أثيوبيا: فصائل المعارضة تتوحّد.. ومجلس الأمن يدعو لوقف القتال

أعرب مجلس الأمن الدولي، الجمعة، عن "قلقه العميق" لتصعيد النزاع في أثيوبيا ودعا إلى وقف لإطلاق النار.

أثيوبيا: فصائل المعارضة تتوحّد.. ومجلس الأمن يدعو لوقف القتال

مظاهرة لضباط سابقين في الجيش الأثيوبي (أ ب)

أعرب مجلس الأمن الدولي، الجمعة، عن "قلقه العميق" لتصعيد النزاع في أثيوبيا ودعا إلى وقف لإطلاق النار.

وجاء في بيان مشترك، تلاه للصحافيين السفير المكسيكي لدى الأمم المتحدة، خوان رامون، إنّ أعضاء المجلس "يدعون إلى إنهاء الأعمال العدائية والتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار".

ميدانيًا، أعلنت تسع جماعات أثيوبية متمردة، من بينها "جبهة تحرير شعب تيغراي"، الجمعة، أنها شكّلت تحالفا ضد الحكومة الفدرالية برئاسة أبيي أحمد، عقب التصعيد المتزايد في الأيام الأخيرة، بعد تهديد مقاتلين موالين للجبهة بالزحف نحو العاصمة أديس أبابا.

وتخوض الحكومة الفدرالية بقيادة أحمد حربا منذ أكثر من عام في شماليّ البلاد ضد مقاتلين من "جبهة تحرير شعب تيغراي"، الذين تقدموا في الأشهر الأخيرة إلى ما وراء منطقتهم، خصوصًا في منطقة أمهرة المجاورة.

وقالوا، الأربعاء، إنهم وصلوا إلى منطقة كيميسي الواقعة على مسافة 325 كيلومترا شمالَ العاصمة، حيث انضموا إلى مقاتلين من "جيش تحرير أورومو"، وهو جماعة مسلحة من إثنية أورومو شكّلوا معها تحالفا في آب/أغسطس.

ولم تستبعد الجماعتان الزحف نحو العاصمة لإسقاط أبيي أحمد، ونفت الحكومة أي خسارة ميدانية أو مواجهة أديس أبابا تهديدات.

والجمعة، أعلنت "جبهة تحرير شعب تيغراي" و"جيش تحرير أورومو" تحالفهما ضد الحكومة، إلى جانب سبع حركات أخرى أقل شهرة ونطاقها غير مؤكد.

وهذه الحركات المسلحة هي مجموعات من مناطق مختلفة (غامبيلا وعفر وصومالي وبني شنقول) أو مجموعات إثنية (أغوي وكيمانت وسيداما) التي تشكل أثيوبيا.

وشكّل هذا التحالف، الذي أطلق عليه "الجبهة المتحدة للقوات الفدرالية والكونفدرالية الإثيوبية"، "استجابة للأزمات التي تواجه البلاد" و"لعكس الآثار السلبية لسلطة أبيي أحمد على شعوب أثيوبيا"، وفق ما جاء في بيان له.

واعتبر التحالف أن من "الضروري العمل معا وتوحيد الجهود من أجل عملية انتقال" في أثيوبيا.

ووصف المدعي العام الأثيوبي، جدعون تيموثيوس، التحالف بأنه "حيلة دعائية" مشددا على أن بعض هذه المجموعات "ليس لديه قاعدة شعبية".

وما زال تأثير هذا التحالف على الصراع غير مؤكد.

وقال دبلوماسي مطّلع على القضايا الأمنية لوكالة فرانس برس "إذا كانوا جادين فعلا في تصميمهم على حمل السلاح ضد الحكومة، من المحتمل أن تكون هذه مشكلة حقيقية" بالنسبة إلى أبيي أحمد، موضحا أنه لا يعرف معظم هذه الجماعات وعديدها ومواردها.

ويبدو أن هذا التحالف الجديد يعكس رغبة "جبهة تحرير شعب تيغراي" في إظهار حصولها على دعم في مناطق أبعد من تيغراي.

وأواخر الثمانينيّات، شكّلت الجبهة تحالفا مع مجموعات إثنية وجغرافية أخرى، قبل إطاحة الحاكم منغيستو هايلي مريم في العام 1991.

وهذا التحالف، الذي عرف بـ"الجبهة الديموقراطية الثورية للشعب الأثيوبي"، والذي هيمنت عليه إلى حد كبير "جبهة تحرير شعب تيغراي"، حكم البلاد بعد ذلك لنحو 30 عاما، قبل قيام حركة احتجاجية أوصلت أبيي أحمد إلى السلطة في العام 2018.

وبعدما أصبح رئيسًا للوزراء، قام أحمد باستبعاد الجبهة تدريجا من السلطة في أديس أبابا.

وكان أبيي أحمد، الحائز جائزة نوبل للسلام في العام 2019، أعلن الانتصار في 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 بعدما أرسل جيشه إلى إقليم تيغراي لإطاحة السلطات المنشقة المنبثقة من "جبهة تحرير شعب تيغراي"، بعدما اتهمها بمهاجمة قواعد عسكرية فدرالية.

لكن في حزيران/يونيو الماضي، استعاد مقاتلون موالون للجبهة الجزء الأكبر من المنطقة وواصلوا هجومهم في إقليمي عفر وأمهرة المجاورين.

ونفت الحكومة في الأيام الأخيرة أي تقدم كبير للمتمردين، مؤكدة أنها ستنتصر في هذه "الحرب الوجودية".

وانتقدت الناطقة باسم رئيس الوزراء الجمعة "المعلومات المضللة" التي أطلقتها "جبهة تحرير شعب تيغراي" بهدف إشاعة "شعور زائف بانعدام الأمن".

وأوضحت بيلين سيوم أن "هناك خطابا مقلقا يخلق الكثير من التوتر، بما في ذلك داخل المجتمع الدولي".

التعليقات