بايدن يعزز تقدمه: "سأفوز بالانتخابات"

في بنسلفانيا التي تحظى بـ20 صوتا في المجمع الانتخابي، تقدم بايدن بفارق 29 ألف صوت تقريبا، وكذلك جورجيا معقل الجمهوريين، حيث تخطى فيها بايدن منافسه ترامب بفارق نحو 4 آلاف و400 صوت حتى الآن.

بايدن يعزز تقدمه:

جو بايدن (أ ب)


عبر المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية، جو بايدن، الليلة الماضية، عن ثقته بالفوز بعد ثلاثة أيام على الانتخابات، دون أن يعلن النصر، داعيا الأميركيين إلى "الهدوء والصبر والتلاقي"، فيما يعزز تقدمه في الولايات الحاسمة، في المقابل، حذر الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب من أي إعلان "غير شرعي" بالفوز.

وبعد يوم من الترقب في معقله في ويلمنغتون في ديلاوير، أدلى بايدن بكلمة مقتضبة. وشدّد بايدن على أنّ "الوقت حان للتلاقي"، مضيفًا أنه "علينا أن نتغلّب على الغضب". كما تعهّد بالتصدّي لجائحة كورونا من "اليوم الأوّل" له في البيت الأبيض.

وقال بايدن: "أعزّائي الأميركيّين، ليس لدينا حتّى الآن إعلان نهائي للنصر، لكنّ الأرقام تقدّم صورة واضحة ومقنعة: سوف نفوز في هذه الانتخابات"، معبّرًا كما في اليوم السابق عن ثقته في نتيجة احتساب أوراق الاقتراع.

وسلّط بايدن (77 عامًا) الضوء على التقدّم الذي أحرزهُ خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مذكّرًا بأنّه تجاوز منافسه الجمهوري دونالد ترامب، في عمليّة عدّ الأصوات التي لا تزال جاريةً في ولايتَي بنسلفانيا وجورجيا الرئيسيّتَين.

وشدّد نائب الرئيس الأميركي السابق على أنّه سيفوز في هاتين الولايتين، قائلاً: "نحن نفوز في ولاية أريزونا. نفوز في نيفادا". ورغم أن بايدن يبدو على وشك الفوز، إلا أن أي وسيلة أعلام أميركية لم تعلن بعد هوية الفائز.

وقال بايدن، فيما وقفت المرشحة لمنصب نائب الرئيس، كامالا هاريس، إلى جانبه، إن "الأرقام تخبرنا أمرا واقعا وواضحا، سنفوز في هذا السباق. ما تزال الأصوات المؤيدة لنا تتزايد، سنهزم ترامب بفارق أكثر من 4 ملايين صوت، وسيتسع هذا الهامش أيضا".

وأشار بايدن إلى سلسلة من عمليات الفرز التي لم يقم فيها فقط بسد الفجوة مع ترامب، بل تجاوز في الواقع تقدمه ووسع نطاقه في بعض الولايات مع قيام مسؤولي الانتخابات بفرز بطاقات الاقتراع عبر البريد.

وفي بنسلفانيا التي تحظى بـ20 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي، تقدم بايدن بفارق 29 ألف صوت تقريبا، وكذلك جورجيا معقل الجمهوريين، حيث تخطى فيها بايدن منافسه ترامب بفارق نحو 4 آلاف و400 صوت حتى الآن.

كذلك تحدث بايدن عن مرحلة ما بعد الفوز، وقال إن ما يتضح أكثر كل ساعة هو أن أعدادًا قياسية من الأميركيين - من جميع الأعراق والأديان والمناطق - اختاروا التغيير. وتابع أنه "لقد منحونا تفويضًا للعمل على مكافحة فيروس كورونا وتحسين وضع الاقتصاد وتغير المناخ والعنصرية المنهجية".

