الحرائق مستمرّة: خوف من احتراق محطة للطاقة بتركيا ومحاولة حماية موقع أثريّ يونانيّ

تواصَل نشوب الحرائق في كلّ من تركيا واليونان، اليوم الخميس، وبدأت فرق الإغاثة التركية، إجلاء مئات السكان بحرا فيما يقترب إحدى الحرائق من محطة للطاقة الحرارية، تخزّن آلاف الأطنان من الفحم،

الحرائق مستمرّة: خوف من احتراق محطة للطاقة بتركيا ومحاولة حماية موقع أثريّ يونانيّ

طائرة تشارك بعمليات الإطفاء باليونان (أ ب)

تواصَل نشوب الحرائق في كلّ من تركيا واليونان، اليوم الخميس، وبدأت فرق الإغاثة التركية، إجلاء مئات السكان بحرا فيما يقترب إحدى الحرائق من محطة للطاقة الحرارية، تخزّن آلاف الأطنان من الفحم، في حين يواصل كذلك عناصر فرق الإطفاء في اليونان، التصدي لألسنة النيران في أوليمبيا وجزيرة أيفيا، في غرب البلاد وشرقها مع نشوب مئات الحرائق جراء موجة الحرّ الشديد.

وعلى وقع إنذارات الإخلاء، كان السكان يكدسون المقتنيات القليلة التي تمكنوا من أخذها من منازلهم على متن زوارق سريعة لحرس السواحل الذين جندوا في مرفأ اورين قرب مدينة ميلاس التي تقع بجوارها محطة الطاقة، بحسب ما أفادت وكالة "فرانس برس" للأنباء.

وهذه الحرائق غير المسبوقة في تركيا المندلعة منذ أسبوع ناجمة عن موجة حر قصوى تضرب جنوب البلاد على ارتباط بالاحترار المناخي، بحسب ما يفيد خبراء.

وأكدت السلطات المحلية أن مخازن الهيدروحين المستخدمة لتبريد المحطة التي تعمل بالفيول والفحم، أفرغت وملئت بالمياه احترازا.

خلال عمليات الإجلاء في تركيا (أ ب)

وقال المسؤول المحليّ، عثمان غورون للصحافيين: "ثمة احتمال في انتشار الحريق ليطال آلاف الأطنان من الفحم الموجودة" داخل المحطة.

وأظهرت مشاهد بثها رئيس بلدية ميلاس، محمّد توكات، حريقا مستعرا عند مدخل المحطة وكتب في تغريدة عبر "تويتر": "يجري الآن إخلاء المحطة بالكامل".

ونجحت فرق الإطفاء بداية في السيطرة على الحريق بفضل طائرتين قاذفتين للماء أرسلتهما إسبانيا، ومروحيات أفرغت مياها من البحر على قمم الجبال والمناطق السكنية القريبة. إلا ان ألسنة النار اندلعت مجددا بعد الظهر.

وقال توكات: "نرجوكم ونحذركم منذ أيام. الحريق طوق المحطة"، طالبا "إرسال طائرة قاذفة للمياه فورا".

خلال عمليات الإجلاء بتركيا (أ ب)

ويجتاح أكثر من 180 حريقا منذ الأربعاء الماضي غابات وأراض زراعية، إضافة إلى مناطق مأهولة على السواحل التركية على المتوسط وبحر إيجه، أوقعت ثمانية قتلى.

كما طالت النيران مواقع سياحية استعادت نشاطها في الفترة الأخيرة بعد أشهر من القيود المفروضة لاحتواء تفشي وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

وأفاد مركز المراقبة عبر الأقمار الاصطناعية التابع للاتحاد الأوروبي، بأن قوة الحرائق في تركيا بلغت كثافة "غير مسبوقة" منذ 2003.

وتواجه الحكومة التركية انتقادات كثيرة حول إدارتها للأزمة والنقص في طائرات مكافحة الحرائق.

ألسنة اللهب في تركيا (أ ب)

وأقر الرئيس، رجب طيب إردوغان خلال مقابلة مباشرة عبر التلفزيون مساء أمس الأربعاء بأن "الحريق قد يدمر المحطة بالكامل".

وتأخذ المعارضة على إردوغان فشله في المحافظة على قاذفات المياه التي تملكها تركيا والتأخر في قبول المساعدة الدولية.

