ترامب مصمّم على تسريع الانسحاب من أفغانستان... ومعارضة فرنسيّة 

عيّن الرئيس الأميركيّ المنتهية ولايته، دونالد ترامب، مؤخّرا، موالين له في مناصب مهمة في البنتاغون بهدف تسريع الانسحاب الأميركي من أفغانستان، على الرغم من احتمال اصطدامه بتحفظات العسكريين. وفي هذا الصّدد، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، اليوم الجمعة، إن

ترامب مصمّم على تسريع الانسحاب من أفغانستان... ومعارضة فرنسيّة 

الرئيس الأميركي، دونالد ترامب (أ ب)

عيّن الرئيس الأميركيّ المنتهية ولايته، دونالد ترامب، مؤخّرا، موالين له في مناصب مهمة في البنتاغون بهدف تسريع الانسحاب الأميركي من أفغانستان، على الرغم من احتمال اصطدامه بتحفظات العسكريين. وفي هذا الصّدد، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، اليوم الجمعة، إن الحكومة الفرنسية ستبلِغ وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، خلال زيارته المرتقبة إلى باريس عدم تأييدها سحب القوات الأميركية من أفغانستان أو العراق.

وقال لودريان لتلفزيون "بي إف إم" وراديو "أر إم سي" المحلييْن، في معرض إجابته عن سؤال حول احتمال تسريع سحب القوات الأميركية من أفغانستان، إنه "لا يجب القيام بذلك في رأينا. ولا يجب القيام بذلك في العراق أيضا، سنقول له ذلك" خلال زيارته إلى باريس.

وأضاف لودريان: "يوجد الكثير من المواضيع الشائكة التي سنتناولها، هناك الوضع في العراق والوضع في إيران والإرهاب والصعوبات في الشرق الأوسط وملف العلاقة مع الصين".

وقبل 69 يوما من انتهاء ولايته، يعمل ترامب على تعيين موالين له في مناصب مهمة في وزارة الدفاع بهدف تسريع الانسحاب من أفغانستان على ما يبدو، كما انتشرت مؤخرا معلومات حول انسحاب أميركي ممكن من العراق.

كما عين بدلا من وزير الدفاع الذي تمت إقالته، مارك إسبر، اللفتنانت السابق في القوات الخاصة، كريستوفر ميلر الذي كان قد تولى إدارة المركز الوطني لمكافحة الإرهاب قبل ثلاثة أشهر فقط.

وأكدت عدة مصادر سياسية ودبلوماسية لوكالة "فرانس برس" للأنباء، بداية تشرين الأول/ أكتوبر أن بومبيو أنذر بغداد أنه سيغلق سفارة بلاده ويسحب دبلوماسييها وجنودها الـ3 آلاف في حال لم تتوقف اعتداءات جماعات موالية لإيران على المصالح الأميركية في العراق.

ومن المزمع أن يستقبل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون صباح الإثنين المقبل، وزير الخارجية الأميركي الذي يجري جولة في أوروبا والشرق الأوسط، ويأتي هذا اللقاء بطلب من بومبيو وسيتم بـ"شفافية كاملة مع فريق الرئيس المنتخب جو بايدن" وفق ما أوضحت الرئاسة الفرنسية، أمس الخميس.

من جهة أخرى، عين ترامب العديد من المقربين منه الذين يدينون بالولاء له في مناصب مدنية مهمة في وزارة الدفاع (البنتاغون) حتى 20 كانون الثاني/ يناير 2021.

واستقال المدير السياسي الذي يعتبر الرجل الثالث في البنتاغون، الثلاثاء الماضي، وحل محله على الفور نائبه، أنتوني تاتا ، المعلق في قناة "فوكس نيوز" والمعروف خصوصا بتغريداته المعادية للإسلام. وكان قد وصف الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما بأنه "زعيم إرهابي" قبل أن يتراجع عن ذلك.

وتم الأربعاء تعيين الكولونيل السابق في سلاح البر، دوغلاس ماكغريغور، في منصب كبير مستشاري وزير الدفاع.

ولم توضح السلطة التنفيذية هدف هذا التعديل لكن مسؤولا آخر مواليا لترامب هو السناتور الليبرالي، راند بول، رحب بوصول ماكريغور إلى البنتاغون. وماكغريغور من أشد مؤيدي الانسحاب من أفغانستان أيا تكن الظروف على الأرض، ودافع بشدة عن هذه الفكرة على "فوكس نيوز".

وكتب في "تويتر": "أنا سعيد للغاية لأن دونالد ترامب طلب من صديقي الكولونيل داغ ماكريغور المساعدة في إنهاء الحرب في أفغانستان بسرعة".

وأضاف أن "الفكرة من هذا الخيار وغيره هي أن يكون هناك الأشخاص المناسبون لمساعدته أخيرا على وقف حروبنا التي لا نهاية لها".

وأعلن دونالد ترامب عن رغبته في خفض عددي القوات في أفغانستان إلى 2500 في أوائل 2021، حتى أنه تحدث عن انسحاب كامل في عيد الميلاد، لكن الجيش أصر على ربط أي انسحاب بتراجع العنف على الأرض.

وقبل أسبوعين من الانتخابات، رد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، روبرت أوبراين، على رئيس أركان الولايات المتحدة الجنرال مارك مايلي، الذي وصف الأهداف التي حددتها بالأرقام إدارة ترامب بأنها "تكهنات".

وقال أوبراين: "يمكنني أن أؤكد أن هذا هو جدول أعمال رئيس الولايات المتحدة، وهذه ليست تكهنات".

ولا ينتقد العسكريون موقف البيت الأبيض علنا لكنهم يقولون في جلساتهم الخاصة إن يعارضون عددا أقل من 4500 جندي قبل أن تنبذ طالبان تنظيم القاعدة الجهادي الذي ما زالت قريبة منه بعد حوالى عشرين عاما على اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر 2001.

وهم يريدون ربط عملية الانسحاب وفقا لمستوى العنف على الأرض، ويرون أن الانسحاب المنظم بما في ذلك نقل آلاف الجنود بمعداتهم وأسلحتهم الثقيلة ومركباتهم، لا يمكن أن يتم بحلول 20 كانون الثاني/ يناير، إلا اذا تركت أسلحة هناك يمكن أن يستولي عليها أعداء الولايات المتحدة.

ويرى راند بول أن العسكريين لا يستطيعون إبطاء العملية. وكتب على تويتر "تذكير للذين يقولون إن سحب القوات سيؤدي إلى صدام مع الجنرالات: هناك قائد عام واحد وهو دونالد ترامب".

ورأى ماكغريغور في بداية العام أن "الحقيقة هي أن تاريخ رحيلنا لن يغير شيئًا. كل شيء سينهار". وأضاف "لكن النبأ السار هو أنه عندما نرحل على الأقل، لن ندعم بعد الآن الفساد ولا أكبر منتج للهيروين في العالم".

وتابع: "أريد أن ترحل قواتنا لهذا صوتنا له (ترامب) وعليه أن يفعل ذلك".

التعليقات