تصعيد كبير بين أوكرانيا والانفصاليين: انفجار مئات القذائف المدفعية

جونسون: "بحسب معلوماتنا الاستخباراتية، روسيا تستعد لما يمكن أن يكون أكبر حرب في أوروبا منذ العام 1945"* ماكرون يجري محادثات "الفرصة الأخيرة" مع بوتين* الرئيس الأوكراني يدعو بوتين لاجتماع بينهما لمحاولة حل الأزمة

تصعيد كبير بين أوكرانيا والانفصاليين: انفجار مئات القذائف المدفعية

مناورة روسية - بيلاروسية في بيلاروسيا، أمس (أ.ب.)

انفجرت المئات من قذائف المدفعية على طول خط التماس بين القوات الاوكرانية والانفصاليين المدعومين من روسيا، وأجلت السلطات آلاف الأشخاص في شرق أوكرانيا، ما زاد المخاوف اليوم، الأحد، من أن المنطقة المضطربة قد تشهد غزوا روسيا.

وقال زعماء غربيون إن روسيا تستعد لمهاجمة جارتها، المحاصرة من ثلاث جهات، بنحو 150 ألف جندي ومقاتلات ومعدات حربية روسية. وأجرت روسيا مناورات نووية، أمس، في بيلاروسيا المجاورة، وتجري مناورات بحرية قبالة ساحل البحر الأسود.

زعمت الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية، منذ أشهر، أن روسيا تحاول خلق ذرائع للغزو. وهدد الغرب بفرض عقوبات كبيرة، وفورية حال حدوث ذلك.

وقال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، اليوم، إن روسيا تستعد "لما يمكن أن يكون أكبر حرب في أوروبا منذ العام 1945"، وأضاف في مقابلة بثتها هيئة "بي بي سي"، أن "كل الدلائل تشير إلى أن المخطط بدأ بطريقة ما".

وتابع جونسون أنه بحسب "المعلومات الاستخباراتية التي لدينا" فإن الغزو الروسي لن يتم فقط من الشرق بل أيضا من الشمال، من بيلاروس بهدف "تطويق كييف"، العاصمة الأوكرانية، "كما أوضح (الرئيس الأميركي) جو بايدن لعدد منا".

قوات أوكرانية (أ.ب.)

وقال إن "على الناس أن يدركوا كلفة ذلك على صعيد الأرواح البشرية، ليس فقط من الجانب الاوكراني بل أيضا من الجانب الروسي".

وخلال مؤتمر ميونيخ للأمن، دعا جونسون الغربيين إلى التوحد، وشدد على "الصدمة" التي قد يخّلفها غزو روسي لأوكرانيا على العالم، مشيرا إلى أن العقوبات التي ستفرضها بريطانيا على روسيا، في حال هاجمت أوكرانيا، ستجعل "مستحيلا" على موسكو الوصول إلى الأسواق المالية في مدينة لندن.

من جانبه، دعا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، إلى اختيار مكان لعقد اجتماع بينهما لمحاولة حل الأزمة. وقال زيلينسكي في مؤتمر ميونيخ للأمن، أمس، إن "أوكرانيا ستواصل اتباع المسار الدبلوماسي فقط من أجل تسوية سلمية". ولم يصدر أي رد من الكرملين.

تحدث زيلينسكي بعد ساعات من أوامر صادرة عن زعماء انفصاليين في شرق أوكرانيا بتعبئة عسكرية كاملة، وإرسال المزيد من المدنيين إلى روسيا.

وكانت موسكو أصدرت نحو 700 ألف جواز سفر لسكان المناطق التي يسيطر عليها المتمردون. وقد يستخدم ادعاء تعرض المواطنين الروس للخطر كمبرر من أجل شن عمل عسكري. وظهرت بوادر جديدة على المخاوف من اندلاع الحرب منذ أيام، حين طلبت ألمانيا والنمسا من مواطنيهما مغادرة أوكرانيا.

جندي أوكراني عند خط التماس مع الانفصاليين، أمس (أ.ب.)

ويجري الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم، محادثات هاتفية مع نظيره الروسي بوتين، تعتبر بمثابة الفرصة الأخيرة لتفادي اجتياح روسي لأوكرانيا مع تصاعد التوتر على خط الجبهة في شرق البلد. وتجري هذه المحادثة في وقت دعت فيه كييف حلفاءها الغربيين إلى وقف "سياسة المهادنة" حيال موسكو.

وتشكل المحادثات بين ماكرون وبوتين "آخر جهود ممكنة وضرورية لتفادي نزاع كبيرا في أوكرانيا"، بحسب قصر الإليزيه.

وكرر البيت الأبيض مجددا، الليلة الماضية، أن روسيا قد تشن هجوما على أوكرانيا "في أي وقت".

ويشارك الرئيس الأميركي، جو بايدن، اليوم، في اجتماع نادر لمجلس الأمن القومي مخصص للبحث في الأزمة الأوكرانية، قبل أيام قليلة من محادثات بين وزير خارجيته، أنتوني بلينكن، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، الخميس المقبل.

وبات الوضع بالغ الخطورة وأعلن الحلف الأطلسي أن "كل المؤشرات تشير إلى أن روسيا تخطط لهجوم شامل" على أوكرانيا.

وأمس، أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا، الذين يتهمون كييف بالتخطيط لمهاجمتهم، "تعبئة عامة" لجميع الرجال القادرين على القتال بعدما أمروا بإجلاء المدنيين إلى روسيا المجاورة.

وأفادت وكالات الأنباء الروسية، الليلة الماضية، بوقوع إطلاق نار بالمدفعية في ضواحي دونيتسك على مقربة من خط الجبهة. وينفي الكرملين أي نية في مهاجمة أوكرانيا التي يسعى لإعادتها إلى دائرة نفوذه.

وتطالب موسكو بـ"ضمانات أمنية" كشرط لخفض التصعيد، أبرزها انسحاب الحلف الأطلسي من أوروبا الشرقية وعدم توسيع الحلف ولا سيما لضم أوكرانيا، وهي مطالب اعتبرها الغربيون غير مقبولة.

التعليقات