قتلى وجرحى إثر محاولة انقلابية في غينيا بيساو

أعلن رئيس غينيا بيساو، عمر سيسوكو إمبالو، مساء اليوم الثلاثاء، أن المحاولة الانقلابية التي شهدتها البلاد عصرا أسفرت عن قتلى وعدد من الجرحى؛ دون أن يحدد عددهم.

قتلى وجرحى إثر محاولة انقلابية في غينيا بيساو

عمر سيسوكو إمبالو (أ ب)

أعلن رئيس غينيا بيساو، عمر سيسوكو إمبالو، مساء اليوم الثلاثاء، أن المحاولة الانقلابية التي شهدتها البلاد عصرا أسفرت عن قتلى وعدد من الجرحى؛ دون أن يحدد عددهم.

وأضاف " كان بإمكان المنفّذين أن يتحدّثوا إليّ قبل هذه الأحداث الدامية التي أوقعت العديد من المصابين بجروح بالغة وقتلى"، من دون أن يحدّد بشكل واضح هوية منفّذي المحاولة الانقلابية التي قال إنّ دوافعها "قرارات كان قد اتّخذها، خصوصا في مكافحة المخدّرات والفساد".

وأكد إمبالو أن حكومته تسيطر على الوضع في البلاد بعدما شهد محيط المقر الحكومية في العاصمة إطلاق نار وصفته المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" والاتحاد الأفريقي بأنه "محاولة انقلابية".

وذكر الرئيس في تغريدة على "تويتر": "أنا بخير والحمد لله"، مؤكّداً أنّ "الوضع تحت سيطرة الحكومة"، وذلك بعيد تأكيده في مكالمة هاتفية مع وكالة فرانس برس أنّ "كلّ شيء على ما يرام".

وكان قد سُمع دوي إطلاق نار كثيف بعد ظهر اليوم قرب مقر الحكومة، فيما شجبت "إيكواس" محاولة الانقلاب وطلبت من العسكريين "العودة إلى ثكناتهم".

وقالت المنظمة شبه الإقليمية في بيان نشر على شبكات التواصل الاجتماعي إنّ "إيكواس تشجب محاولة الانقلاب وتحمل العسكريين مسؤولية سلامة الرئيس أومارو سيسكوكو إمبالو وأعضاء حكومته".

وفي نيويورك دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى "الوقف الفوري للقتال في بيساو والاحترام الكامل للمؤسسات الديمقراطية في البلاد". وقال الأمين العام في بيان إنّه "قلق للغاية من التقارير التي تتحدث عن قتال عنيف في بيساو".

وسجّل تبادل لإطلاق النار لفترة طويلة بعد الظهر قرب المقر الحكومي وشهدت المناطق المحيطة فرارا للسكان، في حين خلت الأسواق من المارة وأقفلت المصارف أبوابها.

وكان الوضع أكثر غموضا، بحيث انتشر رجال مدججون بالسلاح وحاصروا مقرّ الحكومة القريب من المطار. ولم يسمحوا للسكان والصحافيين بالاقتراب. وأفاد مراسل لفرانس برس أن مسلحا طالبه بالابتعاد من المكان وأشهر سلاحا في وجهه.

وقالت فرنسية تبلغ من العمر 36 عامًا تعيش في غينيا بيساو، إنها ذهبت لإحضار طفليها من مدرسة بالقرب من المقر الحكومي بعد إبلاغها بإغلاق جميع المدارس. كما تلقى زوجها الذي يعمل في أحد البنوك تعليمات بالعودة إلى المنزل.

وأثناء مرورها أمام المقر الحكومي، شاهدت جنودًا مسلحين يدخلون إليه. وقالت خديجة ديوب (36 عاما) "لقد أخرجوا الموظفات. لقد دبّت حالة من الذعر". وأضافت بعد عودتها إلى المنزل مع أطفالها "راهنا نلازم منزلنا وليس لدينا أي معلومات".

ومما يذكر أن غينيا بيساو بلد صغير يبلغ عدد سكانه مليوني نسمة، يقع على الحدود مع السنغال وغينيا ومعتاد على الانقلابات السياسية. ومنذ استقلالها عن البرتغال في عام 1974 بعد حرب تحرير طويلة، شهدت البلاد 4 انقلابات آخرها عام 2012 ومحاولات انقلاب وحكومات متعاقبة.

ومنذ العام 2014، التزمت البلاد بالعودة إلى النظام الدستوري وذلك لم يبعدها عن الاضطرابات المتكررة، لكن دون عنف.

وتشهد البلاد فسادا مستشريا. كما أنها تعتبر مركزًا لتهريب الكوكايين بين أميركا اللاتينية وأوروبا. وتلعب القوات المسلحة فيها دورا بارزا.

ومنذ بداية العام 2020، تولى الجنرال السابق أومارو سيسوكو إمبالو رئاسة الدولة بعد انتخابات رئاسية لا تزال نتيجتها موضع نزاع من قبل الحزب الأفريقي لاستقلال غينيا والرأس الأخضر.

وكان إمبالو (49 عامًا) قد تولى في شباط/فبراير 2020 الرئاسة وانتقل إلى القصر الرئاسي رغم استمرار الاحتجاجات.

وأحداث اليوم التي لا يزال سببها مجهولًا، تثير الانقلابات المتسلسلة التي تهزّ غرب أفريقيا منذ 2020: في مالي في آب/أغسطس من ذلك العام ومجددا في أيار/مايو 2021 وفي غينيا في أيلول/سبتمبر 2021 وفي بوركينا فاسو في كانون الثاني/يناير من هذا العام.

ومن المقرّر البحث في الوضع في هذه الدول هذا الأسبوع خلال قمة الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.

التعليقات