الاتفاق النووي أصبح "كطلقة فارغة": إيران تطالب بالتزام سياسي من الكونغرس

يطالب فريق التفاوض الإيراني في محادثات فيينا الهادفة لإعادة إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، بضمانات ثابتة تنص على عدم انسحاب إدارة أميركية في المستقبل من اتفاق محتمل كما حصل عام 2018.

الاتفاق النووي أصبح

إحياء ذكرى الثورة الإسلامية في طهران (أ ب)

يطالب فريق التفاوض الإيراني في محادثات فيينا الهادفة لإعادة إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، بضمانات ثابتة تنص على عدم انسحاب إدارة أميركية في المستقبل من اتفاق محتمل كما حصل عام 2018.

وتضغط إيران باتجاه إصدار "إعلان سياسي" من الكونغرس الأميركي، تتعهد فيه الولايات المتحدة العودة إلى الاتفاق النووي والالتزام بتطبيقه؛ بحسب ما كش وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز".

من جانبه، حذّر وزير الخارجية الفرنسي، جان-إيف لودريان، اليوم، في تصريحات أمام مجلس الشيوخ الفرنسي، من أنّه إذا لم يتمّ التوصّل في غضون بضعة "أيام" إلى اتفاق في فيينا فإنّ العالم سيواجه "أزمة" انتشار نووي حادّة.

وقال لودريان إنّه "كلّما تقدّمنا أكثر، كلّما زادت إيران من سرعة إجراءاتها النووية، وكلّما قلّ اهتمام الأطراف بالانضمام إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (اتفاق 2015)، من هنا فنحن بلغنا اليوم نقطة التحوّل"، مؤكّدًا أنّ "الأمر ليس مسألة أسابيع إنّما مسألة أيام".

في المقابل، شدّد الوزير الفرنسي أن التوصّل لاتفاق أصبح "في متناول اليد". وشدد على أن بقية الأطراف الموقّعة على اتفاق 2015 توصلت إلى "تفاهم" بشأن الاتفاق الواجب إبرامه في فيينا، وكل ما يبقى الآن هو موافقة إيران عليه.

وقال "نحن بحاجة (الآن) إلى قرارات سياسية من جانب الإيرانيين". وأضاف "أمامهم خيار واضح جدًا: إما أن يتسبّبوا بأزمة حادّة في الأيام المقبلة، يمكننا الاستغناء عنها، أو أن يقبلوا بالاتفاق الذي يحترم مصالح جميع الأطراف، وبخاصة مصالح إيران".

بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني، في المقابلة التي نشرت على موقع وزارة الخارجية الإلكتروني، إنه "لا يمكن للرأي العام في إيران قبول تصريح رئيس دولة كضمانة، لا سيما من رئيس الولايات المتحدة التي سبق وانسحبت من الاتفاق النووي" عام 2018.

وكشف عبد اللهيان أنه طلب من المفاوضين الإيرانيين أن يقترحوا على الأطراف الغربية "أن تعمد برلماناتها أو رؤساؤها على الأقل بما يشمل الكونغرس الأميركي، إلى إعلان التزامها حيال الاتفاق والعودة إلى تطبيقه، على شكل إعلان سياسي".

وأضاف أن "التزامات إيران واضحة كمعادلة رياضيات"، قائلا: "ما ينبغي أن نقوم به وكيف سيتم التحقق من هذه الإجراءات من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واضح تماما، لذلك لا داعي لقلق الطرف الآخر".

واستدرك قائلا: "لكننا ما زلنا قلقين تجاه الضمانات بشأن عدم انسحاب أميركا من الاتفاق"، مضيفا "نواجه مشاكل في هذه الفترة لأن الجانب الآخر يفتقر إلى مبادرة جادة".

وأوضح وزير الخارجية الإيراني أن بلاده "ليست مستعدة" للدخول في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة "إذا لم يكن لدينا أفق واضح بالتوصل إلى اتفاق جيد مع ضمانات دائمة".

وقال "إذا كانت لدى الولايات المتحدة نوايا فعلية بالتوصل إلى اتفاق، فعليها اتخاذ إجراءات عملية وملموسة على الأرض قبل أن يمكن حصول محادثات واتصالات مباشرة".

وتابع أمير عبد اللهيان أن "أي حوار، اتصال أو مفاوضات مباشرة مع واشنطن ستكون كلفته هائلة على حكومتي".

الاتفاق النووي... "طلقة فارغة"

من جانبه، اعتبر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، في تغريدة على "تويتر"، اليوم، أن الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران والقوى العالمية أصبح "كطلقة فارغة".

وأضاف "أخفقت الولايات المتحدة وأوروبا في الوفاء بتعهداتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)".

وتابع "أصبح الاتفاق الآن كطلقة فارغة بالنسبة لإيران في المجال الاقتصادي ورفع العقوبات. لن يكون هناك مفاوضات بعيدا عن الاتفاق النووي مع أميركا غير ملتزمة وأوروبا سلبية".

هذا وأثار إيفاد إسرائيل بعثة إلى فيينا لمنع تقديم المزيد من التنازلات لإيران، حسب وسائل إعلام إسرائيلية، واستقبال الوفد من قبل المندوب الروسي، ميخائيل أوليانوف، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، غضب الجانب الإيراني.

واعتبرت وكالة "نور نيوز" المقربة من مجلس الأمن القومي الإيراني أن "الحضور الصريح غير المتوقع للصهاينة في فيينا مما لا شك فيه أنه يشكّل مانعاً لتحقيق التقدم بالمفاوضات في الظروف الحساسة الراهنة".

وتضمن الاتفاق المبرم عام 2015 تخفيف العقوبات على طهران في مقابل قيود على برنامجها النووي، لكن الولايات المتحدة انسحبت أحاديا منه في 2018، في عهد الرئيس دونالد ترامب، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية، ما دفع إيران إلى التراجع عن التزاماتها.

وتجري إيران والقوى الموقعة لاتفاق 2015 (فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين)، مباحثات لإحيائه. وتشارك واشنطن في المباحثات بشكل غير مباشر.

واستؤنفت المحادثات الجارية في فيينا أواخر تشرين الثاني/نوفمبر بعد توقفها لأشهر، في أعقاب انتخاب الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي في حزيران/يونيو.

التعليقات