حراك أميركي لحظر واردات الطاقة الروسية وموسكو تحذّر

 أعلن مشرعون أميركيون بارزون، مساء اليوم، الإثنين، عن خطة لتشريع حظر استيراد منتجات الطاقة الروسية وتعليق العلاقات التجارية العادية مع روسيا، بحسب بيان صدر عن المجموعة التي تمثل الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

حراك أميركي لحظر واردات الطاقة الروسية وموسكو تحذّر

(أ ب)

تسعى الولايات المتحدة الأميركية لتشديد الخناق على روسيا، وذلك عبر استهداف قطاع الطاقة الورسي في العقوبات المفروضة على موسكو بسبب هجومها العسكري على أوكرانيا، وسط معارضة أوروبية تعبر عنها ألمانيا في الأساس، محذرة من انعكاسات هذه الخطوة على الاقتصاد الأوروبي، فيما حذّرت روسيا من هذه الخطوة، مشددة على أن أسعار النفط ستصل إلى مستويات غير مسبوقة.

وحتى الآن، كان الغرب مترددًا في فرض عقوبات كبيرة على قطاع الطاقة في روسيا، بسبب التداعيات المتوقعة لهذه الخطوة على الاقتصاد العالمي، لكن التقديرات باتت تشير إلى أن الدول الغربية تقترب حاليًا من الإقدام على ذلك، إذ تعمل أوروبا وواشنطن على تنويع مصادر الطاقة لديها.

وأعلن مشرعون أميركيون بارزون، مساء الإثنين، عن خطة لتشريع حظر استيراد منتجات الطاقة الروسية وتعليق العلاقات التجارية العادية مع روسيا، بحسب بيان صدر عن المجموعة التي تمثل الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

كما أعلن البيت الأبيض، مساء الإثنين، أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، "لم يتخذ قرارا حتى الآن" في شأن احتمال فرض حظر على الغاز والنفط الروسيين ردا على غزو أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، في مؤتمر صحافي، إنه تمت مناقشة الموضوع خلال مشاورات ضمت بايدن وقادة ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، مساء الإثنين.

وأضافت "لدينا قدرات وإمكانات مختلفة"، في وقت تعارض ألمانيا خصوصا أي حظر للغاز الروسي لأنها تعول عليه في شكل كبير، في حين تستورد الولايات المتحدة كميات محدودة من الخام الروسي.

وقال مشرعون أميركيون إن حظر استيراد منتجات الطاقة الروسية "سيرسل رسالة واضحة إلى (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين بأن حربه غير مقبولة وأن الولايات المتحدة تقف بحزم مع حلفائنا في حلف شمال الأطلسي (ناتو)".

وأصدر البيان رئيس لجنة موازنة الضرائب والميزانية بمجلس النواب، ريتشارد نيل، ورئيس لجنة المالية بمجلس الشيوخ، رون وايدن، وكلاهما من الحزب الديمقراطي، ونظيراهما الجمهوريان كيفين برادي والسناتور مايك كرابو.

وقال البيان إن التشريع سيعطي الرئيس الأميركي، جو بايدن، سلطة زيادة الرسوم الجمركية على بضائع من روسيا وبيلاروسيا وسيطلب من الممثلة التجارية الأميركية، كاثرين تاي، السعي لتعليق مشاركة روسيا في منظمة التجارة العالمية، والدفع نحو وقف الانضمام المقترح لبيلاروسيا إلى منظمة التجارة.

واشنطن تبحث عن بدائل: السعودية أو فنزويلا

وفي هذا السياق، أفاد تقرير أميركي بأن مستشاري بايدن يناقشون حاليًا زيارة محتملة للرئيس إلى السعودية، لإقناعها بضخ المزيد من النفط، وسط أزمة الطاقة العالمية التي سببها التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.

ونفى متحدث باسم البيت الأبيض أي زيارات معلنة على جدول أعمال بايدن إلى السعودية، قائلاً: "ليس لدينا أي زيارات دولية لنعلن عنها في هذا الوقت، وإن الكثير من هذا هو تكهنات سابقة لأوانها".

وبالإضافة إلى السعودية، يتوجه مستشارو بايدن إلى فنزويلا، نهاية هذا الأسبوع، للقاء حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.

