أميركا لم توقف هجمات طالبان.. فأوقفت نشر تفاصيلها!

رغم اتفاق السلام الذي وقعّته الولايات المتحدة الأميركيّة مع حركة طالبان، إلا أن هجمات الأخيرة استمرّت ضدّ القوات الحكوميّة هناك، وهو ما أثار خشية من تعثّر تطبيق الاتفاق، إلا أن الولايات المتحدة ردّت هذا الهجمات بالامتناع عن نشر تفاصيلها.

أميركا لم توقف هجمات طالبان.. فأوقفت نشر تفاصيلها!

من أفغانستان (أ ب)

رغم اتفاق السلام الذي وقعّته الولايات المتحدة الأميركيّة مع حركة طالبان، إلا أن هجمات الأخيرة استمرّت ضدّ القوات الحكوميّة هناك، وهو ما أثار خشية من تعثّر تطبيق الاتفاق، إلا أن الولايات المتحدة ردّت هذا الهجمات بالامتناع عن نشر تفاصيلها.

فقررت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أمس، الجمعة، الامتناع عن نشر معلومات عن هجمات طالبان في أفغانستان، في محاولة لدفع المفاوضات مع الحركة قدمًا.

وذكر مكتب المفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان (سيغار)، المرتبط بالكونغرس ذكر في تقرير نشر، أول من أمس، الخميس، أن بعثة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان التي تقودها الولايات المتحدة لم تعد تنشر معلومات عن هجمات طالبان.

واعتبرت هذه الهيئة أن عدم نشر المعلومات يحد من فهم تطور الأوضاع على الأرض في أفغانستان، بينما تقلّص واشنطن وجودها العسكري في هذا البلد.

وبرر ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية، جوناثان هوفمان، عدم نشر المعلومات "بمواصلة المفاوضات مع طالبان، وقال في مؤتمر صحافي "نعمل من أجل حل أفضل ومكان أفضل لأفغانستان وتبادل هذه المعلومات لن يدفع الأمور قدمًا"، وأضاف أن "مستوى العنف الذي تمارسه طالبان مرتفع بشكل غير مقبول"، معتبرا أن هذا المستوى من العنف لا يفضي إلى حل دبلوماسي.

وكانت الولايات المتحدة التي تريد إنهاء أطول حرب في تاريخها غزت أفغانستان على رأس تحالف دولي في نهاية 2001 بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر على أراضيها، وقد طردت حركة طالبان التي كانت حاكمة منذ 1996 من السلطة لكنها لم تنجح في دحرها على الأرض.

وبعد أكثر من 18 عاما من الصراع، يؤكد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، باستمرار أنه يريد إعادة كل القوات الأميركية إلى بلدها في أسرع وقت ممكن.

وتأتي هذه القيود الجديدة على المعلومات بينما وقعت الولايات المتحدة في 29 شباط/فبراير في الدوحة اتفاقا مع طالبان تتعهد فيه بسحب كل القوات الأجنبية من أفغانستان خلال 14 شهرًا، مقابل ضمانات غير واضحة من المتمردين لكن بينها إجراء مفاوضات مع كابول، وهو أمر يبدو بعيدا.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية توقفت في 2018 عن نشر عدد المناطق التي يسيطر عليها المتمردون وحجم السكان الذين يخضعون لسيطرتهم بدرجات متفاوتة، بينما كانت سلطة الحكومة الأفغانية تتراجع.

وقامت كابول، أيضًا، بحجب الخسائر البشرية التي تتكبدها قواتها الأمنية، عقب نشر أرقام حول مقتل الآلاف منها كلّ عام.

وكانت بعثة "الدعم الحازم" تكشف معطيات عن "الهجمات التي ينفذها العدو"، تعتبر واحدة من الإحداثيات القليلة المتبقية بشأن النزاع وحجم قوة طالبان ومجموعات متمردة أخرى.

لكن في تقريره الفصلي، الجمعة، قال مكتب المفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان إن "هذا الفصل حجبت آر إس (مهمة ريزوليوت سابورت أو ’الدعم الحازم’) للمرة الأولى كل المعلومات حول الهجمات التي يشنها العدو".

وأضاف المكتب الذي تواجه تقاريره في أغلب الأحيان انتقادات حادة أن البعثة توقفت عن نشر أرقام، موضحًا أن "هذه الأرقام كانت إحدى آخر المؤشرات التي يمكن للمكتب استخدامها لتوضيح الوضع الأمني في أفغانستان للجمهور".

وأصدرت البعثة بيانا مقتضبا أشارت فيه إلى أن طالبان صعدت هجماتها في آذار/مارس، بعد توقيع الاتفاق بين الولايات المتحدة والحركة.

وقال البيان إنه "بين الأول من آذار/مارس و31 منه امتنعت طالبان عن مهاجمة قوات التحالف، لكنها زادت هجماتها على القوات الأفغانية بمستويات أعلى من المعايير الفصلية".

وأشار مكتب المفتش العام إلى أن البنتاغون قد ينشر المعلومات مستقبلا، كما أشار تقريره إلى أن أفغانستان تواجه مخاطر كبيرة بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد.

وسجّلت في أفغانستان حتى الآن 2171 إصابة بكوفيد-19 بينها 64 وفاة.

وقال مكتب المفتش العام إن "نقاط الضعف العديدة وأحيانا الفريدة في أفغانستان ... تثير احتمال أن تواجه البلاد كارثة صحية في الأشهر المقبلة قائما".

ويسعى البنتاغون إلى خفض عدد الجنود الأميركيين من 12 ألفا إلى 8600 في الأشهر المقبلة.

التعليقات