"التعثر العسكري يجعل بوتين غير قابل للتنبؤ"

حذّر رئيس أركان القوات المسلحة الفرنسية، الجنرال تييري بورخار، في رسالة موجّهة إلى ضباطه، من أن عدم تحقيق الانتصار العسكري السريع في أوكرانيا الذي توقعته موسكو في بداية حربها على كييف، قد يجعل "(الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين غير قابل للتنبؤ".

ناقلة جند مدرعة روسية تشتعل في خاركيف (أ ب)

حذّر رئيس أركان القوات المسلحة الفرنسية، الجنرال تييري بورخار، في رسالة موجّهة إلى ضباطه، من أن عدم تحقيق الانتصار العسكري السريع في أوكرانيا الذي توقعته موسكو في بداية حربها على كييف، قد يجعل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، "غير قابل للتنبؤ".

واعتبر الجنرال الفرنسي أن الغزو الروسي الذي أُطلق في 24 شباط/ فبراير "يُفترض أن يُظهر قوة روسيا، لكن ما يحصل هو عكس ذلك. هذا الأمر يجعل فلاديمير بوتين غير قابل للتنبؤ به أكثر فأكثر".

وأضاف "في هذه المرحلة بالغة الخطورة التي تتسم بتوتر كبير جدًا، علينا إبداء يقظة متزايدة بهدف مواجهة كل تهديد جديد. كل شيء ممكن وعلينا أن نكون مستعدّين".

ورسالة رئيس الأركان الفرنسي، مؤرّخة بيوم الأربعاء الماضي، ونشرها حساب "أوبيكسنيوز" على "تويتر" أمس، الجمعة، وتأكدت وكالة "فرانس برس" من صدقيتها من رئاسة الأركان.

وأكد الجنرال بورخار أن الرئيس الروسي "بات حاليًا في وضع إستراتيجي لم يتوقعه".

(أ ب)

وأضاف "من الواضح أن فلاديمير بوتين أساء تقدير أمور عدة: الروح القتالية للقوات الأوكرانية (...) التضامن الأوروبي القوي جدًا، حجم التعاطف الدولي وحتى ضراوة العقوبات".

وفي ما يتعلق بما سيؤول إليه في النزاع في أوكرانيا، قال: "أعتبر أنه رغم المقاومة الملحوظة التي أثبتتها، فإن القوات الأوكرانية، التي تواجه صعوبة في الحفاظ على جهاز ممتدّ بدون احتياطي تشغيلي، يمكن أن تشهد انهيارًا مفاجئًا".

ولفت إلى أن "الدفاع المدني - أو الإقليمي - لن ينتهي" وأن "الحرب يمكن أن تدوم".

وتتمركز القوات الروسية، صباح اليوم، السبت، حول كييف وتحاصر مدينة ماريوبول التي يعيش فيها آلاف السكان في ظروف قاسية بجنوب أوكرانيا التي تشهد عمليات قصف منذ أكثر من أسبوعين.

وذكرت وسائل الإعلام المحلية، صباح اليوم أن صفارات الإنذار بحدوث قصف دوت في كل الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك في المدن الكبرى كييف وأوديسا ودنيبرو وخاركيف.

وقالت المنظمة غير الحكومية أطباء بلا حدود، أن مدينة ماريوبول الساحلية الإستراتيجية المحاصرة منذ نحو 12 يوما وتتعرض لقصف روسي باستمرار، باتت في وضع "شبه ميؤوس منه".

وأضافت أن "مئات الآلاف من الأشخاص" يقيمون فيها بلا مياه وبلا تدفئة، بينما تتحدث حصيلة رسمية عن سقوط 1582 قتيلا.

وقد ترك عدد من الجثث في الشوارع وتم حفر مقبرة جماعية كبيرة لأخرى. وفي الأيام الأخيرة، شوهد سكان يتشاجرون من أجل الطعام.

وإضافة إلى ماريوبول، يركز الروس جهودهم على مدن كريفي ريغ وكريمنشوغ ونيكوبول وزابوريجيا، حسب الجيش الأوكراني.

لكن هدفهم الرئيسي يبقى كييف التي يحاولون تطويقها. وأعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن القوات الروسية الموجودة في ضواحي العاصمة تحاول القضاء على الدفاعات في بلدات عدة بشمال العاصمة وشمالها "لإغلاقها".

وتحاول القوات الروسية إعادة تنظيم صفوفها واستعادة الزخم بعد أن تعرضت لخسائر فادحة ومقاومة شديدة خلال الأسبوعين الماضيين.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن روسيا تحاول إعادة ضبط و"إعادة وضع" قواتها، وتستعد لعمليات ضد كييف.

من جانبه، أوضح مسؤول عسكري أميركي تحدث لوكالة "أسوشييتد برس"، أن "الهجوم متعدد الجبهات على كييف، ويبدو أن توغل الروس من الشمال الشرقي يتقدم. تم رفع الوحدات القتالية من الخلف حيث اقتربت القوات على مسافة تقل عن 30 كيلومترًا من العاصمة".

التعليقات