دعت الأمم المتحدة، الحكومات، إلى التحرك لرسم خارطة اقتصاد ما بعد جائحة كورونا، مؤكدة صعوبة العودة إلى"الوضع الطبيعي السابق"، فيما أثار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، احتمال طلب تعويضات من الصين، بمليارات الدولارات، بينما اتهمت بكين، السياسيين الأميركيين، بـ"التفوّه بأكاذيب مكشوفة" بشأن الفيروس.
وأوضحت الأمم المتحدة في بيان صادر عنها، أمس الإثنين، أنها "وضعت خارطة طريق لتحسين الاقتصادات وإنقاذ الوظائف في مرحلة كورونا".
وذكر البيان أن "كورونا سبب ركودا اقتصاديا تاريخيا مع تسجيل أعلى مستويات من البطالة، وخلق أزمة إنسانية غير مسبوقة ضربت بشدة البلدان الأكثر فقرا".
وأضاف: "تحتاج المجتمعات والاقتصادات إلى مسار أفضل وأكثر استدامة وأكثر مساواة بين الجنسين يختلف عن الوضع الطبيعي السابق"، بحسب ما أفادت وكالة "الأناضول" للأنباء.
ترامب لا يستبعد طلب التعويضات
وأثار ترامب، أمس الإثنين، احتمال طلب تعويضات من الصين بمليارات الدولارات عن ضرر الفيروس الذي ظهر في مدينة ووهان الصينية أواخر العام الماضي.
وقال ترامب خلال مؤتمره الصحافي اليومي المخصص للوباء: "نحن مستاؤون من الصين"، مضيفا أنه كان من الممكن "ردع المرض من المصدر، وما كان تفشى في العالم أجمع".
وتابع ترامب: "يوجد عدة وسائل لمحاسبتها، نجري تحقيقات جدية جدا" بهذه المسألة.
وبعد هذا التصريح، سألت صحافية، ترامب، عن مقال في مجلة "بيلد" الألمانية يطلب من بكين دفع 165 مليار دولار كتعويض إلى ألمانيا، فأجاب ترامب: "نتحدث عن مبلغ أكبر بكثير"، مضيفا: "لم نحدد بعد المبلغ النهائي، لكنه سيكون كبيرا". ولفت إلى أن "الضرر لم يلحق فقط بالولايات المتحدة بل بالعالم أجمع".
وقال ترامب: "لن ننسى أبدا هؤلاء الناس الذي تمت التضحية بهم بسبب نقص الكفاءة، أو ربما بسبب أمر آخر، في وقت كان يمكن حماية العالم"، بحسب ما أوردته وكالة "فرانس برس" للأنباء.
ومنذ أسابيع، يتهم ترامب بكين بالتأخر بإبلاغ العالم عن مدى انتشار الوباء والكذب بشأن العدد الحقيقي للوفيات على أراضيها.
ولم تستبعد إدارته أن يكون الفيروس قد صدر من مختبر أبحاث عن الخفافيش في ووهان عن طريق الخطأ.
وفي 18 نيسان/ إبريل، حذر ترامب الصين من "التداعيات" المحتملة إذا "كانت مسؤولة عن علم" عن الوباء.
الصين تتهم السياسيين الأميركيين بـ"التفوّه بأكاذيب مكشوفة"
بدورها، اتهمت بكين، السياسيين الأميركيين، بـ"التفوّه بأكاذيب مكشوفة" بشأن الفيروس، بعدما هدد ترامب بأنه سيسعى للحصول على تعويضات من الصين جرّاء الوباء.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، غينغ شوانغ، في إيجاز صحافي، اليوم الثلاثاء: "لديهم هدف واحد: التهرّب من مسؤوليتهم عن إجراءات الوقاية والسيطرة الرديئة للوباء التي اتخذوها وصرف أنظار العامة" عن الأمر.
وأشار غينغ إلى أنه على المسؤولين الأميركيين "التفكير في مشكلاتهم وإيجاد طريقة لاحتواء تفشي الفيروس في أسرع ما يمكن".
وأصاب الفيروس نحو مليون شخص في الولايات المتحدة وأودى بحياة أكثر من 56 ألفا منهم، بينما تسبب بإغلاق أجزاء واسعة من الاقتصاد.
اقرأ/ي أيضًا | كورونا: شركات طيران أميركية تعود للعمل مع تدابير صحية
التعليقات