من جهته، لم يتحدث ترامب علنا خلال نهار الجمعة، ومكث في البيت الأبيض بعيدا عن الأنظار، لكنه اعتبر في تغريدة على تويتر، أنّه يجب على بايدن ألا يدّعي "بشكل خاطئ" فوزه بالانتخابات الرئاسيّة، في وقت يبدو منافسه الديمقراطي قريبا من حسم السباق إلى البيت الأبيض.

وكتب ترامب على تويتر "ينبغي على جو بايدن ألا يدّعي بشكل خاطئ انتصاره بالرئاسة. يمكنني أنا أيضًا أن أدّعي ذلك. الإجراءات القانونيّة بدأت للتوّ".

وقدّم الحزب الجمهوري في بنسلفانيا طلبًا إلى المحكمة العليا، الجمعة، لوقف احتساب أوراق الاقتراع التي وصلت بشكّل متأخّر في الولاية، وذلك تزامنًا مع تصدّر بايدن للنتائج وتأخّر ترامب.

وسيحسم بايدن السباق إلى البيت الأبيض لصالحه، في حال حُسمت نتائج ولاية بنسلفانيا لصالحه.

وطلب الحزب الجمهوري في التماسه، إصدار قرار قضائي عاجل لوقف تسليم آلاف أوراق الاقتراع الواردة عبر البريد بعد يوم الانتخابات، والتي يسود ظنّ بأنّها تصبّ في صالح بايدن.

ويطلب الالتماس من المحكمة توجيه أمر إلى مسؤولي الانتخابات في بنسلفانيا، لاستبعاد أوراق الاقتراع الواردة بعد يوم الثلاثاء، وعدم احتسابها.

ووسط عدم إعلان أيّ من وسائل الإعلام الأميركيّة البارزة فوزَ أحد المرشّحَين، قالت الرئيسة الديمقراطية لمجلس النواب، نانسي بيلوسي، إنّ "من الواضح" أنّ بايدن يتّجه إلى "الفوز" بالسباق إلى البيت الأبيض.

وتابعت أنه "الرئيس المنتخب بايدن يتمتّع بتفويض قوي ليحكم"، مستخدمةً العبارة التي تُطلق على الفائز في الانتخابات حتّى تولّيه مهمّاته في كانون الثاني/ يناير.

وكان ترامب قد أصدر بيانًا هادئًا تقاطع مع كلامه الغاضب مساء الخميس، التزم فيه بعض المبادئ الكبرى ودعا إلى احترام الشفافية.

بايدن يقترب من الحسم

ووسط تقدّم عمليّات فرز الأصوات ببطء شديد، انقلب منحى التنافس بين الرجُلين، وصار بايدن خلال النهار متقدّمًا على ترامب للمرّة الأولى، منذ انطلاق عملية التصويت، الثلاثاء، في ولاية بنسلفانيا بأكثر من 29 ألف صوت.

وبالنظر إلى تقارب النتائج، لم تُعلِن أيّ وسيلة إعلام أميركية بارزة فوز أحد المرشحين في هذه الولاية الواقعة في الشمال الأميركي الصناعي، والتي تمنح 20 صوتا في المجمع الانتخابي.

وكان ترامب قد فاز في بنسلفانيا عام 2016. وكان متوقّعًا اتّساع الفارق بين المرشّحَين مع تقدّم الفرز للأصوات المرسلة عبر البريد، إذ إنّ 80% تأتي لصالح بايدن.

وفي حال فوز بايدن في بنسلفانيا، سيُصبح الرئيس الـ46 للولايات المتحدة أيًّا تكن النتيجة في بقية الولايات.

كما أنّ نتائج فرز الأصوات في ولاية جورجيا، التي لم يفز فيها أيّ مرشّح أو رئيس ديمقراطي منذ 1992، بدأت صباح الأمس، تميل صوب بايدن، إلى أن ابتعد عن منافسه بأكثر من 1500 صوت.

غير أنّ الوزير في الولاية، براد رافنسبرغر، قال إنّه "في ظل هامش ضيّق إلى هذا الحدّ، ستتم إعادة فرز الأصوات في جورجيا".

