تحذير من انهيار أنظمة الصحّة تأثّرا بـ"تسونامي" من الإصابات بكورونا 

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الأربعاء، من أن الإصابات بالمتحورتين "أوميكرون" و"دلتا" من فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) التي شبّهتها بأنها "تسونامي"؛ ستتسبب بانهيار أنظمة الصحة الوطنية.

تحذير من انهيار أنظمة الصحّة تأثّرا بـ

نقطة للكشف عن الفيروس وسط ميامي ("أ ب")

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الأربعاء، من أن الإصابات بالمتحورتين "أوميكرون" و"دلتا" من فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) التي شبّهتها بأنها "تسونامي"؛ ستتسبب بانهيار أنظمة الصحة الوطنية.

وسُجِّل أكبر عدد من الإصابات الجديدة في الولايات المتحدة وفرنسا والدنمارك، واللتي سجّلت كل منها أعلى معدّل إصابات يومية بالفيروس، منذ بدء الجائحة.

وقال أمين عام المنظمة، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في مؤتمر صحافيّ: "أشعر بقلق بالغ من أن يؤدي انتشار أوميكرون، كونها أشد عدوى، في الوقت نفسه مع دلتا، إلى تسونامي من الإصابات".

وذكر أن "ذلك يمثل عبئا هائلا على العاملين الصحيين المنهَكين وعلى منظومات صحية تقف على شفير الانهيار".

وعَدّت المنظمة الدولية أن المتحورتين دلتا وأوميكرون "تهديدان متلازمان"، يزيدان عدد الإصابات الجديدة ما يؤدي إلى ارتفاع حاد في حالات الاستشفاء والوفيات.

وأضاف غيبريسوس أن الضغط على أنظمة الرعاية الصحية، لا يأتي فقط من المرضى الجدد، ولكن أيضا بسبب إصابة عدد كبير من العاملين في مجال الرعاية الصحية بالمرض، وذكر أن "الأشخاص غير الملقحين هم أكثر عرضة للوفاة من إحدى المتحورتين".

فحص للكشف عن الفيروس في ميامي ("أ ب")

وكانت منظمة الصحة العالمية تأمل في أن يتم تحصين 40 بالمئة من سكان العالم بشكل كامل بحلول نهاية العام وتطعيم 70 بالمئة بحلول منتصف عام 2022. لكن مديرها أوضح أن 92 من أصل 194 دولة أعضاء في المنظمة لن تحقق هدف 40 بالمئة بنهاية عام 2021.

وذكر غيبريسوس أن "ذلك يرجع إلى محدودية شحنات اللقاح إلى البلدان منخفضة الدخل خلال معظم العام، فضلا عن التأخر في شحن جرعات لقاح تقترب من تاريخ انتهاء الصلاحية بدون معدات أساسية مثل الحقن".

وعَدّ غيبرييسوس أن ذلك "ليس مجرد مدعاة للأسف، فقد كلف أرواحا ومنح الفيروس الفرصة للانتشار دون رادع والتحور. أدعو قادة الحكومات وقطاع (الأدوية) إلى إرفاق أقوالهم حول الإنصاف في اللقاحات بأفعال خلال العام المقبل".

أعلى حصيلة إصابات بفرنسا والولايات المتحدة والدنمارك

وسجّلت فرنسا، اليوم الأربعاء أعلى حصيلة إصابات يومية بكوفيد-19 تجاوزت للمرة الأولى عتبة مئتي ألف إصابة خلال 24 ساعة، بحسب أرقام كشفها وزير الصحة.

وأعلن الوزير، أوليفييه فيران، أمام الجمعية الوطنية تسجيل 208 آلاف إصابة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة على الأراضي الفرنسية.

وقال فيرانك "نواجه عدوَّين"، المتحوّرة دلتا التي لم تنته بعد، وكذلك "المتحوّرة أوميكرون، ولن أتحدث عن موجة بعد الآن. أتحدث عن عاصفة" وعن "تسونامي".

وعدّ أنه في مواجهة ارتفاع عدد الإصابات "10% من سكان فرنسا هم حالات مخالطة" وغير الملقحين، لديهم "فرص ضئيلة جدًا لتجنّب (الإصابة)، إذ إن الفيروس يتفشى كثيرًا".

كما أحصت الدنمارك، الدولة التي تسجّل حاليا أعلى حصيلة إصابات جديدة بكوفيد-19 في العالم، نسبة لعدد سكانها، اليوم، أعلى عدد إصابات لديها قدره 23,228 إصابة جديدة خلال 24 ساعة.

وتعود هذه الحصيلة القياسية بشكل أساسي إلى عدد كبير جدًا من الفحوص التي أُجريت بعيد عيد الميلاد، إذ إن معدّل النتائج الإيجابية لا يزال شبه مستقرّ عند 12,3%، بحسب بيانات السلطات الصحية.

وكانت الدنمارك سجّلت أعلى حصيلة إصابات الاثنين بلغت 16,164 إصابة. وتشير الأرقام بذلك إلى أن نحو 1,67% من سكان الدنمارك أُثبتت إصابتهم بكوفيد-19 في الأسبوع المنصرم.

وسُجّلت 16 وفاة جديدة بكوفيد-19 في يوم واحد. وارتفع عدد الوفيات بنسبة 17% خلال أسبوع، ليصل إلى 89 وفاة إجمالية وهو رقم أقلّ بكثير من الحصيلة المسجّلة قبل عام تقريبًا (249 وفاة في أسبوع واحد في كانون الثاني/يناير 2021)، بفضل الحماية التي تؤمّنها اللقاحات، بحسب الخبراء.

