أفغانستان: قلق الأيتام من إغلاق دور رعايتهم.. "لا مأوى لنا"

تعيش الطفلة حسيبة نبي زاده (14 عامًا) في دار علاء الدين للأيتام منذ عام مع شقيقاتها الأربعة طيبة (9 سنوات) وطوبى (8 سنوات) وزليخة (6 سنوات) ويلدا (3 سنوات). كما يعيش شقيقهم بكتاش (12 عامًا) في دار أيتام للأطفال الذكور

أفغانستان: قلق الأيتام من إغلاق دور رعايتهم..

خمسة أخوة أطفال أيتام (الأناضول)

تعاني دور الأيتام في أفغانستان من مشاكل اقتصادية كبيرة، وتواجه شبح الإغلاق بسبب قلة الموارد وتوقف المساعدات الدولية عقب تولي حركة طالبان السلطة.

ويوجد بأفغانستان 68 دار أيتام بعضها عائدة للقطاع الخاص وبعضها مملوكة للدولة.

وبسبب الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد أغلقت 26 دارًا للأيتام، فيما تواجه الدور الأخرى خطر الإغلاق حال استمرار الأزمة.

دار أيتام "علاء الدين" للفتيات في العاصمة كابل، إحدى دور الأيتام التي تعاني من قلة الموارد وتواجه خطر الإغلاق، وتستضيف الدار حاليًا 100 طفل، 45 منهم من الفتيات.

وفي حوار مع مراسل "الأناضول" تحدث أطفال من نزلاء الدار عن معاناتهم بسبب نقص الغذاء والملابس بالدار وعن مخاوفهم من إغلاقها.

كما تعاني دور الأيتام من انقطاع الكهرباء والمياه بصورة متكررة إضافة إلى معاناة الأطفال من البرد بسبب قلة الوقود اللازم للتدفئة.

حياة 5 أشقاء انقلبت رأسًا على عقب

تعيش الطفلة حسيبة نبي زاده (14 عامًا) في دار علاء الدين للأيتام منذ عام مع شقيقاتها الأربعة طيبة (9 سنوات) وطوبى (8 سنوات) وزليخة (6 سنوات) ويلدا (3 سنوات). كما يعيش شقيقهم بكتاش (12 عامًا) في دار أيتام للأطفال الذكور في ولاية بروان.

وفقد الأطفال والدهم الذي كان جنديًا في الحكومة السابقة، في حادث مروحية وقعت قبل عامين بولاية بلخ ثم فقدوا والدتهم وجدتهم في السيول التي ضربت ولاية بروان.

عاش الأطفال لفترة مع خالهم الذي أصبح العائل الوحيد لهم إلا أنه اضطر لإيداعهم دار الأيتام بسبب الصعوبات المادية.

وبسبب فقد أمهما بدأت الطفلتان طيبة وزليخة تعانيان من مشاكل واضطرابات نفسية إلا أنهما لم يتلقيا علاجًا حتى الآن لقلة الإمكانات لدى الدار.

وقالت الطفلة حسيبة إن خالهم يزورهم مرة كل شهر وإنها اضطرت لتحمل مسؤولية أخواتها في هذه السن الصغيرة.

وعن معاناتهن في دار الأيتام قالت إنهن ينمن جائعات في بعض الليالي بسبب نقص الغذاء، مشيرة إلى أن طعامها المفضل هو الأرز باللحم إلا أنها لم تتناوله منذ شهرين.

وأعربت حسيبة عن خوفها من إغلاق الدار لأنه لا يوجد لديهم من يعولهم.

وأضافت أنها ترغب في أن تصبح طبيبة عندما تكبر وأن تتمكن من الاعتناء جيدًا بشقيقاتها.

مخاوف من إغلاق الدار

الطفلة شيراز بوبيلزي (11 عامًا) قالت إنها فقدت والدها قبل 4 أعوام وإن أمها تزوجت بعد ذلك وأودعتها في دار الأيتام.

وأضافت أن أمها لم تزرها منذ دخولها الدار وأن عمها هو من يزورها كل أسبوع وأحيانًا يصطحبها إلى منزله ويحضر لها ملابس جديدة.

وأوضحت أنهم يعانون من نقص الغذاء في الدار خاصة في أيام الجمعة، وأن طعامها المفضل هو الأرز باللحم ولكنها لم تتناوله منذ أكثر من شهر.

وأعربت عن خوفها من إغلاق الدار بسبب الأزمات الاقتصادية وعن خوفها من البقاء في الشارع.

الطفلة سفييتا تشتاق لأمها

أما الطفلة سفييتا صمدي (11 عامًا) فقالت إنها تعيش في دار الأيتام منذ 7 سنوات وإنها لا تتذكر أبيها ولا تعلم كيف مات.

وأضافت أنها عاشت مع أمها وجدتها بعد وفاة أبيها، إلا أن أمها أحضرتها إلى دار الأيتام لأنها لم تتمكن من رعايتها بسبب الظروف المعيشية الصعبة. وأوضحت أنها تشتاق لأمها كثيرًا وأنها زارتها آخر مرة منذ شهرين.

وذكرت أنها تحب الخياطة والطبخ وأن طعامها المفضل هو البيتزا إلا أنها لم تتناولها منذ عدة سنوات.

وأعربت سفييتا عن خوفها من إغلاق الدار وعن رغبتها في العمل صحافية عندما تكبر لإظهار الحقائق إلى شعبها.

الطفلة أرزو تطالب بتعليم الفتيات

أما الطفلة أرزو عزيزي (11 عامًا) فقالت إنها تعيش في الدار منذ 6 أعوام وأنها أودعت فيها بعد فقد أمها وأبيها إلا أنها لا تتذكر أي شيء عنهما.

وأعربت أرزو عن رغبتها في العمل كمعلمة عندما تكبر وعن أملها في أن تتخلص أفغانستان من الحرب ويتم السماح للفتيات بالتعلم في المدارس والجامعات.

وأردفت أن نزلاء الدار يعانون من الجوع أحيانًا بسبب قلة الطعام، وأن طعامها المفضل هو الكباب الذي لم تتناوله منذ عدة شهور.

تضرر اقتصاد البلاد عقب وصول طالبان للسلطة

ومع وصول طالبان للسلطة عقب السيطرة على العاصمة كابل في 15 آب/ أغسطس الماضي وانسحاب القوات الأجنبية من البلاد، تفاقمت الأزمة الاقتصادية بسبب توقف المساعدات وتجميد أصول أفغانستان في الخارج.
​​ومن المنتظر أن تزداد معدلات الفقر والجوع في البلاد خلال فصل الشتاء.

ووفقًا لبيانات منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي فإن أكثر من 22,8 مليون شخص أي ما يعادل نصف سكان البلاد سيعانون من أزمات غذائية حادة في الفترة المقبلة.

التعليقات