أظهرت صور التقطتها أقمار صناعية، بدء ملء خزان سد النهضة الإثيوبي بالمياه، وذلك بعد يوم من إعلان مصر اختتام المفاوضات التي شارك فيها مراقبون من الولايات المتحدة والاتحاديْن الأوروبي والإفريقي، مع "استمرار الخلافات حول قواعد الملء والتشغيل".
ورغم أن المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، لم تفض إلى اتفاق بين أطراف النزاع، إلا أنه سبق لأديس أبابا القول، إنها ستمضي في خطة ملء خزان سد النهضة في تموز/ يوليو الجاري، حتى وإن لم تتوصل إلى اتفاق مع القاهرة.
وذكرت وكالة "أسوشييتد برس"، الثلاثاء، أن صور أقمار صناعية جديدة أظهرت بدء ملء خزان سد النهضة الإثيوبي، المتنازع عليه، لافتة إلى أن الصور رصدتها وكالة الفضاء الأوروبية، في 9 تموز/ يوليو الجاري.
ورجّح محلل أن تكون تلك المياه ناجمة عن هطل أمطار موسمية، مستبعدا أي دور للحكومة الإثيوبية في ذلك.
ونقلت وكالة "أسوشييتد برس"، عن المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، ويليام دافيسون، القول، إنه من المرجح أن يكون الامتلاء الذي رصدته الصور "تراكما طبيعيا للمياه خلف السد" خلال موسم الأمطار.
وأضاف دافيسون: "على حد علمي، لا يوجد حتى الآن أي إعلان رسمي من إثيوبيا بأنه تم إكمال جميع عمليات البناء اللازمة لإغلاق كل المنافذ والبدء بتجميع المياه في السد".
وأشار دافيسون، في الوقت ذاته، إلى أن إثيوبيا على موعد مع بدء ملء خزان السد منتصف الشهر الجاري، عندما يفيض موسم الأمطار على النيل الأزرق.
وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، أعلنت إثيوبيا عدم التوصل إلى اتفاق مع مصر بشأن سد النهضة "رغم تحقيق تقدم" في المفاوضات.
وأعلنت مصر، مساء أمس الإثنين، اختتام المفاوضات مع "استمرار الخلافات حول قواعد الملء والتشغيل"،
وقالت وزارة الري المصرية، في بيان الذي استعرضت فيه نتائج المفاوضات: "في نهاية الاجتماع اتفق الوزراء على قيام كل دولة برفع تقريرها النهائي عن مسار المفاوضات غدا (اليوم الثلاثاء) إلى جنوب إفريقيا، بوصفها الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، تمهيدا لعقد القمة الإفريقية المصغرة".
وأضافت أن "اجتماعات اللجان الفنية والقانونية من الدول الثلاث عقدت بغرض الوصول إلى تفاهمات بشأن النقاط العالقة (لم توضحها) في المسارين"، بحسب ما أفادت وكالة "الأناضول" للأنباء.
وتابعت: "تلا ذلك اجتماع لوزراء المياه تم خلاله استعراض مناقشات اللجان الفنية والقانونية، التي عكست استمرار الخلافات حول القضايا الرئيسية بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة".
وفي 3 تموز/ يوليو الجاري، تم استئناف الاجتماعات الثلاثية، عبر تقنية الفيديو، بين وزراء المياه من الدول الثلاث، لبحث التوصل إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد، وذلك برعاية الاتحاد الإفريقي.
وتتمسك إثيوبيا بملء وتشغيل السد خلال تموز/ يوليو الجاري، بينما ترفض مصر والسودان إقدام أديس أبابا على هذه الخطوة قبل التوصل إلى اتفاق.
وتخشى مصر من المساس بحصتها السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب، وتطالب باتفاق حول ملفات، بينها أمان السد، وتحديد قواعد ملئه في أوقات الجفاف، فيما تقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر والسودان، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء وتنمية بلادها.
اقرأ/ي أيضًا | القاهرة تعلن اختتام محادثات سدّ النهضة مع "استمرار الخلافات"
التعليقات