الإدارة الأميركية تقيّد دخول الصحافيين الصينيين

أصدرت وزارة الأمن الداخلي الأميركي، أمس السبت، لوائح جديدة تشدد من حصول الصحافيين الصينيين على تأشيرات دخول البلاد، في إجراء يصعّد فيه البيت الأبيض ضد الصين، في أعقاب ازدياد حدّة التوتر بين البلدين بسبب فيروس كورونا المستجد

الإدارة الأميركية تقيّد دخول الصحافيين الصينيين

(أ ب)

أصدرت وزارة الأمن الداخلي الأميركي، أمس السبت، لوائح جديدة تشدد من حصول الصحافيين الصينيين على تأشيرات دخول البلاد، في إجراء يصعّد فيه البيت الأبيض ضد الصين، في أعقاب ازدياد حدّة التوتر بين البلدين بسبب فيروس كورونا المستجد.

وجاء القرار ردا على طرد الصين لصحافيين أميركيين مؤخرا، ومن المقرر أن يدخل حيز التنفيذ يوم غد الإثنين، ويقضي بتحديد تأشيرات الصحافيين الصينيين بـ90 يوما. وهناك إمكانية لتمديد التأشيرة. ولم يكن من الضروري تمديد هذه التأشيرات في السابق إلا إذا استبدل الموظف مؤسسة بأخرى، وكانت تعتبر مفتوحة.

ولا تنطبق اللوائح على الصحفيين من هونغ كونغ أو ماكاو، وهما منطقتان تعتبران شبه مستقلتين، وفقًا للوائح المنشورة يوم الجمعة في السجل الفيدرالي.

وأشارت وزارة الأمن الداخلي إلى ما اعتبرته قمع الصين للصحافة المستقلة، والذي يشمل "الافتقار المتزايد للشفافية".

وكانت هذه أحدث ضربة ضمن عمليات انتقامية بين البلدين حول حقوق وسائل الإعلام. ففي آذار/ مارس الماضي، قالت الصين إنها ستلغي أوراق اعتماد جميع الصحافيين الأميركيين في ثلاث وكالات أنباء أميركية رئيسية، ما يعني فعليا طردهم من البلاد، ردا على القيود الأميركية على وسائل الإعلام الرسمية الصينية.

وتصاعدت التوترات بين البلدين في الأشهر الأخيرة فقط حيث يتبادل القادة انتقادات لاذعة حول التعامل مع الوباء الذي شل الاقتصادات في جميع أنحاء العالم وحصد أرواح أكثر من 27 ألف شخص، وفقًا لإحصاء مستمر لجامعة جونز هوبكنز.

وكان الرئيس دونالد ترامب قد قال إن استجابة الحكومة الصينية كانت "بطيئة وغير كافية".

وانتقدت إدارته عدوها الجيوسياسي والشريك التجاري المهم للولايات المتحدة، متخطية حدود الأدلة المثبتة.

وأكد ترامب وحلفاؤه وعبروا عن ثقتهم في نظرية غير مثبتة تربط أصل تفشي الفيروس بحادث محتمل في مختبر للفيروسات في الصين.

ورغم تأكيد مسؤولين أميركيين أن التحقيقات لا تزال جارية ووصفهم الأدلة بأنها ظرفية بحتة، لكن مساعدو ترامب، تبنوا الفكرة للتأكيد على افتقار الصين للشفافية.

ويعتقد المسؤولون الأميركيون أيضًا أن الصين لم تفصح عن مدى تفشي فيروس كورونا - وطبيعة العدوى - لتخزين الإمدادات الطبية اللازمة لمواجهة الفيروس، وفقًا لوثائق الاستخبارات الأميركية.

لكن الصين ترفض بشدة الاتهامات التي وجهتها لها الولايات المتحدة.

وقالت صحيفة "غلوبال تايمز" الرسمية الصينية إن قادة الولايات المتحدة يوجهون اتهامات لا أساس لها لبكين عبر الإيحاء بتفشي فيروس كورونا من مختبر صيني.

وقالت "صحيفة الشعب" اليومية الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الحاكم إن المزاعم هي محاولة ذات دوافع سياسية للحفاظ على مكانة ترامب وتحويل الانتباه عن إخفاقات الإدارة الأميركية في التعامل مع تفشي المرض.

ورغم الاعتقاد بنشأة الفيروس في مدينة ووهان بوسط الصين، يعتقد معظم العلماء أنه انتقل من الخفافيش إلى البشر عبر حيوان وسيط مثل البنغول، وهو ما ركز الانتباه على الأسواق التي تبيع منتجات ولحوم الحيوانات البرية في المدينة.


التعليقات