وحذّر المجلس الأعلى التركي للمرئي والمسموع من جهته، محطات التلفزة من بث معلومات حول الحرائق "قد تثير الخوف والقلق" في نفوس السكان.

واتهم إردوغان في مقابلته التلفزيونية، المعارضة، بالسعي لتحقيق منفعة سياسية من الوضع، في حين تتأثر دول الجوار مثل اليونان أيضًا بالحرائق.

وقال إن "حرائق الغابات تشكل تهديدًا دوليًا مثل جائحة كوفيد... مثل أي مكان في العالم، حدثت زيادة حادة في حرائق الغابات في بلادنا. يجب ألا يكون هناك مجال للسياسة في هذه القضية".

ويفيد خبراء بأن التغير المناخي في دول مثل تركيا يزيد من تواتر حرائق الغابات وحدتها.

جبال تحترق في تركيا (أ ب)

وقال وزير الزراعة التركي، بكر باكديميرلي إن الحرارة في مدينة مارمريس الواقعة على بحر إيجة، بلغت مستوى قياسيا مع تسجيلها 45,5 درجة خلال الأسبوع الحالي.

وقال الوزير للصحافيين: "نحن نشن حربا. يجب أن تبقى معنوياتنا عالية احث الجميع على التحلي بالصبر".

وفي اليونان، نُشرت أعداد كبيرة قرب قرية أوليمبيا القديمة، لحماية الموقع الأثري حيث أقيمت الألعاب الأولمبية الأولى في العصور القديمة، غرب شبة جزيرة بيلوبونيز.

وقال حاكم المنطقة، نكتاريوس فارماكيس، صباح اليوم لوكالة الأنباء اليونانية، بعدما أتت النيران على نحو عشرين منزلا، "وجهة النيران الآن نحو منطقة لالا"، وهي منطقة حرجية جبلية تقع شمال شرق الموقع الأثري.

وأخليت قرية أوليمبيا القديمة، التي غالبا ما تكون مزدحمة بالسياح في هذه الفترة من السنة، إضافة إلى ست بلدات أخرى قريبة.

وأعلنت خدمات الإطفاء أنّ أكثر من 170 من عناصرها، بمساندة حوالى خمسين آلية وست مروحيات وطائرات قاذفة للماء، يكافحون ألسنة النيران الخميس، بمؤازرة تعزيزات من الجيش.

طائرة تشارك بعمليات الإطفاء باليونان (أ ب)

وانتشرت قوات مماثلة في جزيرة أيفيا الضخمة، على بعد نحو مئتي كيلومتر شرق أثينا، والتي شهدت حريقا ضخما اندلع الثلاثاء الماضي في منطقة جبلية وحرشية، ولم تتم السيطرة عليه بعد. وأحرقت النيران مئات المنازل ومساحة تتجاوز 25 ألف هكتار من أشجار الصنوبر، وفق تقديرات أولية.

وأجلى خفر السواحل قرابة تسعين شخصا عبر البحر، يوم الأربعاء، من شاطئ روفيس في شمال غرب الجزيرة. وأفادت وكالة الأنباء اليونانية بإخلاء قريتين إضافيتين صباح اليوم.

وقال رئيس بلدية مانتودي، يانيس تسابورنيوتيس إن النيران الشديدة تتطور على أربع جبهات، تتحرّك إحداها بشكل لا يمكن السيطرة عليه غرب دير القديس داود، الذي تم إجلاء الرهبان منه بالقوة يوم أمس.

واشتدت الرياح صباح اليوم، بينما كانت المروحيات تكافح للتحليق فوق مناطق الحرائق، نظرا للرؤية المحدودة جراء الدخان الكثيف، وفقا لوكالة الأنباء اليونانية.

وقال عناصر الإطفاء صباح اليوم، إنهم استجابوا لـ92 حريق غابات خلال الـ24 ساعة الماضية، من إجمالي 118 تم إحصاؤها مساء الأربعاء من نائب وزير الحماية المدنية، نيكوس هاردالياس.

واندلع حريق آخر في ميسينيا، جنوب بيلوبونيز، حيث تم إخلاء ست بلدات كإجراء احترازي، بحسب فرق الإطفاء.

التعليقات