94 قتيلا جرّاء أعاصير الولايات المتحدة: كنتاكي "منطقة منكوبة" وتراجُع الأمل بالعثور على أحياء

تسببت أعاصير ضربت ولايات أميركية عديدة، بمقتل 94 شخصا، وخلّفت هذه الظاهرة المناخية الاستثنائية التي اجتاحت ست ولايات، دمارا شاسعا على مئات الكيلومترات، وبخاصّة في مايفيلد في ولاية كانتاكي الأكثر تضرّرًا.

94 قتيلا جرّاء أعاصير الولايات المتحدة: كنتاكي

خلّفت الأعاصير دمارا هائلا (أ ب)

تسببت أعاصير ضربت ولايات أميركية عديدة، بمقتل 94 شخصا، وخلّفت هذه الظاهرة المناخية الاستثنائية التي اجتاحت ست ولايات، دمارا شاسعا على مئات الكيلومترات، وبخاصّة في مايفيلد في ولاية كانتاكي الأكثر تضرّرًا، فيما تتواصل عمليات البحث عن ناجين محتملين.

وأعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، ولاية كنتاكي "منطقة منكوبة".

ووصف بايدن موجة الأعاصير بأنها "إحدى أكبر العواصف التي يشهدها التاريخ الأميركي"، حسبما نقلت قناة "الحرة" الأميركية، اليوم الإثنين.

وقال في تصريحات تلفزيونية: "إنها مأساة"، فيما تعهد بتقديم الدعم للولايات المتضررة. وأضاف: "ما زلنا حتى الآن لا نعرف كم الخسائر في الأرواح والنطاق الكامل للأضرار".

(أ ب)

واستحال مصنع "مايفيلد كونسيومر بروداكتس" لصناعة الشموع العطرية كومة من الأعمدة والحديد الملتوي بارتفاع أمتار عدة. وقد فتشت فرق الإنقاذ المجهزة برافعات وجرافات وآليات آخرى الأنقاض بدقة.

وكان نحو 110 موظفين في المصنع مساء الجمعة الماضي، لتلبية الطلب المرتفع مع اقتراب أعياد نهاية السنة عندما دمر الإعصار كل شيء.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مسعف، قوله: "يخونني الكلام. امضيت ثماني ساعات الأحد في التفتيش بين الركام وفي الليلة السابقة عملنا حتى الرابعة صباحا. لم يسبق لي ان رأيت شيئا كهذا".

وهب القس ستيفن بويكن من الكنيسة المحلية إلى المكان مع آخرين منذ مساء الجمعة للمشاركة في العلميات و"تقديم المواساة".

وقال: "كان ثمة أشخاص يصرخون وهم مرعوبون. أمسكت بأيدي أشخاص عالقين بين الركام، تحت جدار".

(أ ب)

وأشار حاكم الولاية، آندي بيشير، مساء أمس الأحد إلى أن مالك المصنع يظن أنه تمكن من تحديد مكان العاملين: "سيكون رائعا أن نخفض الحصيلة"، لكنه أكد أن التحقق من هذه المعلومة غير ممكن حتى الساعة. وأضاف: "لا زلنا نعثر على جثث".

وفي مناطق أخرى من كنتاكي وفي ولايات ميزوري وإلينوي وتينيسي وأركنسو، تنتشر مشاهد الدمار نفسها مع منشآت سُويت بالأرض، وأبنية فقدت واجهاتها، وفولاذ ملتوٍ، فضلا عن سيارات مقلوبة وأشجار مقتلعة وأحجار الآجر مبعثرة في الشوارع. وقد طالت الأضرار ولاية ميسيسيبي أيضا.

(أ ب)

وبدأت وكالات الاستجابة لحالات الطوارئ في البلاد بالانتشار في المناطق المنكوبة.

وقال وزير الأمن الداخلي، أليخندرو مايوركاس الذي تفقد المناطق المتضررة، أمس: "سنبذل كل ما في وسعنا للمساعدة. سنبقى حتى تنجز إعادة البناء".

وتوالت من الخارج رسائل التضامن. وقدم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين "تعازيه الحارة".

وحصيلة الضحايا المؤقتة مرتفعة مع ما لا يقل عن ثمانين قتيلا في ولاية كنتاكي وحدها، بحسب ما أعلن الحاكم أندي بيشير الذي قال إنه "يجب علينا أولا أن نحزن معا (على الضحايا) قبل أن نبدأ معا إعادة البناء".

(أ ب)

وأوضح أن الأعاصير أسفرت أيضا عن إصابة 80 شخصا وتشريد آلاف آخرين.

وطالت هذه الظاهرة المناخية القصوى خصوصا سهول الولايات المتحدة الشاسعة. وأظهرت لقطات صورت مساء الجمعة أعمدة سوداء ضخمة تجتاح الأراضي مع برق متقطع.

وضرب واحد من أطول الأعاصير في الولايات المتحدة، ولاية كنتاكي على امتداد أكثر من 200 ميل (320 كيلومترا) وفق ما قال الحاكم. وكان أطول إعصار رصد من الأرض على امتداد 219 ميلا سجل العام 1925 في ميزوري وأدى إلى مقتل 695 شخصا.

وقال ديفيد ورورذي (69 عاما) أمام منزله في مايفيلد لـ"فرانس برس": "وردنا إنذار عند الساعة 09,30 بأن الإعصار آت. حلّ فجأة وغادر فجأة. لم يسبق لنا أن رأينا أمرا كهذا في المنطقة. أينما ضرب ألحق الدمار الشامل".

وضربت نحو ثلاثين عاصفة البلاد مساء الجمعة. ومن المواقع المتضررة جدا مخزن لمجموعة "أمازون"، انهار سقفه في أداوردزفيل في ولاية إيلينوي ما أسفر عن ستة قتلى. ويواصل عمال الإغاثة عملهم في المكان.

وسجل وقوع أربعة قتلى في تينيسي واثنين في أركنسو واثنين آخرين على الأقل في ميزوري.

وقالت المسؤولة عن الوكالة الأميركية لإدارة الكوارث، دين كريسويل إن الولايات المتحدةد تواجه "معطى جديدا" مع تكاثر الظواهر المناخية المدمرة.

وشددت خصوصا على البعد "غير الاعتيادي وغير المسبوق" لهذه الأعاصير خلال الموسم الحالي. ولا تهب عادة أعاصير في كانون الأول/ ديسمبر في الولايات المتحدة.

التعليقات