لماذا لم يقرّ ترامب بهزيمته بعد؟

فيما يتواصل تعداد ما تبقى من الأصوات في الانتخابات الرئاسية الأميركيّة، يضاعف المعسكر الجمهوري الطعون القضائية، وسط اتهامات وجّهها الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، بنفسه إلى الديمقراطيين بـ"سرقة" الانتخابات، دون أن يقدم أي دليل على عملية "التزوير" التي يندد بها.

لماذا لم يقرّ ترامب بهزيمته بعد؟

الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، ترامب (أ ب)

فيما يتواصل تعداد ما تبقى من الأصوات في الانتخابات الرئاسية الأميركيّة، يضاعف المعسكر الجمهوري الطعون القضائية، وسط اتهامات وجّهها الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، بنفسه إلى الديمقراطيين بـ"سرقة" الانتخابات، دون أن يقدم أي دليل على عملية "التزوير" التي يندد بها.

ويرفض ترامب الإقرار بهزيمته حتّى الآن، مبديًا تعنّتًا قد لا يكون من ميزات شخصيته فحسب، بل رهانا سياسيا يقوم به.

وواصل ترامب تغريداته التي يصرّ من خلالها على أنه الفائز في الانتخابات، وكتب في موقع "تويتر"، مساء اليوم الثلاثاء: "نحن نحقق تقدمًا كبيرًا. ستبدأ النتائج بالظهور في الأسبوع المقبل".

وقال ترامب في تغريدة أخرى، نشرها قبل دقيقة واحدة من نشر التغريدة المذكورة: "سنفوز".

وأوضحت أستاذة التاريخ في جامعة نيويورك، روث بن غيات، أن "الميزات التي سمحت لدونالد ترامب بفرض نموذجه المتسلط على الرئاسة، وهي العجرفة والقسوة وفكرة أنه ينبغي الدفاع عنه بوجه أعدائه، تجعل من الصعب أن يقبل بهزيمته".

وذكرت الأستاذة المتخصصة في القادة المتسلطين، أنه "من الأسهل القول إن الانتخابات كانت مزوّرة، على الاعتراف بأن سياسته نفّرت عددا من الناس كافيا ليخسر" الانتخابات، مشيرة إلى أن خطاب إقرار بالهزيمة سيكون بالنسبة لترامب "إذلالا علنيا"، بحسب ما أفادت وكالة "فرانس برس" للأنباء.

وقال عالم النفس في بالتيمور، جون غارتنر إن ترامب "نرجسي مضرّ"، محذّرًا بأنه قد يتبع سياسة "الأرض المحروقة" طوال الفترة الانتقالية التي تستمر حتى تنصيب بايدن رئيسا في كانون الثاني/ يناير.

ورفض ترامب مرارا القول ما إذا كان سيترك السلطة بهدوء.

مؤيدون لترامب (أ ب)

وأوضح أستاذ القانون في جامعة أمهيرست، لورانس دوغلاس، الذي صدر له قبل فترة قصيرة كتاب عن الرئيس المنهية ولايته بعنوان "هل سيرحل؟"، أن دونالد ترامب "يجب أن يضمن بأنه لن يعتبر فاشلا بل ضحية قوى دولة الظل الشريرة المتحالفة ضده منذ توليه السلطة".

وبحسب عالمة النفس، ماري ترامب، ابنة شقيق الرئيس التي أصدرت كتابا تنتقد فيه العائلة، فإن رجل الأعمال السابق ورث أطباع والده "المستبدّة".

وماري ترامب هي ابنة فريد ترامب جونيور الذي توفي العام 1981 في الثانية والأربعين من العمر جراء تبعات إدمان الكحول.

وأوضحت أن عمها تعلم كيف "يكذب ليبرز نفسه" بعدما شهد الإذلال الذي لحق بشقيقه الأكبر، ما ساهم على حد قولها في تحويله إلى كاذب نرجسي.

وأوردت مجلة "ذي أتلانتيك" في مطلع أيلول/ سبتمبر، في تقرير أن ترامب نعت في عام 2018، الجنود الأميركيين الذين قضوا خلال الحرب العالمية الأولى، بأنهم "فاشلون" و"أغبياء".

ونفى ترامب والبيت الأبيض التقرير بحزم، غير أنه أحيا جدلا يعود إلى الحملة الانتخابية في عام 2016، ففي ذلك الحين، هاجم رجل الأعمال النيويوركي علنا، السناتور الجمهوري، جون ماكين، بطل حرب فيتنام التي أسر خلالها وتعرض للتعذيب طوال أكثر من خمس سنوات.

وقال ترامب عن السناتور الذي يحظى باحترام كبير في الولايات المتحدة "إنه بطل لأنه تم أسره. أنا أحب الذين لا يتم أسرهم".

(أ ب)

وإلى طباعه التي تملي عليه عدم الإقرار بالهزيمة، فإن موقف ترامب قد يكون خيارا عمليا في مواجهة الآفاق القضائية التي قد لا تكون مطمْئنة بعد خروجه من البيت الأبيض.

فهو مستهدف بتحقيقين في نيويورك، أحدهما في قضية تهرب ضريبي واحتيال في مجال التأمين وتلاعب في الحسابات، والثاني يتعلق بقروض وامتيازات ضريبية عن طريق الاحتيال، وقد يفضي كل منهما إلى ملاحقات أمام القضاء. كذلك تتهمه عدة نساء بالتحرش أو التعدي جنسيا عليهنّ.

وأخيرا، فمع رفض التنازل بعد فوزه بأصوات أكثر من سبعين مليون ناخب، يحافظ ترامب على صورة الرجل القوي التي قد تخدمه في حال قرر الترشح لولاية جديدة العام 2024.

وقال لورانس دوغلاس إن ترامب نجح على مدى أربع سنوات في "إقامة وتوطيد رابط نقمة مشتركة مع ناخبيه". وبالرغم من هزيمته، فهو يرى أن "أسلوب" ترامب سيواصل اجتذاب أنصاره.

التعليقات