إيران: الإجراءات الأميركية بشأن العقوبات "جيدة لكن غير كافية"

اعتبر وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، اليوم السبت، أن الإجراءات الأميركية بشأن رفع العقوبات المفروضة على طهران "جيدة لكن غير كافية"، بعيد إعلان واشنطن إعادة العمل بإعفاءات متعلقة بالبرنامج النووي المدني لطهران.

إيران: الإجراءات الأميركية بشأن العقوبات

وزير الخارجية الإيراني (أرشيفية)

اعتبر وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، اليوم السبت، أن الإجراءات الأميركية بشأن رفع العقوبات المفروضة على طهران "جيدة لكن غير كافية"، بعيد إعلان واشنطن إعادة العمل بإعفاءات متعلقة بالبرنامج النووي المدني لطهران.

وقال أمير عبد اللهيان "لقد أبلغنا الجانب الأميركي عن طريق بعض من ينقلون الرسائل هذه الأيام، أن عليهم إظهار حسن النية بالفعل يعني ضرورة حصول أمر ملموس".

وأضاف "رفع بعض العقوبات بشكل عملي قد يعكس حسن نيتهم. الأميركيون يتحدثون عن ذلك، لكن يجب أن يُعرف أن ما يحصل على الورق هو جيد لكنه غير كافٍ".

وقال أمير عبداللهيان اليوم "نحن نبحث عن، ونطلب، ضمانات في المجالات السياسية والقانونية والاقتصادية".

وتابع "تم تحقيق اتفاقات في بعض المجالات، وفريقنا المفاوض في مباحثات فيينا يتابع بجدية الحصول على ضمانات ملموسة من الغرب لاحترام التزاماته".

وأتت تصريحات الوزير الإيراني بعد ساعات من تأكيد الولايات المتحدة على لسان مسؤول كبير طلب عدم كشف اسمه، أن بلاده أعادت العمل بإعفاءات متعلقة بأنشطة البرنامج النووي المدني الإيراني، كانت ألغتها العام 2020 في عهد الرئيس السابق، دونالد ترامب.

وقال المسؤول الأميركي: "قررنا إعادة العمل بإعفاء من العقوبات من أجل السماح بمشاركة خارجية" لضمان "عدم الانتشار"، بسبب "مخاوف متزايدة" ناتجة عن التطوير المستمر للأنشطة النووية الإيرانية.

وأضاف أنه يفترض بهذا القرار أن يتيح "تسهيل (...) المناقشات الفنية" التي تعتبر "ضرورية في الأسابيع الأخيرة من المحادثات"، في إشارة إلى المفاوضات الجارية في فيينا بين إيران والقوى الكبرى، بمشاركة أميركية غير مباشرة، من أجل إحياء الاتفاق النووي الإيراني.

وعلّقت هذه المباحثات أواخر الأسبوع الماضي، لإتاحة المجال أمام تشاور وفود المفاوضين مع عواصمهم، مع بلوغ مرحلة تتطلب "قرارات سياسية". ولم يتم بعد الإعلان عن موعد استئناف المباحثات.

وتهدف المباحثات التي تشارك فيها الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، إلى إحياء الاتفاق المبرم عام 2015، والذي انسحبت منه واشنطن أحاديا العام 2018 في عهد ترامب، معيدة فرض عقوبات قاسية على الجمهورية الإسلامية.

"المفاوضات دخلت مرحلتها النهائية"

من جانبه، قال المندوب الروسي الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، إن الخطوة الأميركية "ستساعد في تسريع استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي الموقع عام 2015) والعودة المتبادلة بين الولايات المتحدة و إيران⁩ إلى الامتثال للاتفاق".

وفي تغريدة على "تويتر"، اعتبر أوليانوف وهو مندوب موسكو في مفاوضات فيينا، أن الخطوة الأميركية "مؤشر على أن محادثات فيينا قد دخلت المرحلة النهائية".

من جانه، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادي جهرمي: "المهم هو معرفة ما إذا كانت الأطراف الأخرى لديها وجهة نظر واقعية وعملية بشأن الرفع الفعلي للعقوبات".

وشدد على أن "الطرف الذي انسحب بشكل أساسي من الاتفاقية يجب أن يكون قادرًا على تقديم اتفاقيات وضمانات وخطط حقيقية وأن تكون هذه الخطط قابلة للتحقيق".

وأضاف أن "إيران جادة وحازمة في رفع العقوبات وتعتبر أن هذه العقوبات ظلمًا، لذلك فإننا نسعى للتوصل إلى اتفاق حقيقي ولكن يبقى أن نرى ما هو القرار السياسي للطرف الآخر".

بدوره، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، إن "ما يجب على الولايات المتحدة أن تفعله، هو رفع جميع العقوبات بما في ذلك الأبعاد النووية لهذه العقوبات".

وأضاف "الخبر الذي نسمعه اليوم يدور حول رفع الحظر النووي والجميع يعلم أن هذا لا يكفي"، وأشار إلى أن إيران تنتظر أن تفي أميركا بواجباتها والتزاماتها فيما يتعلق برفع العقوبات"، وأضاف أنه "من الطبيعي أن أي عمل يسير في الاتجاه الصحيح للوفاء بالتزامات الاتفاق النووي ستنظر فيه طهران بعناية".

وكانت إيران قد ردت بعد عام من الانسحاب الأميركي، بالتراجع تدريجا عن غالبية التزاماتها النووية بموجب الاتفاق.

وتشدد طهران على أولوية رفع العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها عليها بعد انسحابها من الاتفاق، والحصول على ضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأميركي.

في المقابل، تركز الولايات المتحدة والأطراف الأوروبيون على عودة إيران لاحترام كامل التزاماتها النووية.

التعليقات