كوريا الشمالية: عرض تاريخي بالجرّارات بدل الصواريخ!

استبدلت كوريا الشمالية الجرارات الزراعية وشاحنات رجال الإطفاء بالدبابات والصواريخ في عرض بوسط العاصمة بيونغيانغ، ليل الأربعاء – الخميس، بخلاف العروض العسكرية التي امتاز بها هذا البلد النووي لعقود، كما أفادت وسائل الإعلام الرسمية.

كوريا الشمالية: عرض تاريخي بالجرّارات بدل الصواريخ!

من وكالة الأنباء الكورية الشمالية (أ ب)

استبدلت كوريا الشمالية الجرارات الزراعية وشاحنات رجال الإطفاء بالدبابات والصواريخ في عرض بوسط العاصمة بيونغيانغ، ليل الأربعاء – الخميس، بخلاف العروض العسكرية التي امتاز بها هذا البلد النووي لعقود، كما أفادت وسائل الإعلام الرسمية.

وكان العرض أقل استفزازا من العروض السابقة، وضمّ هذه المرة أعضاء من وزارة السكك الحديد وشركة الطيران "إير-كوريو"، أو حتى مجمع الأسمدة "هونغنام"، بدون أي ذكر لعرض أسلحة إستراتيجية.

وأفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن الزعيم، كيم جونغ أون، ظهر أمام الحشود عند منتصف الليل، خلال عرض الألعاب النارية، "ووجّه تحيات حارة لكل شعب البلاد" بدون أن تورد مقتطفات من خطابه.

وشارك حرس حزب العمال وأعضاء منه في العرض، وكذلك مظليون ووحدات شبه عسكرية آليّة، وتم تنظيم عرض جوي، أيضًا، كما أوضحت وسائل الإعلام.

وأضافت وكالة الأنباء الكورية الشمالية أنّ مزارعي تعاونيات قادوا "جرّارات تنقل قطع مدفعية لقصف المعتدين، والقوات التابعة لهم بقوة نيران مدمرة في حالة الطوارئ".

وبحسب الصور التي نشرت فإنّ الجمهور، وهو بدون كمامات، تمكّن من رؤية طلبة يحملون أسلحة نارية وعناصر يرتدون بزات برتقالية وأقنعة غاز يشاركون في العرض.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، أشار سابقا إلى احتمال أن يكون العرض عسكريًا، لوكالة فرانس برس "نحن نراقب الوضع عن كثب"، وأضاف "نحن بحاجة إلى تحليل معمق أكثر للحصول على مزيد من التوضيحات".

واستخدمت بيونغ يانغ العروض العسكرية في عدة مناسبات في الماضي، لتوجيه رسائل إلى الخارج وإلى شعبها، عادة في أعياد ميلاد معينة.

وتحلّ اليوم، الخميس، الذكرى الثالثة والسبعين لتأسيس جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية، الاسم الرسمي لكوريا الشمالية.

لكن النظام نادرا ما ينظم ثلاثة عروض في أقل من عام - مع استعراض عسكري في كانون الثاني/يناير، تزامنا مع مؤتمر حزب العمال، وآخر في تشرين الأول/أكتوبر للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لهذه المؤسسة.

ولم تجر كوريا الشمالية أي تجارب نووية أو إطلاق صواريخ بالستية عابرة للقارات، منذ عام 2017.

بدلا عن ذلك، سعى النظام إلى استخدام العروض لتوجيه "رسالة إلى المجتمع الدولي" بدون المخاطرة بالتصعيد، كما قال الباحث في معهد التوحيد الوطني الكوري في سيول، هونغ مين.

وتخضع بوينغيانغ لعقوبات دولية عدّة، بسبب برامجها للتسلح النووي والصواريخ البالستية المحظورة.

وأضاف هونغ أن "الشمال قد يكون شعر بضرورة ممارسة ضغط على الولايات المتحدة للعودة إلى طاولة المفاوضات".

والمحادثات حول الملف النووي مع واشنطن معلقة منذ فشل قمة هانوي بين كيم جونغ أون، والرئيس السابق، دونالد ترامب.

وسبق أن عبر ممثل الرئيس، جو بايدن، عدّة مرات، عن رغبته في لقاء نظرائه الكوريين الشماليين "في أي مكان وأي وقت".

ووعدت إدارة بايدن باعتماد "مقاربة عملية ومحسوبة" بجهود دبلوماسية لحمل بيونغيانغ على التخلي عن برنامج التسلح، وهو ما لم تبد كوريا الشمالية استعدادا أبدا للقيام به.

على الصعيد الداخلي، يشكّل العرض فرصة لرفع المعنويات وتعزيز "تضامن الناس مع النظام"، كما أضاف هونغ مين.

وعزلت كوريا الشمالية نفسها وأغلقت حدودها للحماية من انتشار وباء كوفيد-19، ما زاد الضغوط على اقتصادها المترنح أصلا.

وفي نهاية آب/أغسطس، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن ثمة "مؤشّرات" إلى أن كوريا الشمالية قد تكون أعادت تشغيل مفاعلا ينتج البلوتونيوم في مجمع يونغبيون النووي. وأعربت الوكالة عن قلقها من ذلك.

التعليقات