم المدني.

(أ ب)

ولم يكن الخطاب الذي ألقاه أمس أمام المتظاهرين، سوى أحدث بادرة على عدائه للحكومة الوطنية. فقد أقال بولسونارو الخميس الماضي، وزير الصحة الشهير لويز هنريك مانديتا، لأن مانديتا حث البرازيليين على الحفاظ على التباعد الاجتماعي والبقاء في منازلهم، إذ وصف بولسونارو المرض مرارا وتكرارا بـ"الإنفلونزا البسيطة" متفاخرا بأن الأوضاع الصحية المتردية جدا في البلاد تجعل البرازيليين "محصنين" من الفيروس الخطير.

وبالمحصلة، بات بولسونارو يعتبر كل من يعارض إجراءاته المستهترة بالفيروس، خصما سياسيا رغم أن بعضهم دعمه في السابق مثل السيناتور سيرجيو أوليمبيو جوميز الذي قال إن المظاهرات "تزيد من خطر العدوى الجماعية وأن نظام الصحة العامة لن يكون قادرًا على استيعاب حجم المرضى، مما يزيد من عدد الوفيات".

(أ ب)

وفي حين يبدو بحسب وسائل الإعلام أن الغالبية العظمى من البرازيليين أيدوا نصائح وزير الصحة السابق، إلا أن أنصار الرئيس المتطرفين لاقوا تشجيعا من الرئيس لانتهاك قواعد التباعد الاجتماعي والخروج في مظاهرات، خلال الأسابيع القليلة الماضية، مطالبين بإقالة محافظي المدن الذين اتخذوا إجراءات الإغلاق، معللين ذلك بالضرر الاقتصادي لمثل هذه الخطوات.

وقال أحد المسؤولين البرازيليين المؤيدين للرئيس إن "حياة الناس أكثر أهمية من أي شيء آخر، ولكن لا يمكننا اتخاذ قرارات اليوم دون التفكير في الغد"، في إشارة إلى الضرر الاقتصادي الهائل الذي ستتكبده البلاد من جرّاء عمليات إغلاق واسعة.

(أ ب)

ومع ذلك، يشير النقاد بحسب "فوكس"، إلى أن دعم بولسونارو لهذه المظاهرات يعبر عن ميله نحو الاستبداد.

تجدر الإشارة إلى أن بولسونارو لطالما اعتبر فترة حكم الديكتاتورية العسكرية في البرازيل "حقبة ذهبية".

وقال قاضي المحكمة العليا لويس روبرتو باروسو، في بيان "إنه لأمر مخيف أن نرى تظاهرات تطالب بعودة نظام عسكري بعد 30 عاما من استعادة الديمقراطية. إن الديكتاتوريات تأتي بالعنف ضد الخصوم والرقابة والتعصب. الناس الطيبون الذين يحبون البرازيل لا يريدون ذلك".

التعليقات