"التطعيم وحده لن يكون كافيًا" لمواجهة "أوميكرون"

نبهت وكالة مكافحة الأمراض الأوروبية، اليوم الأربعاء، إلى أنه يجب اتخاذ "إجراء صارم" بشكل "عاجل" لمواجهة التفشي السريع للمتحورة "أوميكرون"، محذرة من أن "التطعيم وحده لن يكون كافيا".

طابور انتظار أمام أحد مراكز التطعيم، لندن (أ ب)

نبهت وكالة مكافحة الأمراض الأوروبية، اليوم الأربعاء، إلى أنه يجب اتخاذ "إجراء صارم" بشكل "عاجل" لمواجهة التفشي السريع للمتحورة "أوميكرون"، محذرة من أن "التطعيم وحده لن يكون كافيا".

وقالت مديرة المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، أندريا أمون، في كلمة عبر الفيديو "في الوضع الحالي، لن يسمح لنا التطعيم وحده بمنع تأثير المتحورة أوميكرون، حيث لا يوجد متسع من الوقت لسد النقص في التطعيم".

كما رفعت وكالة الصحة التابعة للاتحاد الأوروبي، تقييمها لمخاطر المتحورة الجديدة على الصحة العامة إلى "عالية جدًا"، وأوصت بسلسلة من التدابير بينها العودة إلى العمل عن بعد وزيادة مستوى الحذر خلال التنقلات والاحتفالات بمناسبة أعياد نهاية العام.

ورأت أنه من "المحتمل جدًا" أن تؤدي المتحورة الجديدة إلى دخول المستشفى ووفيات بنسب أعلى من تلك التي تم توقعها بالفعل في التقديرات السابقة المتعلقة بالمتحورة دلتا، السائدة حتى الآن.

وجدد المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها دعوته إلى "إعادة فرض عاجل وتعزيز" التدابير "غير الصيدلانية" ضد كورونا، وهو مصطلح يغطي القيود بشكل عام، لتخفيف العبء على النظام الصحي.

وأضافت الوكالة التي تغطي 27 دولة في الاتحاد الأوروبي والنروج وأيسلندا أن "هناك حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات صارمة للحد من انتقال العدوى وتخفيف العبء الذي يثقل كاهل النظام الصحي وحماية الفئات الأكثر ضعفًا في الأشهر المقبلة".

دول أوروبية عدة تبدأ تلقيح الأطفال

وبدأ تلقيح الأطفال، اليوم، في دول عدة في أوروبا حيث قد تصبح متحوّرة "أوميكرون" الأكثر انتشارًا بحلول منتصف كانون الثاني/ يناير، فيما أطلقت الشرطة الألمانية عملية ضد معارضي القيود الصحية بعد تلقي مسؤول محلي تهديدات بالقتل.

فبعد الدنمارك والنمسا، بدأت إسبانيا واليونان والمجر إضافة إلى مدن ألمانية عدة بينها برلين، تلقيح الأطفال دون 12 عامًا وهي فئة عمرية من بين أكثر الفئات المعرضة حاليًا للإصابة.

ويأتي توسيع نطاق حملات التطعيم في وقت حذّرت رئيس المفوضية الأوروبي، أورسولا فون دير لايين، في وقت سابق، اليوم، من أن المتحوّرة الجديدة أوميكرون قد تصبح الأكثر انتشارًا في أوروبا بحلول منتصف كانون الثاني/ يناير.

لكن حملة التلقيح تواجه معارضة شديدة في دول أوروبية عدة بينها ألمانيا، حيث نفّذت الشرطة عملية في دريسدن في منطقة ساكسونيا، معقل الحركة اليمينية المتطرّفة المعارضة للقيود الصحية، بعد تلقي رئيس هذه المنطقة تهديدات بالقتل عبر تطبيق "تلغرام".

وفي كلمة أمام البرلمان، وعد المستشار الألماني الجديد، أولاف شولتس، بشنّ حملة شرسة ضد "الأقلية المتطرّفة" المعارضة للتلقيح. وتشتبه الشرطة في أن يكون أفراد من مجموعة تقف وراء التهديدات، "يمتلكون أسلحة حقيقة وأقواس ونشاب".