ويرى بعض الجمهوريين والديمقراطيين في واشنطن أن النفط الفنزويلي يمكن أن يحل محل النفط الروسي، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وأكدت شبكة "سي إن إن"، نقلا عن مصدر مطلع، أن إدارة بايدن تدرس إمكانية تخفيف العقوبات على فنزويلا حتى تتمكن من البدء في إنتاج المزيد من النفط وبيعه في السوق الدولية.

وقال المصدر إن هذه الخطوة تهدف إلى تقليل الاعتماد العالمي على النفط الروسي، وعزل روسيا عن أحد حلفائها الرئيسيين في أميركا الجنوبية.

روسيا تحذّر: أسعار النفط قد تقفز إلى مستويات غير مسبوقة

من جانبه، اعتبر نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، مساء اليوم، إن أسعار النفط قد تقفز فوق 300 دولار للبرميل الواحد إذا حظرت الولايات المتحدة وأوروبا واردات الخام من روسيا.

وأضاف نوفاك، في بيان مصور أذاعه التلفزيون الروسي، "من الواضح تماما أن رفض النفط الروسي سيؤدي إلى عواقب كارثية للسوق العالمي"، وأضاف "القفزة في الأسعار ستكون من المتعذر التنبؤ بها. سيصل (السعر) إلى 300 دولار للبرميل إن لم يكن أكثر".

وقال المسؤول الروسي إن "أوروبا تدفعنا نحو حظر على تسليم الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم 1، لكننا لم نتخذ هذا القرار حتى الآن".

وتابع "فيما يتصل بالاتهامات التي لا أساس لها ضد روسيا بخصوص أزمة الطاقة في أوروبا وفرض حظر على نورد ستريم 2، فإننا لنا كل الحق في اتخاذ قرار مماثل وفرض حظر على ضخ الغاز من خلال خط أنابيب نورد ستريم 1".

وشدد نوفاك على أن "استبدال إمدادات النفط الروسي إلى أوروبا سيستغرق أكثر من عام"، فيما أوضح في الوقت ذاته أن "روسيا تعرف أين ستعيد توجيه النفط إذا رفضته أوروبا والولايات المتحدة".

شولتس: واردات الطاقة الروسية "أساسية" لحياة الأوروبيين اليومية

وفي وقت سابق، الإثنين، استبعدت ألمانيا حظر واردات الطاقة من روسيا رغم خطط الولايات المتحدة والعديد من الحلفاء الأوروبيين لتشديد العقوبات على موسكو، بهدف وقف تدخلها العسكري في أوكرانيا.

وشدد المستشار الألماني، أولاف شولتس، على أن واردات الطاقة الروسية "أساسية لحياة الأوروبيين اليومية"، مشيرا إلى أنه لا يمكن ضمان إمدادات القارة من دونها في هذه المرحلة.

وقال شولتس، في بيان، "لا توجد حاليًا طريقة أخرى لتأمين إمدادات الطاقة في أوروبا للاستخدامات المختلفة، مثل التدفئة والتنقل وإمدادات الطاقة والصناعة".

وأضاف أن "بلاده تعمل مع شركائها داخل الاتحاد الأوروبي وخارجه منذ شهور لتطوير بدائل للطاقة الروسية، إلا أن ذلك لن يحدث بين عشية وضحاها".

وجدد شولتس دعم بلاده لعقوبات اقتصادية ومالية، لكنه شدد على استبعاد قطاع الطاقة من العقوبات الغربية. وتابع المستشار الألماني: "جميع خطواتنا مصممة بطريقة تضرب روسيا بشدة وتكون مستدامة".

وجاءت هذه التصريحات بعد يوم من تأكيد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أنهم يجرون محادثات مع شركاء أوروبيين بشأن حظر استيراد النفط الروسي إلى الدول الغربية.

ووصلت أسعار النفط والغاز الطبيعي والفحم في الأسواق العالمية إلى مستويات قياسية الإثنين، بعد تقارير عن عقوبات غربية جديدة محتملة ضد روسيا، بما في ذلك قطاع الطاقة.

ويستورد الاتحاد الأوروبي 40% من حاجاته من الغاز من روسيا، ولا تؤيد بلدان عديدة فرض حظر بهدف حرمان موسكو من عائدات أساسية لها.

التعليقات