درعا: دفعة ثانية من المعارضة تغادر المدينة

خرجت، اليوم، الخميس، دفعة ثانية من المعارضين السوريّين من مدينة درعا، جنوبي البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في إطار هدنة برعاية روسية وضعت حدًا للتصعيد الأكبر في المنطقة منذ سنوات.

درعا: دفعة ثانية من المعارضة تغادر المدينة

نزح حوالي 80% من أهالي الأحياء المستهدفة بقصف النظام السوري في درعا (الأناضول)

خرجت، اليوم، الخميس، دفعة ثانية من المعارضين السوريّين من مدينة درعا، جنوبي البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في إطار هدنة برعاية روسية وضعت حدًا للتصعيد الأكبر في المنطقة منذ سنوات.

وشهدت مدينة درعا، خلال الأسابيع الماضية، تصعيدًا عسكريًا بين قوات النظام ومجموعات مسلحة محلية، بعد ثلاث سنوات من هدوء أرسته تسوية استثنائية رعتها روسيا. وتفاقمت الأوضاع الإنسانية مؤخرًا مع حصار فرضته قوات النظام على درعا البلد، أي الأحياء الجنوبية في المدينة حيث يقيم مقاتلون معارضون.

وأفاد المرصد بتهجير قوات النظام دفعة ثانية ضمّت 53 شخصًا، غالبيتهم الساحقة من "المسلحين الرافضين لتسوية تم التوصل اليها برعاية روسية"، من أجل وقف التصعيد في درعا البلد، إلى مناطق الشمال السوري.

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" من جهتها، خروج "45 إرهابيًا مع بعض أفراد عائلاتهم" من درعا البلد، تمهيدًا "لإنهاء سيطرة الإرهاب على الحي وعودة جميع مؤسسات الدولة والخدمات إليه".

وخرجت دفعة أولى أوّل من أمس، الثلاثاء، ضمت نحو عشرة مقاتلين.

ودفع التصعيد العسكري بين قوات النظام والمقاتلين المعارضين منذ نهاية تموز/يوليو أكثر من 38 ألف شخص إلى النزوح خلال شهر تقريبًا، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة، الثلاثاء.

وزادت الأوضاع الإنسانية سوءًا مع استمرار مناوشات واشتباكات متقطعة وتبادل القصف، إلى جانب إحكام قوات النظام تدريجًا الخناق على درعا البلد.

وينص اتفاق التسوية، بحسب المرصد، على إخراج نحو مئة مسلّح من المطلوبين من قوات النظام من درعا البلد، على أن يسلّم بقية المقاتلين سلاحهم، تمهيدًا لفك الحصار عن المنطقة حيث يقيم أربعون ألف شخص عانوا خلال الأسبوعين الماضيين تحديدًا من انقطاع المياه والكهرباء ونقص الطعام والخدمات الطبية.

وفي مداخلة خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، طالب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية، غير بيدرسن، بإتاحة دخول المساعدات الإنسانية "فورا وبشكل آمن ومن دون عراقيل إلى كل المناطق المتضررة بما فيها درعا البلد".

ومحافظة درعا هي المنطقة الوحيدة التي لم يخرج منها كل مقاتلي الفصائل المعارضة بعد استعادة قوات النظام السيطرة عليها في تموز/يوليو 2018، إذ وضع اتفاق تسوية رعته موسكو حدا للعمليات العسكرية وأبقى وجود مقاتلين معارضين احتفظوا بأسلحة خفيفة، فيما لم تنتشر قوات النظام في كل أنحاء المحافظة.

وتعد المواجهات التي اندلعت في نهاية تموز/يوليو في مناطق متفرقة من المحافظة بينها مدينة درعا "الأعنف" خلال ثلاث سنوات، وفق المرصد.

التعليقات