الآلاف يفرون من أفغانستان؛ ميركل: مواصلة الحوار مع طالبان ضروري

ميركل في البرلمان الألماني: "طالبان حقيقة واقعة في أفغانستان. وهذا الواقع الجديد مرير لكن علينا مواجهته"* عائلات أفغانية تريد العودة إلى ديارها وتقول إن طالبان سترسي الاستقرار في الدولة التي مزقتها النزاعات

الآلاف يفرون من أفغانستان؛ ميركل: مواصلة الحوار مع طالبان ضروري

أفغان في ينتظرون الدخول إلى باكستان، أمس (أ.ب.)

رأت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، اليوم الأربعاء، أن من الضروري أن يواصل المجتمع الدولي الحوار مع طالبان، فيما يسعى آلاف الأشخاص للفرار من أفغانستان، مقابل سعي لاجئين في باكستان إلى العودة إلى أفغانستان.

وقالت ميركل أمام النواب في البرلمان الألماني "يجب أن يتمثل هدفنا في الحفاظ قدر الإمكان على التغييرات التي قمنا بها على مدار العشرين عاماً الماضية في أفغانستان"، مضيفة أنه "يتعين على المجتمع الدولي كذلك التحاور حول هذا الأمر مع طالبان"، بينما من المقرر أن يُستكمل انسحاب القوات الأميركية في 31 آب/أغسطس.

وتابعت ميركل أن "طالبان حقيقة واقعة في أفغانستان"، موضحة أن "هذا الواقع الجديد مرير لكن علينا مواجهته".

وفي إشارة إلى التقدم المحرز في أفغانستان منذ عام 2001، اعتبرت ميركل أن "نحو 70% من الأفغان يمكنهم الآن الحصول على مياه الشرب بينما كانوا 20% فقط قبل عشرين عاماً". كما انخفض عدد الوفيات لدى الاطفال إلى النصف خلال عشرين عاماً، على حد قولها.

وأضافت ميركل، التي ستغادر منصبها الشهر المثبل، أنه "في التاريخ، تحتاج الكثير من الأشياء إلى الصبر" مشددة "لهذا يجب ألا ننسى أفغانستان. ولن ننساها"، وأردفت أنه "ما زلت مقتنعة بأنه لا يمكن لأي عنف ولأي عقيدة أن توقف التطلع إلى العدالة والسلام".

وخشية حكم صارم جديد بعد استيلاء طالبان السريع على السلطة في أعقاب انسحاب القوات الأميركية، يسعى آلاف الأشخاص للفرار من أفغانستان، في وقت نُشرت فيه صور ترصد مشاهد الفوضى في مطار كابول.

لكن بعض العائلات تريد العودة إلى ديارها وتقول إن طالبان سترسي الاستقرار في الدولة التي مزقتها النزاعات. وعلى متن شاحنات محملة بالسجاد والفراش والملابس وحتى رؤوس ماعز، ينظر قرابة 200 لاجىء أفغاني في باكستان إلى ما خلف الأفق، نحو بلدة سبين بولدك في جنوب أفغانستان، بانتظار العودة إلى ديارهم.

والحدود الجبلية التي تفصل سبين بولدك عن شامان في جنوب غرب باكستان، عبارة عن خندق بعمق ثلاثة أمتار يعلو فيه سياج شائك. ويعبر آلاف الأشخاص طريق التجارة هذه يوميا.

وفيما يحاول العشرات الفرار من حكم طالبان، عززت باكستان التدابير الأمنية على الحدود ما جعل عملية المرور أكثر صرامة. واستقبلت باكستان أكثر من مليوني لاجئ أفغاني، منذ اندلاع الموجة الأولى للحرب في أفغانستان، قبل أكثر من 40 عاما. وتتغير الأرقام بحسب تفاقم النزاع، لكن السلطات الباكستانية قالت إنها ليست في موقع يسمح لها باستقبال المزيد من اللاجئين.

وكثيرا ما شعر النازحون الأفغان بأنهم غير مرحب بهم، مع منحهم القليل من فرص العمل وحقوق المواطنة. وكثيرون باتوا بمثابة ورقة مقايضة في اللعبة الدبلوماسية بين الدول التي تتراشق الاتهامات بمساعدة جماعات مسلحة. وغالبا ما اتُهمت إسلام أباد بحماية طالبان وقد تكون إحدى الحكومات القليلة المرتبطة بعلاقات وثيقة مع النظام الجديد في كابل.

وفيما كان الغبار ينفث فوق مقتنياتهم والأطفال محشورون بين الأثاث، كانت عشرات الشاحنات متوقفة في الحقول القاحلة في شامان. وكان العائدون يجهزون المستندات اللازمة وينتظرون إذن العبور.

والعديد ممن يحاولون مغادرة أفغانستان يخشون انتقام طالبان، بسبب عملهم لحساب حكومات أجنبية حاربت المتشددين خلال النزاع الذي استمر 20 عاما.

التعليقات