وبات تلقيح الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عامًا بجرعة من لقاح فايزر، أقلّ قوة من تلك المستخدمة للراشدين، ممكنًا في الاتحاد الأوروبي منذ ترخيصه من جانب الهيئة الأوروبية الناظمة للأدوية في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الفئة العمرية بين 5 و14 عامًا هي حاليًا أكثر الفئات المعرّضة للعدوى، مع معدّلات إصابة أحيانًا أكبر بمرتين أو ثلاث مرات من المعدّلات الخاصة بسائر السكان.

إضافة إلى برلين، أطلقت منطقة بافاريا الألمانية أيضًا حملتها لتلقيح الأطفال، الأربعاء.

وقبل أيام عدة من عيدَي الميلاد ورأس السنة وبعد مماطلات مفوضية التلقيح الألمانية التي استمرّت أسابيع، اختارت بعض المناطق الألمانية التوصية بتلقيح الأطفال الذين لديهم عوامل خطر معيّن أو أولئك الذين لديهم أقرباء يعانون من أمراض مزمنة.

إضافة إلى التلقيح لدى أطباء الأطفال والأطباء العموميين، من المتوقع تنظيم حملات تلقيح في حديقة الحيوانات في برلين وفي متحف التاريخ الطبيعي وحتى في المدارس.

وتطلق إسبانيا، إحدى الدول الأوروبية التي تسجّل معدّل تلقيح مرتفع، هي أيضًا حملة تطعيم الأطفال بين 5 و11 عامًا، في المدارس ومراكز التلقيح والمستشفيات، بحسب المناطق.

وأعرب رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، عن أمله في أن يجعل توسيع حملة التلقيح من البلاد "نموذجًا بالنسبة للعالم". رغم أن هناك تردّدًا أكبر مما كان أثناء حملة تلقيح الراشدين، فإن 74% من الأهالي ينوون تلقيح أطفالهم، بحسب استطلاع للرأي.

وتُظهر حملة إعلانية للحكومة الإسبانية عبر التلفزيون أطفالًا متحمّسين. وقال أحدهم إن "دوري" جاء لتلقي اللقاح "مثل جدّي وجدّتي، وأبي وأمّي، وعمّتي وعمّي، والمعلّمة" والتمكن من "المساعدة في الانتهاء من هذا الفيروس وحماية الأشخاص المسنّين".

وفي اليونان، حجزت أكثر من 30 ألف عائلة مواعيد لتلقيح أبنائها فيما بدأت الحملة اليوم أيضا في هذا البلد، وكذلك في المجر. وستبدأ دول أوروبية أخرى مثل إيطاليا وبولندا (حيث فُرضت تدابير جديدة الأربعاء) والبرتغال وقبرص حملاتها لتلقيح الأطفال في الأيام المقبلة.

وفي فرنسا، لم تتمّ الموافقة إلا على تلقيح الأطفال الذين قد يُصابوا بأعراض شديدة من فيروس كورونا، إلا أن الحكومة أعلنت أنها تنوي توسيع الحملة لتشمل "جميع الأطفال"، لمن يرغبون بذلك.

وتواصل المتحوّرة أوميكرون تفشيها بوتيرة سريعة في كافة أنحاء العالم. وأعلنت كينيا بدورها الأربعاء، أنها رصدت أول ثلاث إصابات بأوميكرون على الأقلّ كما أعلنت المغرب تسجيل أو إصابة بالمتحورة الجديدة.

وفي وقت أطلقت دول كثيرة حملات إعطاء الجرعات المعززة لمكافحة الموجة الوبائية الجديدة، أعلنت الوكالة الأوروبية للأدوية، الأربعاء، أن لقاح جونسون أند جونسون يمكن استخدامه كجرعة معزّزة لدى الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم 18 عامًا.

واعتبارًا من الخميس، ستفرض إيطاليا على جميع المسافرين القادمين من دول الاتحاد الأوروبي إبراز نتيجة سلبية لفحص كوفيد وحجرًا صحيًا مدّته خمسة أيام على الأشخاص غير الملقحين.

التعليقات