واشنطن "منفتحة على بدائل دبلوماسية" إذا عرقلت روسيا العودة للاتفاق النووي

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي، جو بادين، مساء الإثنين، أنها منفتحة على "بدائل دبلوماسية" إذا ما تعرقل التوصل إلى تفاهمات لإعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، وذلك وسط مخاوف من انهيار المحادثات الجارية في فيينا، في ظل المطالب الروسية الجديدة.

واشنطن

المفاوضون في فيينا حول النووي الإيراني، حزيران الماضي (أ ب)

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي، جو بادين، مساء الإثنين، أنها منفتحة على "بدائل دبلوماسية" إذا ما تعرقل التوصل إلى تفاهمات لإعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، وذلك وسط مخاوف من انهيار المحادثات الجارية في فيينا، في ظل المطالب الروسية الجديدة.

من جانبها، اعتبرت طهران أن الولايات المتحدة بحاجة إلى اتخاذ قرار في هذا الشأن، فيما شددت على أنها ستواصل التفاوض "إلى أن يتم استيفاء المطالب القانونية والمنطقية والتوصل إلى اتفاق جيد".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، مساء الإثنين، إن واشنطن منفتحة على "بدائل دبلوماسية" لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي إذا أدت الأزمة التي أثارتها العقوبات على روسيا إلى استحالة العودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وتوقفت المحادثات النووية في فيينا الأسبوع الماضي، بعد أن طالبت روسيا بضمانات خطية مكتوبة بأن تجارتها مع إيران لن تتأثر بالعقوبات المفروضة على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا، وهو مطلب تقول القوى الغربية إنه غير مقبول وتصر واشنطن على أنها لن توافق عليه.

وشددت الخارجية الإيرانية على أن "القرار السياسي" الأميركي هو المطلوب لنجاح المباحثات. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، إن "المواضيع المتبقية تحتاج إلى قرار سياسي أميركي. إذا أعلنوا أنهم اتخذوا قرارهم، يمكن لكل الوفود أن تعود الى فيينا"، مضيفا "لسنا على وشك إعلان اتفاق".

وقال خطيب زادة: "نحن الآن في استراحة من المحادثات النووية، مضيفا "نحن لسنا في مرحلة إعلان اتفاق الآن لأن هناك بعض القضايا المهمة المعلقة التي تحتاج إلى أن تبت فيها واشنطن".

وفي هذا السياق، يقوم وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، بزيارة موسكو، الثلاثاء، للبحث في تطورات مباحثات فيينا؛ وقال خطيب زادة إن "وزراء خارجية الدول الأطراف" في اتفاق العام 2015، هم على "تواصل دائم"، وأن أمير عبداللهيان "سيغادر غدا إلى موسكو لمواصلة" هذا الأمر.

وفي الآونة الأخيرة، بلغت المباحثات مرحلة "نهائية" وأكد المعنيون بها تبقي نقاط تباين قليلة قبل إنجاز تفاهم. إلا أن التفاوض واجه تعقيدات مستجدة، تمثلت خصوصا بطلب روسيا ضمانات أميركية بأن العقوبات الجديدة التي فرضها الغرب على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا، لن تؤثر على تعاونها الاقتصادي والعسكري مع طهران.

والجمعة، أعلن الاتحاد الأوروبي الذي يتولى تنسيق المباحثات تعليق التفاوض في فيينا "نظرا لعوامل خارجية"، مشيرا إلى أن الأطراف المعنيين سيواصلون التباحث بشأن الاتفاق. وشدد على أن نصّ التفاهم شبه جاهز.

وأبدت الدول الغربية قلقها من أن تؤدي الطلبات الروسية التي تأتي في خضم توتر "جيو-إستراتيجي" غير مسبوق منذ عقود، إلى تأخير انجاز التفاهم بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني.

واعتبرت واشنطن طلبات روسيا "خارج سياق" القضية المرتبطة بالاتفاق. وحضّت طهران وموسكو على اتخاذ "قرارات" ضرورية لانجاز التفاهم، مؤكدة أن الكرة باتت في ملعبهما. إلا أن الخارجية الإيرانية كررت أن "القرار السياسي" الأميركي هو المطلوب لنجاح المباحثات.

ورأى خطيب زادة أن الطلبات الروسية يجب أن تُبحث بين مختلف أطراف الاتفاق، كما سبق أن تم التعامل مع طلبات أخرى؛ وأوضح أن "ما تطالب به روسيا علني وشفاف ومطروح في محادثات فيينا، ويجب أن تتم مناقشته في اللجنة المشتركة" التي تضم مختلف أطراف الاتفاق راهنا.

التعليقات