الخلاف السعودي - الإماراتي حول حصص الإنتاج يخيم على اجتماع أوبك+

خرجت الخلافات السعودية الإماراتية بشأن مستقبل اتفاق خفض إنتاج النفط ضمن تحالف "أوبك +"، إلى العلن، مع تصريح لوزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، دعا فيه إلى العقلانية للتوصل إلى اتفاق يرضي الأعضاء.

الخلاف السعودي - الإماراتي حول حصص الإنتاج يخيم على اجتماع أوبك+

توضيحية من العاصمة السعودية، الرياض (أ ف ب)

خرجت الخلافات السعودية الإماراتية بشأن مستقبل اتفاق خفض إنتاج النفط ضمن تحالف "أوبك +"، إلى العلن، مع تصريح لوزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، دعا فيه إلى العقلانية للتوصل إلى اتفاق يرضي الأعضاء.

وتستأنف خلال وقت لاحق، الإثنين، اجتماعات تحالف "أوبك +" لاتخاذ قرار بشأن مستقبل الاتفاق وتخفيف قيود الإنتاج اعتبارا من الشهر المقبل، من عدمه، بعدما أخفقت الجمعة في التوصل إلى اتفاق لتحديد حصص الإنتاج اعتبارا من آب/أغسطس

ومنذ الخميس، بدأت اجتماعات اللجنة الوزارية لخفض الإنتاج في "أوبك +" تم تمديدها حتى الجمعة، دون التوصل لاتفاق، ليتم تأجيل المحادثات حتى الإثنين (اليوم). ويهدف الاجتماع الحالي إلى اتفاق بإقرار أو عدم إقرار، تخفيف قيود الإنتاج الحالية، لتلبية الطلب العالمي المتزايد على النفط الخام.

وتنص الخطة المطروحة بزيادة إنتاج النفط بمقدار 400 ألف برميل يوميا كل شهر اعتبارا من آب/ أغسطس وحتى كانون الأول/ ديسمبر، بحيث تصل كمية النفط الإضافية المطروحة في السوق بحلول نهاية السنة إلى مليوني برميل في اليوم.

وفي ظل مواجهة أبو ظبي اتفاق السعودية وروسيا بالرفض، تعيش مجموعة "أوبك +" ارتباكًا جديدًا، فيما يتصاعد صراع الحلفاء وتزايد المخاوف ليس على سعر النفط خلال الفترة المقبلة فحسب، وإنما أيضاً على مستقبل صناعة الطاقة، وسط شد الحبال المتواصل بين المنتجين.

ومساء الأحد، قال الوزير السعودي في تصريحات لقناة "العربية" السعودية، إن هناك ضرورة "للتعامل بعقلانية من أجل إنجاح اجتماع "أوبك +" الإثنين.. يجب التعامل بشيء من التنازل".

وأضاف الأمير عبد العزيز بن سلمان أن تمديد الاتفاق - الذي تعارضه الإمارات - "هو الأصل وليس الفرع"، إذ ترى السعودية بأهمية تمديد الاتفاق إلى نهاية 2022، بدلا من أبريل/ نيسان 2022.

وأضاف أنه "من إجمالي أعضاء التحالف البالغ عددهم 23 دولة، حضر الاجتماعات 20 دولة، وتم التوافق بين الجميع باستثناء دولة واحدة".

وفي بيان لها، ظهر الأحد، أعلنت وزارة الطاقة الإماراتية، أن السوق العالمية في الفترة الحالية بحاجة ماسة لزيادة الإنتاج، مؤيدة هذه الزيادة للفترة بين آب/ أغسطس إلى كانون الأول/ ديسمبر 2021 بدون أية شروط.

وذكرت الوزارة، أن التحالف يجب أن يجري استفتاء على زيادة الإنتاج، وليس زيادة الإنتاج وتمديد اتفاق خفض الإنتاج معا، لأنهما منفصلان عن بعضهما البعض.

وأضافت: "نحن نؤيد بالكامل أي زيادة غير مشروطة في آب/ أغسطس"، في إشارة إلى شرط التمديد الذي تريده كل من السعودية وروسيا.

وبدأت دول "أوبك +" في أيار/ مايو 2020 تخفيضات غير مسبوقة في الإنتاج بمقدار 9.7 ملايين برميل يوميا تشكل 10% من الاستهلاك العالمي من الخام.

ومنذ ذلك الحين جرى تقليص هذه التخفيضات وصولا إلى خفض حالي بمقدار 5.8 ملايين برميل يوميا.

أين يكمن الخلاف؟

ويمر نمو الطلب من العالم المتقدم على النفط، بحالة من عدم اليقين لأنه يخرج بقوة من عمليات الإغلاق الطويلة للأسواق. في غضون ذلك، لا يزال العالم النامي، مصدر كل الطلب الجديد على النفط تقريبًا في السنوات الماضية، يتلاشى، وفقًا لتقرير "وول ستريت جورنال".

وذكرت الصحيفة أن منظمة أوبك وحلفاءها بقيادة روسيا قبل أسبوع كانوا يميلون إلى زيادة الإنتاج بمقدار نصف مليون برميل يوميًا، مع المزيد من الإضافات المحتملة في وقت لاحق من العام.

ومع بدء المداولات الرسمية، وافقت السعودية، الزعيم الفعلي لأوبك، وروسيا، أكبر المنتجين من خارج المنظمة النفطية، على تبني اقتراح يتضمن زيادة بنحو نصف مليون برميل يوميًا بدءًا من آب/ أغسطس، ثم زيادة إنتاج أوبك + تدريجيًا بما مجموعه مليونا برميل حتى كانون الأول/ ديسمبر.

إلا أن الإمارات عرقلت يوم الخميس الماضي اتفاق أوبك + الذي أبرمته روسيا والسعودية من أجل زيادة الإنتاج، مطالبة بشروط أفضل لنفسها من حيث زيادة حصتها الإنتاجية. بعد يومين من المحادثات المريرة، بقيت الإمارات الدولة الوحيدة الرافضة للاتفاق، وبالتالي أوقفت المفاوضات حتى يوم الإثنين، وسط ارتباك الأسواق.

وبحسب وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، تضع أبو ظبي حلفاءها بين حجري رحى وقد تدفعها لاتخاذ موقف صعب، قبول مطالبها، أو المخاطرة بتفكيك تحالف أوبك +. وقد يؤدي الفشل في التوصل لاتفاق إلى الضغط على سوق ضيقة بالفعل، مما قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط الخام.

وقد يؤدي انهيار وحدة أوبك + إلى انهيار الأسعار في تكرار للأزمة التي حصلت في العام الماضي بعد الحرب النفطية الروسية ــ السعودية. كما هو الحال في جميع المفاوضات، قد يكون هناك عنصر خِداع، وفق "بلومبيرغ". في أواخر العام الماضي، طرحت أبو ظبي فكرة مغادرة أوبك.

في حين أن الإمارات لم تكرر التهديد هذه المرة، فلا أحد، حتى من الذين في قلب المحادثات، متأكد مما يمكن أن يحدث إذا فشلت المفاوضات يوم الإثنين، لكنه من شبه المؤكد أن يؤدي ذلك إلى بدء حرب أسعار، وفي هذا السيناريو يخسر الجميع. الخداع، وفق الوكالة الأميركية، "هو إظهار أن بلدك مستعد لتحمل الألم بشكل أفضل من الآخرين"، إذ تريد الإمارات ضخ المزيد من النفط بعد إنفاق المليارات لزيادة الطاقة الإنتاجية.

التعليقات