ويحوز بايدن حاليا على ما بين 253 إلى 264 صوتا إذا ما جرى احتساب ولاية أريزونا لصالحه، في مقابل 214 صوتا لترامب؛ ويحتاج المرشح في السباق إلى البيت الابيض، إلى غالبية من 270 صوتا في الهيئة الناخبة.

وبعكس المسار في بنسلفانيا وجورجيا، كان ترامب يستفيد بشكل مباشر في ولاية أريزونا من تمديد عمليات الفرز. إذ كان يلاحق بايدن المتصدر فيها، بما يتهدد المرشح الديمقراطي بخسارة الـ11 صوتا في المجمع الانتخابي.

وجدد ترامب الاتّهامات بحصول عمليّات تزوير، دون أن يقدّم أيّ دليل عليها. وقال أمام صحافيين في البيت الأبيض "إذا أُحصيت الأصوات القانونية أفوز بسهولة. إذا أحصيت الأصوات غير القانونيّة، يمكنهم أن يحاولوا أن يسرقوا الانتخابات منا".

وأكّد فريق حملته، أمس، الجمعة، أنّ الانتخابات الرئاسية "لم تنته بعد"، مشيرًا إلى أنّ "التقديرات الخاطئة التي تُعلن فوز جو بايدن تستند إلى نتائج بعيدة عن أن تكون نهائيّة في أربع ولايات".

وبدا الرئيس الـ45 للولايات المتحدة معزولاً ضمن حزبه، الجمهوري، في ظل ما أطلقه من اتّهامات بأنّه سيكون ضحيّة "سرقة" الانتخابات.

وقال حاكم نيوجيرسي السابق وحليف الرئيس، كريس كريستي، عبر محطة "إيه بي سي"، "لم نسمع الحديث عن أيّ دليل"، محذّرًا من خطر تأجيج التوتّر دون عناصر ملموسة.

وصرّح السناتور ميت رومني، الذي كثيرًا ما ينتقد ترامب، أنّ "من الخطأ القول إنّ الانتخابات مزوّرة وفاسدة ومسروقة".

إلا أنّ ترامب حظي بدعم سناتورين بارزين، هما ليندسي غراهام وتيد كروز. وقال الأخير عبر "فوكس نيوز"، "يمكنني أن أقول لكم إنّ الرئيس غاضب، أنا كذلك، والناخبون أيضًا على ما أعتقد".

بدوره، دعا بادين مجدّدًا إلى الهدوء والصبر. وكتب في تغريدة "لن يسلب أحد منّا ديمقراطيّتنا لا اليوم ولا مطلقا".

وقبل ساعات من ذلك، أبدى المرشّح الديمقراطي ثقته بفوزه القريب، خلال كلمة اتّسمت بلهجة رئاسية.

وقال بايدن لصحافيّين في مسقط رأسه ويلمينغتون بولاية ديلاوير: "أطلب من الجميع التزام الهدوء. العملية تسير كما يجب والفرز جارٍ وسنعرف النتيجة قريبًا جدًا (..) ليس لدينا أدنى شك بأنّه مع انتهاء تعداد الأصوات، سيُعلن فوزنا".

وكان ترامب قد أعلن ليلة الانتخابات أنه فاز وأنه سيحتكم إلى المحكمة الأميركية العليا، لكنه بقي مبهما حول الدوافع.

وفي الواقع، باشر محاموه إجراءات قضائيّة عدّة على مستوى الولايات، مطالبين مثلا بإعادة احتساب الأصوات في ويسكونسن.

ويرى الديمقراطيّون أنّ هذه الشكاوى لا أساس لها، إلا أنّها قد تؤخّر تأكيد النتائج لأيّام عدّة لا بل لأسابيع.

في الوقت نفسه، أوقفت شرطة فيلادلفيا رجلين بعدما علمت أنه كان يجري الإعداد لهجوم مسلّح على مركز لفرز الأصوات، ما يعكس التوتر الشديد في بلد منقسم للغاية.

التعليقات