لوح بتخصيب عسكري: روحاني يأمل بإنجاز الحكومة المقبلة الاتفاق النووي

روحاني: "حتى لو كانت هناك حاجة في يوم من الأيام لتخصيب اليورانيوم بنسبة 90% لمفاعل، فلا توجد مشكلة لدينا ونحن قادرون. يمكننا أن نفعل أي شيء بالطرق السلمية. وقمنا خلال الأشهر الماضية بما كان مطلوبا لجهة رفع العقوبات"

لوح بتخصيب عسكري: روحاني يأمل بإنجاز الحكومة المقبلة الاتفاق النووي

روحاني، اليوم (أ.ب.)

حذر الرئيس الإيراني المنتهية ولايته، حسن روحاني، اليوم الأربعاء، من أن بلاده قد تخصب اليورانيوم بمستويات تصل إلى 90% لتصنيع الأسلحة إذا اختارت ذلك. وفي الوقت نفسه، عبر روحاني عن أمله بأن تنجز الحكومة المقبلة مفاوضات إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات الأميركية.

ونقلت وكالة أنباء "إيرنا" عن روحاني قوله خلال اجتماع مجلس الوزراء، إنه "حتى لو كانت هناك حاجة في يوم من الأيام لتخصيب اليورانيوم بنسبة 90% لمفاعل، فلا توجد مشكلة لدينا ونحن قادرون. يمكننا أن نفعل أي شيء بالطرق السلمية".

وجاءت تصريحات روحاني في الوقت الذي وجه فيه انتقادات للنظام الديني في إيران، لعدم السماح لحكومته بالتوصل إلى اتفاق للعودة للاتفاق النووي الموقع عام 2015.

وتضاءلت سلطات روحاني من جراء استياء شعبي من حكومته وسط اقتصاد يعاني من آثار العقوبات الأمريكية. لكن تصريحاته تشير إلى أن إيران قد تتخذ نهجا أكثر تشددا مع تولي الرئيس المنتخب، إبراهيم رئيسي، منصبه الشهر المقبل.

وأعرب روحاني عن أمله في أن تنجز الحكومة المقبلة مفاوضات إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات الأميركية، ما يؤشر لاحتمال عدم استئنافها قبل تولي خلفه لمنصبه.

ومنذ مطلع نيسان/أبريل، تخوض إيران والقوى الكبرى، بمشاركة غير مباشرة لواشنطن، مباحثات في فيينا هدفها إحياء الاتفاق المبرم عام 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديا، عام 2018، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية قاسية.

وقال روحاني في كلمة متلفزة إن حكومته "قامت خلال الأشهر الماضية بما كان مطلوبا لجهة (رفع) العقوبات"، مضيفا أن "العمل كان جاهزا. أخذوا الفرصة من الحكومة الثانية عشرة"، في إشارة الى حكومته، لكن من دون أن يقدم تفاصيل أخرى. وأضاف أنه "نأمل في أن تتمكن الحكومة الثالثة عشرة من انهاء هذا العمل".

وأجرى أطراف الاتفاق ست جولات من المباحثات، اختتمت آخرها في 20 حزيران/يونيو الماضي، دون تحديد موعد لجولة جديدة. وأكد المشاركون في المباحثات، حصول تقدم مع تبقي "خلافات جدية".

وحذّرت الولايات المتحدة وفرنسا إيران بعد تلك الجولة، من أن الوقت بدأ ينفذ لاحياء الاتفاق، بينما ردت طهران بدعوة الآخرين لاتخاذ "قرارات نهائية".

وعلى الرغم من أن رئيسي هو من المحافظين المتشددين الذين ينظرون بعين الريبة الى الغرب وسبق لهم انتقاد روحاني لتعويله المفرط على الاتفاق النووي، يستبعد محللون حصول تغيير كبير في سياسة إيران النووية، اذ أن الملف يدخل ضمن السياسات العليا التي تعود الكلمة الفصل فيها الى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي.

وأعلن رئيسي في مؤتمر صحافي بعد انتخابه، أنه لن يسمح بإجراء "مفاوضات من أجل المفاوضات"، لكنه يدعم "أي محادثات تضمن مصالحنا الوطنية"، وأن أي تفاوض يجب أن يحقق "نتائج" للشعب الإيراني.

وأتاحت "خطة العمل الشاملة المشتركة"رفع الكثير من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران، في مقابل تقييد أنشطتها وضمان سلمية برنامجها.

ووبعد انسحاب إدارة دونالد ترامب من الاتفاق النووي، اتخذت طهران في الأشهر الماضية خطوات إضافية ضمن ما تسميه "إجراءات تعويضية" للانسحاب الأميركي، اذ قيّدت عمل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ورفعت نسبة تخصيب اليورانيوم الى 60%، علما بأن الاتفاق حدد سقف التخصيب عند 3.67%.

وتشترط الولايات المتحدة للعودة الى الاتفاق ورفع العقوبات، بعودة إيران الى احترام التزاماتها. من جهتها، تؤكد الأخيرة استعدادها للامتثال لموجباته بشرط رفع واشنطن كل العقوبات التي أعاد ترامب فرضها.

وشدد روحاني في كلمته اليوم، والذي يصادف الذكرى السادسة لإبرام الاتفاق، على أن العمل الذي قامت به حكومته في المفاوضات الراهنة كان "جليا" في التقرير الذي رفعه وزير خارجيته، محمد جواد ظريف، الى مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، أول من أمس.

وأورد ظريف لائحة طويلة من العقوبات التي وافقت الولايات المتحدة على رفعها مقابل عودة إيران للامتثال لموجبات الاتفاق، داعيا جميع التيارات السياسية المحلية الى العمل معا لتؤتي المباحثات النووية ثمارها.

التعليقات