إيران تعلن تحديد أشخاص على صلة باغتيال فخري زادة

أعلنت الحكومة الإيرانية، اليوم الأربعاء، أن وزارة الاستخبارات والأمن الوطني، حددت أشخاصا على صلة باغتيال العالِم النووي، محسن فخري زادة.

إيران تعلن تحديد أشخاص على صلة باغتيال فخري زادة

من تشييع العالم النووي الإيراني، فخري زادة (أ ب)

أعلنت الحكومة الإيرانية، اليوم الأربعاء، أن وزارة الاستخبارات والأمن الوطني، حددت أشخاصا على صلة باغتيال العالِم النووي، محسن فخري زادة.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي، خلال مشاركته في برنامج على التلفزيون الرسمي. وقال ربيعي إن "وزارة الاستخبارات حددت أشخاصا على صلة باغتيال الشهيد فخري زادة".

وأشار إلى أنه يتم التحقيق من جميع الأبعاد المتعلقة في عملية الاغتيال، مؤكدا أن بلاده ستتخذ الخطوات اللازمة عقب انتهاء التحقيقات.

إسرائيل مسؤولة عن جريمة الاغتيال

هذا، ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية، عن مسؤول في إدارة الرئيس دونالد ترامب، تأكيده أن إسرائيل تقف خلف عملية اغتيال فخري زادة. ورفض المسؤول الكشف عن تفاصيل حول ما إذا كانت إدارة ترامب على اطلاع مسبق على العملية.

وقال المصدر إن إسرائيل في العادة تُطلع الإدارة الأميركية على معلومات حول أهدافها والعمليات التي تعتزم تنفيذها قبل التنفيذ، لكنه رفض تأكيد ما إذا كانت قد فعلت الحكومة الإسرائيلية ذلك هذه المرة، رغم تأكيده أن فخري زادة كان أحد أهداف إسرائيل لمدة طويلة ماضية.

كما نقل صحيفة "ديلي بيست" الأميركية، عن مصادر في الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها، تأكيدها أن إسرائيل "تقف خلف عملية الاغتيال".

ولفتت المصادر إلى أن ترامب - من جهة - متخوف من مواجهة واسعة مع طهران توقع ضحايا في صفوف القوات الأميركية في الشرق الأوسط.

ومن جهة أخرى، بحسب مصادر "ديلي بيست"، "فمن المريح له إقدام إسرائيل على اغتال شخصيات مهمة ومركزية في النظام الإيراني خلال الأسابيع الأخيرة المتبقية له في البيت الأبيض".

ونقلت الصحيفة الأميركية عن مصدر آخر قوله إن "إستراتيجية ترامب تجاه إيران فيما تنقى له من فترة في البيت الأبيض، واضحة: فرض مزيد من العقوبات على طهران، وتزويد حلفاء أميركا، من ضمنهم إسرائيل، بمعلومات استخباراتية، للإضرار بالنظام الإيراني".

وتابعت الصحيفة أنه "ترامب غير ضالع بالشأن الإيراني خلال الفترة الأخيرة، غير أنه أصدر أوامر للمسؤولين في إدارته بـ‘فعل كل ما يمكن لمعاقبة النظام الإيراني، لكن لا تتسببوا بحرب عالمية ثالثة‘".

وفي 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، أعلنت إيران اغتيال فخري زادة (63 عاما)، المعروف بـ"عراب الاتفاق النووي"، إثر استهداف سيارة كانت تقله قرب طهران.

وفخري زاده الذي كان رئيسًا لمنظمة الأبحاث والإبداع (سبند) التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، وقالت الجمهورية الإسلامية إنّ إسرائيل تقف وراءه، في اتّهام لم تعلّق عليه رسميًا الحكومة الإسرائيلية. إذ اتهم كل من المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، والرئيس الإيراني، حسن روحاني، إسرائيل بالضلوع في جريمة الاغتيال

وتوعد الحرس الثوري بـ"انتقام قاس" من قتلة فخري زادة، متهما إسرائيل بالوقوف وراء عملية اغتياله. فيما قال وزير الخارجية محمد جواد ظريف، عبر تويتر، إن "هناك أدلة مهمة حول ضلوع إسرائيل في اغتيال فخري زادة".

السعودية تنفي تورطها

وعلى صلة، نفى وزير الخارجية السعودي، الثلاثاء، الاتّهامات التي وجّهها نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى المملكة، بالضلوع في فخري زادة.

والإثنين، تحدّث ظريف في حسابه على تطبيق إنستغرام عن "مؤامرة"، في إشارة إلى لقاء سرّي مفترض جرى في السعودية بين ولي عهد، محمد بن سلمان، ورئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بحضور وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو.

وهذا الاجتماع الذي نفت الرياض حصوله، عُقد بحسب مصادر إسرائيلية في 22 تشرين الثاني/نوفمبر حين كان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في زيارة إلى المملكة.

وكتب ظريف على إنستغرام إنّ "الزيارات المتسرّعة لبومبيو إلى المنطقة، واجتماعًا ثلاثيًا في السعودية وتصريحات نتنياهو، ترسم جميعها معالم هذه المؤامرة التي تجلّت للأسف في عمل إرهابي جبان، أسفر عن استشهاد أحد المسؤولين المرموقين في البلاد ".

وأمس، الثلاثاء، ردّ وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، قائلاً في تغريدة على تويتر: "يبدو أنّ اليأس دفع وزير خارجية إيران السيد جواد ظريف لإلقاء أيّ لوم على المملكة واتّهامها بتسبّبها بما يحدث في إيران. ربّما عندما يحدث -لا قدّر الله- زلزال أو فيضان في إيران سيتّهم المملكة بالتسبّب بها أيضًا!".

ويذكر أنه خلافًا لدول عربية خليجية أخرى، من بينها والإمارات والبحرين (التي تجنبت وصف الاغتيال بأنه جريمة)، فإنّ السعودية لم تدِن رسميًا اغتيال العالِم الإيراني البارز.

اقرأ/ي أيضًا | انزعاج أميركي من توقيت اغتيال فخري زادة؟

التعليقات