موزّع يحمل مجموعة اختبارات منزلية للكشف عن الفيروس بالدنمارك (أ ب)

وسجّلت الولايات المتحدة التي تواجه موجة وبائية خامسة مقلقة تؤججها المتحوّرة أوميكرون، أمس الثلاثاء، أعلى معدّل إصابات يومية بكوفيد منذ بدء تفشي الوباء، بلغ 265,427 إصابة جديدة، بحسب جامعة "جونز هوبكنز".

وتجاوز معدّل الإصابات اليومية على سبعة أيام في البلاد أعلى معدّل مسجّل خلال الموجة الثالثة في كانون الثاني/ يناير 2021، مع قرابة 252 ألف إصابة.

وأوميكرون هي حاليا المتحوّرة المهيمنة في الولايات المتحدة بحسب مراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها. وتمّثل نحو 59 بالمئة من الإصابات الجديدة خلال الأسبوع الذي انتهى في 25 كانون الأول/ ديسمبر. وبعد انخفاضه بين مطلع أيلول/ سبتمبر وأواخر تشرين الأول/ أكتوبر، إثر الموجة الرابعة المرتبطة بالمتحورة دلتا، بدأ منحنى الإصابات الجديدة في الارتفاع مرة جديدة منذ شهرين وهو الآن يتصاعد بشكل حاد مع المتحورة أوميكرون السريعة التفشي.

خطأ مختبر يتسبب بتفشٍ سريع في أستراليا

وفي سياق ذي صلة، تسببت نتائج وبيانات خاطئة أصدرها مختبر طبي في أستراليا لفحص المصابين بكورونا، إلى تفشٍ سريع للفيروس في البلاد.

وأعلن مختبر "سيدباث" في مدينة سيدني في بيان، أن خطأ في البيانات طال 866 شخصًا حيث تم إبلاغ هؤلاء الأشخاص أنهم خالون من الفيروس بينما هم كانوا مصابين بالفعل.

وأرجع المختبر الخطأ إلى "تلقي موظفيه كميات ضخمة غير مسبوقة من طلب اختبارات الفحص"، حسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، الأربعاء.

في أحد شوارع أستراليا (أ ب)

واعترف المختبر في وقت سابق من هذا الأسبوع، بأنه أبلغ 400 شخص على نحو خاطئ أنهم ليسوا مصابين وذلك في يوم عيد الميلاد، لكنه عاد وأبلغهم في اليوم التالي بحدوث خطأ.

وزاد حجم الخطأ الفادح عندما كشف مختبر سيدباث لاحقا أن مئات آخرين أبلغوا قبل الأوان أن نتائجهم "سلبية" بينما كانت النتائج لم تحدد بعد.

وفي السياق، أشار المختبر في بيانه الأخير إلى أنه انتقل من استخدام النظام الآلي إلى نظام يدوي ليواكب عبء العمل المتزايد. وأضاف: "لسوء الحظ.. حدث خطأ بسيط في معالجة البيانات أدى إلى نشر نتائج اختبار خاطئة".

السعودية: إعادة التباعُد إلى الحرمين

وفي السعودية، قررت رئاسة شؤون الحرمين الشريفين، اليوم، إعادة إجراءات التباعد الجسدي بين المصلين والمعتمرين في المسجدين الحرام والنبوي ابتداء من غدٍ الخميس، بالتزامن مع تصاعد إصابات كورونا في البلاد مجددا.

جاء لك بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، لم تسمه.

وأفاد المصدر بأنه "تقرر إعادة إجراءات التباعد الجسدي في المسجد الحرام والمسجد النبوي اعتبارًا من الساعة السابعة صباحا من يوم الخميس".

توضيحية ("أ ب")

وأوضح أنه "سيتم تطبيق التباعد الجسدي بين المصلين، وإعادة توزيع المصليات، وتوزيع المعتمرين على مسارات الطواف الافتراضية، بما يحقق تطبيق الإجراءات الاحترازية حفاظا على صحة وسلامة القاصدين"، دون أن يوضح فيما إذا كان ذلك سيؤثر على العدد الذي يتم استقباله أم لا.

وفي 17 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، اصطف المصلون في الحرمين المكي والنبوي لأداء صلاة فجر الأحد دون أن يطلب الإمام من المصلين الالتزام بالتباعد الجسدي، وذلك لأول مرة منذ عام ونصف العام.

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت السلطات السعودية، قرارا أعادت بموجبه إلزام ارتداء الكمامة وتطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي في الأماكن المغلقة والمفتوحة، على أن يبدأ تطبيقه اعتبارا من الغد.

والقرار جاء "بناءً على ما رفعته الجهات الصحية المختصة في المملكة بشأن الوضع الوبائي وتزايد الإصابات بفيروس كورونا والسلالات المتحورة منه".

وكانت منظمة الصحة العالمية، قد أعلنت في وقت سابق اليوم، أن الخطورة التي تمثلها متحورة أوميكرون السريعة الانتشار لا تزال "عالية جدا"، وذلك بعد أن قفزت أعداد الإصابات بكورونا بنسبة 11 بالمئة عالميا الأسبوع الماضي.

التعليقات