اجتماعات لبايدن في روما مع البابا ودراغي وماكرون: سعي لتلميع صورة واشنطن

بعد لقاء طويل مع البابا فرنسيس اتسم بالودية، سيسعى الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إحياء العلاقات بين ضفتي الأطلسي خلال لقاء مع كل من رئيس الحكومة الإيطالية، ماريو دراغي، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون في روما عشية قمة مجموعة العشرين.

اجتماعات لبايدن في روما مع البابا ودراغي وماكرون: سعي لتلميع صورة واشنطن

الرئيسان الفرنسي والأميركي بروما (أ ب)

بعد لقاء طويل مع البابا فرنسيس اتسم بالودية، سيسعى الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إحياء العلاقات بين ضفتي الأطلسي خلال لقاء مع كل من رئيس الحكومة الإيطالية، ماريو دراغي، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون في روما، عشيّة قمة مجموعة العشرين.

ويجوب موكب الرئيس الأميركي الكبير المؤلف من 84 سيارة، شوارع العاصمة الإيطالية منذ صباح اليوم الجمعة.

وبعد الفاتيكان وزيارة بروتوكولية إلى الرئيس الإيطالي، سيرجيو ماتاريلا، توجه بايدن إلى قصر بالاتزو كيدجي للاجتماع برئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي.

ويثير دراغي الذي يستضيف قمة العشرين يومي السبت والأحد، الاهتمام في الولايات المتحدة وفي دول أخرى بسبب مشاريعه الإصلاحية التي ينفذها بوتيرة متماسكة.

بايدن والبابا (أ ب)

ويرى بعض المعلقين أن "سوبر ماريو" وهو لقبه عندما كان رئيسا للبنك المركزي الأوروبي، خريج معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا العريق، والموظف السابق في مصرف غولدمان ساكس الأميركي، هو النجم الجديد على الساحة السياسية الأوروبية.

لقاء أوّل بين بايدن وماكرون منذ أزمة الغواصات

وبعد ذلك باشر بايدن لقاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو الأول لهما منذ أزمة الغواصات. واستقبل ماكرون نظيره الأميركي في فيلا بونابارت سفارة فرنسا.

وقال ماكرون في مستهل اللقاء: "علينا أن ننظر إلى المستقبل" مشيدا أمام بايدن بـ"قرارات ملموسة" تعيد "الثقة" بين فرنسا والولايات المتحدة.

واعتبر الرئيس الأميركي في المقابل أن الولايات المتحدة لم تتصرف "على النحو الملائم" في قضية عقد الغواصات مع أستراليا والذي أثار استياء باريس.

(أ ب)

وقال بايدن: "ما قمنا به لم يكن ملائما ولم يكن على قدر كبير من اللياقة"، مؤكدا أن فرنسا "شريك بالغ الأهمية" لبلاده.

ويأمل الرئيسان تكريس المصالحة بينهما بعد أزمة دبلوماسية خطرة في أيلول/ سبتمبر بعدما ألغت أستراليا عقدا لشراء غواصات فرنسية مفضلة الولايات المتحدة.

والسبت يلتقي بايدن وماكرون مجددا ضمن مجموعة صغيرة على هامش قمة مجموعة العشرين، تضم أيضا المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون لإظهار وحدة الصف مع قرب معاودة المفاوضات مع إيران بشأن ملفها النووي.

اللقاء مع البابا

وقبل ذلك التقى بايدن ثاني رئيس كاثوليكي في تاريخ الولايات المتحدة، في الفاتيكان، البابا فرنسيس.

واستمر اللقاء الذي لم تتم دعوة الصحافيين إليه أكثر من ساعة، بحسب ما أفاد الفاتيكان والبيت الأبيض، أي أطول من أي من اللقاءات السابقة بين حبر أعظم ورئيس أميركي بحسب الوسائل الإعلام الأميركية.

وقال بايدن للبابا: "أنت جندي السلام الأهم الذي التقيه في حياتي". وقد أهداه قلادة رسمية تمثل الكتيبة التي خدم فيها نجله بو بايدن الذي توفي العام 2015 إثر إصابته بالسرطان.

وردا على أسئلة حول هذا اللقاء عندما كان واقفا إلى جانب دراغي لالتقاط الصور، أكد بايدن أنه طلب من البابا مباركة مسبحة نجله بو التي يحملها على الدوام.

وكان هذا رابع لقاء بين بايدن والبابا لكنه الأول منذ انتخاب الرئيس الديمقراطي وهو كاثوليكي متدين. ورافقت بايدن زوجته جيل التي غطت رأسها جزئيا بوشاح أسود.

(أ ب)

وبحث بايدن والبابا في قضايا مكافحة الفقر والتغير المناخي وجائحة كورونا (كوفيد-19)، وفق ما أوضح البيت الأبيض والفاتيكان.

وأكد بايدن الذي يشارك في القداس أسبوعيا، أن موضوع الإجهاض لم يُطرح، مضيفا: "تطرقنا إلى كونه سعيدا بأنني كاثوليكي ممارِس (للشعائر الدينية)".

وأهدى بايدن البابا، رداء كاهن مطرزا باليد يعود للعام 1930، فيما قدم إليه الحبر الأعظم رسما على الخزف فضلا عن بعض من كتاباته، بحسب ما أفاد الفاتيكان.

وأراد الرئيس الأميركي والبابا البحث في مخاوفهما المشتركة من الفقر إلى التغير المناخي والجائحة.

سعي لتلميع صورة واشنطن

وتراجع نجم الرئيس بايدن. وعليه أن يظهر خلال قمة مجموعة العشرين ومؤتمر الأطراف حول المناخ في غلاسكو الأسبوع المقبل، أنه طوى صفحة التجاوزات الكلامية لسلفه دونالد ترامب، فضلا عن محاولات الانكفاء واعتماد النهج الأحادي الجانب من قِبل واشنطن التي يسعى إلى تلميع صورتها.

إلا أن الانسحاب الأميركي الفوضوي في آب/ أغسطس الماضي من أفغانستان، أثار ارتياب حلفاء الولايات المتحدة وغضبهم.

ويصل جو بايدن إلى أوروبا خالي الوفاض إن صح التعبير. وقد قدم قبيل مغادرته واشنطن برنامج استثمارات طموحا جدا يشمل 500 مليار دولار لخفض انبعاثات غازات الدفيئة و1750 مليارا للنفقات الاجتماعية من تربية وصحة وما عدا ذلك فضلا عن تأهيل أو بناء جسور وطرقات وشبكات كهرباء.

(أ ب)

لكن رغم مفاوضات شاقة متواصلة منذ أسابيع وخفضه بشكل كبير قيمة هذا البرنامج، لا يأتي بايدن إلى روما كما كان يأمل مع نص أقره الكونغرس بسبب غياب الاتفاق داخل حزبه الديمقراطي.

ويشكل ذلك نكسة واضحة للرئيس الأميركي. فهو يريد أن يجعل من الولايات المتحدة قدوة في الازدهار والفاعلية الديمقراطية في وجه أنظمة استبدادية مثل الصين وروسيا اللتين لن يأتي رئيساها إلى روما وغلاسكو.

التعليقات