جونسون في موقع ضعف لمواجهة تمرد النواب

اضطر رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إلى أن يكون في موقع ضعف في الوقت الذي يستعد فيه لتبرير موقفه أمام البرلمان إثر تمرد نواب شباب من غالبيته، على خلفية استيائهم من فضيحة الحفلات المنظمة في مقر رئاسة الحكومة.

جونسون في موقع ضعف لمواجهة تمرد النواب

جونسون (أ ب)

اضطر رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إلى أن يكون في موقع ضعف في الوقت الذي يستعد فيه لتبرير موقفه أمام البرلمان إثر تمرد نواب شباب من غالبيته، على خلفية استيائهم من فضيحة الحفلات المنظمة في مقر رئاسة الحكومة.

ويجد جونسون نفسه في وضع يزداد ضعفا رغم سلسلة من القرارات السياسية الشعبوية الطابع الهادفة إلى استعادة ثقة قاعدته وإعلانه رفع الجزء الأكبر من القيود المفروضة لمكافحة المتحورة أوميكرون من فيروس كورونا في إنجلترا والنية في وقف حجر المصابين في آذار/مارس.

واعتبارا من 27 كانون الثاني/يناير، لن يكون وضع الكمامة إلزاميا بموجب القانون ولن يوصى رسميا بالعمل عن بعد ولن يشترط تقديم شهادة صحية لدخول المراقص وبعض التجمعات الكبرى، على ما أوضح رئيس الوزراء المحافظ.

وأوردت الصحف البريطانية أن نحو 20 من النواب المحافظين الشباب اجتمعوا أمس، الثلاثاء، للبحث في التصويت على حجب الثقة عن بوريس جونسون.

ويعتبر نواب حزب المحافظين هؤلاء الذين يمثلون دوائر انتزعت من الحزب العمالي خلال انتخابات العام 2019، أنهم جمعوا ما يكفي من أصوات للإطاحة بجونسون، في عملية أطلقت عليها الصحافة اسم "مؤامرة فطيرة لحم الخنزير" وهي طبق تشتهر به إحدى دوائر هؤلاء النواب.

وأعلن النائب في حزب المحافظين، كريستيان وايكفورد، اليوم الأربعاء انشقاقه عن صفوف الحزب وانتقاله إلى حزب العمال احتجاجا على تصرفات رئيس الوزراء.

وكتبت صحيفة "ذي غارديان"، الوضع يسوء فيما عنونت "ذي تلغراف" المؤيدة عادة للحكومة "النواب المتمردون يتآمرون للإطاحة ببوريس جونسون".

ويواجه بوريس جونسون (57 عاما) راهنا أسوأ أزمة منذ توليه السلطة في صيف العام 2019 مع كشف سلسلة من المعلومات حول حفلات نظمت في مقر رئاسة الحكومة بينما كانت المملكة المتحدة خاضعة لقيود صحية صارمة للغاية.

وفشلت اعتذاراته أمام البرلمان بعدما أقر بحضوره إحدى هذه الحفلات في أيار/مايو 2020 مؤكدا في الوقت ذاته بأنه ظن أنها اجتماع عمل، في تهدئة الوضع. ويستعد الآن لموقف صعب خلال جلسة الاستجواب الأسبوعية في مجلس العموم.

ومن أجل إزاحته عن زعامة حزب المحافظين وتاليا عن رئاسة الحكومة ينبغي أن يرسل 54 نائبا من المحافظين رسالة إلى "لجنة 1922" مطالبين بتصويت على حجب الثقة. وحتى الآن كشف سبعة نواب أنهم قاموا بذلك لكن نحو ثلاثين أقدموا على هذه الخطوة على ما ذكرت الصحف التي تساءلت حول ما إذا ما كان تمرد النواب الشباب سيؤمن هذا العدد.

وقال أحد المشاركين لهيئة "بي بي سي"، "أظن أننا نجحنا لكن يصعب التأكيد". وأكد آخر لصحيفة "ذي تلغراف" أن "الساعة حانت" بالنسبة لرئيس الوزراء.

لكن صحيفة "فيننشال تايمز" ذكرت أن التردد لا يزال سيد الموقف ويريد البعض انتظار نتائج تحقيق تجريه سو غراي الموظفة الكبيرة في الإدارة، حول هذه الحفلات.

وستستجوب هذه الأخيرة خصوصا دومينيك كامينغز المستشار السابق لجونسون الذي استحال خصما لدودا واتهم رئيس الوزراء بالكذب.

وإضافة إلى الحفلات المقامة خلال الإغلاق، يواجه رئيس الوزراء فضائح محسوبية ومشكلة تراجع القدرة الشرائية مع تسجيل التضخم في المملكة المتحدة أعلى مستوى له منذ 30 عاما في كانون الأول/ديسمبر.

وقال بوريس جونسون إنه يدرك غضب الرأي العام وهو جدد الثلاثاء اعتذاراته عن "سوء التقدير" الحاصل خلال مقابلة بدا فيها محبطا.

وعندما سئل مرات عدة عن إمكانية استقالته تجنب جونسون الرد داعيا إلى انتظار نتائج التحقيق الداخلي المرتقبة جدا.

وذكرت وسائل إعلام بريطانية أن جونسون ينوي الكشف عن سلسلة من الإجراءات الشعبوية الطابع لإنقاذ نفسه. وأعلنت حكومته انها تنوي الاستعانة بالجيش لوقف وصول المهاجرين عبر المانش وتنوي إلغاء الرسوم السنوية الالزامية التي تمول هيئة "بي بي سي".

التعليقات