واشنطن تدرس إجلاء دبلوماسييها من أوكرانيا خشية من غزو روسي

تدرس الولايات المتحدة إجلاء دبلوماسيّيها من أوكرانيا، وفق ما ذكرت وكالة "بلومبيرغ"، اليوم، الجمعة، في أحدث مؤشر على الخشية الغربية من غزو روسي محتمل.

واشنطن تدرس إجلاء دبلوماسييها من أوكرانيا خشية من غزو روسي

لافروف وبلينكن في جنيف (أ ب)

تدرس الولايات المتحدة إجلاء دبلوماسيّيها من أوكرانيا، وفق ما ذكرت وكالة "بلومبيرغ"، اليوم، الجمعة، في أحدث مؤشر على الخشية الغربية من غزو روسي محتمل.

ويتّهم الغرب روسيا بجمع أكثر من 100 ألف جندي على الحدود الأوكرانية، تمهيدًا لغزوها وهو الاتهام الذي ترفضه موسكو.

وتقضي الخطّة الأميركية بفتح المجال أمام الموظفين غير الأساسيين على مغادرة أوكرانيا طوعًا، بينما ستجبر عائلات الدبلوماسيين على المغادرة.

ووفق "بلومبيرغ"، سيصدر إعلان رسمي "خلال أيام".

وأمس، الخميس، حذّرت الولايات المتحدة من أن روسيا "تجازف بإعادة إحياء شبح الحرب الباردة"، مهدّدة مرّة جديدة موسكو بردٍّ في حال توغلها في أوكرانيا.

وفي موقف يتّسم بالحزم، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في مقابلة مع قناة "زي دي إف" التلفزيونية إن احتمال دخول جنود روس سيشكل "عدوانًا واضحًا جدًا لأوكرانيا"، بغض النظر "عما إذا كان (الأمر يتعلق) بجندي واحد أو بألف جندي".

وقال بلينكن في تصريحات سابقة من برلين إن أي انتهاك من جانب روسيا لسيادة أراضي أوكرانيا "سيعيدنا إلى أوقات أكثر خطرا وانعداما للاستقرار، عندما كانت هذه القارة، وهذه المدينة، مقسومة إلى جزأين تفصل بينهما منطقة عازلة حيث يسيّر الجنود دوريات، فيما يمثُل التهديد بحرب شاملة فوق رؤوسنا جميعا".

وأجرى بلينكن هذه المقارنة من برلين، المدينة التي كانت مقسومة بجدار على مدى حوالي 30 عاما، حيث أجرى، الخميس، محادثات مع حلفائه الأوروبيين عشية لقاء مهم مع الروس في جنيف.

ورغم نفيها أي مخطط لهجوم، تؤكد موسكو أن وقف التصعيد يتطلب ضمانات خطية حول أمنها.

وعبّر بلينكن والحلفاء الغربيون للولايات المتحدة في المقابل عن موقف حازم.

وقال بلينكن إنّ "أيّ" تجاوز للحدود الأوكرانية من جانب روسيا سيؤدي إلى ردّ فعل "سريع وشديد" من الولايات المتحدة.

ولإظهار وحدة الغربيين، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، بدورها، أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها لن يترددوا في التحرك رغم أنّ الردّ ستكون له "تداعيات اقتصاديّة" على أوروبا.

من جهته، حذّر نظيرها الفرنسي، جان إيف لودريان، الذي كان موجودًا أيضا في برلين، الروس من أي رغبة لإقامة "يالطا 2"، أي تقاسم جديد لدوائر نفوذ بين الغرب والشرق بعد 77 عاما على المؤتمر الذي رسم حدود أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.

واعتمدت لندن اللهجة ذاتها، إذ حذّر رئيس الوزراء، بوريس جونسون، من أن أي توغل روسي في أوكرانيا سيكون "كارثة على العالم".

وتعتزم وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، الجمعة، دعوة روسيا إلى "خفض التصعيد" وإجراء "محادثات بناءة" في شأن أوكرانيا، محذرة من أن غزو هذا البلد سيقود نحو "مستنقع رهيب"، حسب ما أعلن مكتبها.

وفي كييف، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، تعليقًا على غزو روسي محتمل، إنّ لا وجود لما يسمّى "توغلات محدودة"، معتبرا أن ضمان "الأمن الشامل في أوروبا مستحيل من دون استعادة سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها".

جاء ذلك تعقيبا على تصريح للرئيس الأميركي، جو بايدن، الأربعاء، تسبّب بإرباك بعدما تطرق إلى احتمال حصول "توغل محدود" روسي في أوكرانيا.

ثم وضّح بايدن تصريحاته، الخميس، قائلا إن أي دخول للقوات الروسية إلى أوكرانيا سيُعدّ عملية "غزو".

وقال بايدن "إذا تحرّكت أي مجموعة من الوحدات الروسية على الحدود الأوكرانية، فيُعدّ ذلك غزوا"، مضيفا أنه كان "واضحا تماما" مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين. وأضاف "سيؤدّي ذلك إلى ردّ اقتصادي قاسٍ ومنسّق تطرّقتُ إليه بالتفصيل مع حلفائنا".

ولا يزال بلينكن يأمل في التوصل إلى مخرج دبلوماسي للتوتر.

التعليقات