تهويل أميركي ضد روسيا والأوروبيون يطالبون بـ"تجنب اللعب بأعصابنا"

بايدن يدعي وجود "إجماع تام مع جميع القادة الأوروبيين" لردع هجوم روسي ضد أوكرانيا، والبنتاغون يضع 8500 عسكري بحالة تأهب قصوى، والأوروبيون يسعون لفهم أسباب سحب الأميركيين البريطانيين والاستراليين دبلوماسيين من كييف

تهويل أميركي ضد روسيا والأوروبيون يطالبون بـ

روسيا تحشد قوات ومدرعات قرب الحدود مع أوكرانيا، الثلاثاء الماضي (أ.ب.)

اعتبر الرئيس الأميركي، جو بايدن، الليلة الماضية، إنه توجد وحدة "تامة" بين الدول الغربية الكبرى، بعد إجرائه محادثات أزمة مع القادة الأوروبيين تناولت ردع أي هجوم روسي ضد أوكرانيا، في حين تم وضع 8,500 جندي أميركي في حالة تأهب لأي انتشار محتمل بهدف تعزيز قوة حلف شمال الأطلسي.

وأبلغ بايدن الصحافيين في ختام مؤتمر عبر الفيديو، استمر ساعة وعشرين دقيقة، مع حلفاء من أوروبا وحلف شمال الأطلسي، بأنه "أجريت لقاءً جيدا جدا جدا جدا. هناك إجماع تام مع جميع القادة الأوروبيين".

وفي لندن، قال مكتب رئيس الوزراء، بوريس جونسون، أيضا إن "الزعماء اتفقوا على أهمية الوحدة الدولية في مواجهة العداء الروسي المتزايد".

وقال المستشار الألماني، أولاف شولتس، إنّ القادة الغربيين "أجمعوا على أنّه من مسؤولية روسيا أن تتّخذ مبادرات واضحة للتهدئة"، بينما حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، من "الكلفة الباهظة" لأي "عدوان آخر" من جانب موسكو ضد أوكرانيا. وشارك في المؤتمر أيضا قادة كلّ من فرنسا وإيطاليا وبولندا والاتحاد الأوروبي.

وأعلن البنتاغون أنّ الولايات المتّحدة وضعت ما يصل إلى 8500 عسكري في حالة تأهّب قصوى، استعداداً لاحتمال نشرهم في عداد قوات حلف شمال الأطلسي إذا ما اجتاحت روسيا أوكرانيا. وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت، أمس، أن اجتياحا روسيا لأوكرانيا قد يحصل في "أي وقت"، في تهويل إضافي للوضع.

وأمس، طلبت دول الاتحاد الأوروبي، التي فوجئت بالتصريحات الأميركية، تفسيرات من وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال محادثات عبر الفيديو مع نظرائه.

وبعد الاجتماع، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إنه "نعرف جيّدًا درجة التهديد والطريقة التي يجب التصرف من خلالها. يجب تجنّب اللعب بأعصابنا وردود الفعل المثيرة للقلق التي لديها حتى تداعيات مالية".

ويريد الأوروبيون أن يفهموا أسباب قلق الأميركيين وحلفائهم البريطانيين والاستراليين الذين اعلنوا سحب قسم من موظفي سفاراتهم من كييف.

من جهته، قال الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن "التوترات تفاقمت جراء إعلانات وأفعال ملموسة من جانب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي"، منددا بـ"هستيريا" في أوروبا حول اجتياح روسي مفترض وشيك لاوكرانيا.

تظاهرة ضد الرئيس الروسي في كييف، قبل أسبوعين (أ.ب.)

إلا أن بيسكوف اعتبر أن خطر شن القوات الأوكرانية هجوما على الانفصاليين الموالين لروسيا "مرتفع جدا". واعتبرت السلطات الأوكرانية أن قرار واشنطن إجلاء عائلات دبلوماسييها في كييف "سابق لأوانه".

من جهته قال بوريل إنه "لا أرى سببًا للتهويل طالما أن المحادثات جارية، إلّا إذا زوّدتنا الولايات المتحدة بمعلومات تُبرّر قرار" مغادرة أوكرانيا. وقال وزير خارجية لوكسمبورغ، جان أسلبورن، إنه "لا يجب أن نضع أنفسنا في منطق الحرب. يجب تجنّب الحرب".

واتفق الروس والأميركيون، يوم الجمعة الماضي، على لقاء جديد وتعهد وزير الخارجية الأميركي بتقديم "أفكار" خطّية إلى موسكو، من غير أن يوضح إن كانت هذه النقاط ستشكّل ردا بندا ببند على المطالب الروسيّة المفصّلة.

وتطالب روسيا بالتزامات خطّية بعدم ضمّ أوكرانيا وجورجيا لحلف شمال الأطلسي، وبسحب قوات وأسلحة الحلف من دول أوروبا الشرقية، التي انضمت اليه بعد عام 1997، ولا سيما من رومانيا وبلغاريا. ومطالب روسيا لا يقبل بها الغربيون.

ويُعدّ الوضع الأمني الحالي في أوكرانيا مقلقًا. فرغم تأكيد موسكو أنها لا تعتزم التدخل في أوكرانيا، فإنها تدعم انفصاليين موالين لها وحشدت أكثر من مئة ألف جندي وقوات مدفعية على الحدود مع أوكرانيا.

وشدد الوزير الدنماركي، جيبي كوفود، على أنه "إذا اجتاحت روسيا أوكرانيا مرّة جديدة، سنعتمد عقوبات غير مسبوقة وستُعزل روسيا بالكامل".

وتراجعت الأسواق المالية، أمس، لكن البنك المركزي الروسي أكد أن لديه "أدوات كافية" لتجنب ان يكون الاستقرار المالي لروسيا مهددا.

من جانب آخر، يبحث الاتحاد الاوروبي عن دعم مالي بقيمة 1.2 مليار يورو لأوكرانيا. وأوضح بوريل أن "عملية العقوبات جارية للتأكد من أن كل شيء سيكون جاهزًا في حال الحاجة"، مضيفا أنه "لن تتم الموافقة على أي شيء ملموس اليوم".

وسيتعيّن تبني العقوبات الأوروبية بالإجماع، غير أن تلك التي تتعلق بخفض مشتريات الطاقة تحدث انقسامًا داخل الاتحاد الأوروبي. ومن المقرر أن يسافر رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان، إلى موسكو، الشهر المقبل، لبحث إمدادات الغاز لبلاده.

وطلبت ألمانيا سحب اقتراح يهدف إلى عزل موسكو عن نظام الدفع العالمي "سويفت" وهو الأداة الأساسية في التمويل العالمي التي تسمح للمصارف بتداول الأموال، وفقًا لمصدر دبلوماسي أوروبي، في وقت ترفض برلين تسليم أسلحة إلى كييف.

ودعا المستشار الألماني، أول من أمس، إلى التعامل "بحكمة" مع احتمال فرض عقوبات على روسيا ومن "عواقب" هذا الأمر على ألمانيا.

من جهته، دعا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلنسكي، أمس، الاتحاد الأوروبي الى "البقاء متحدا". وقال إن "أوكرانيا لن ترضخ للاستفزازات لكن على العكس ستحافظ على هدوئها مع شركائها".

التعليقات