تفاقم الوضع الإنساني في أوكرانيا: جثث ملقاة بشوارع ماريوبول لأيام

سكان ماريوبول يعانون من نقص في المياه والغاز والكهرباء وجوع وعطش وبرد شديد في الليالي. "كارثة إنسانية مطلقة" في تشيرنيهيف. ومقتل 5 مواطنين بينهم طفل بالتاسعة في ضربات روسية على خاركيف، اليوم

تفاقم الوضع الإنساني في أوكرانيا: جثث ملقاة بشوارع ماريوبول لأيام

دمار في خاركيف، أول من أمس (أ.ب.)

يتفاقم الوضع الإنساني في المدن الأوكرانية الكبرى التي لا تزال تتعرض للضربات الروسية.

ويتواصل القصف منذ أسابيع على مدينة ماريوبول الإستراتيجية في جنوب شرق أوكرانيا، ويعاني سكانها من نقص في المياه والغاز والكهرباء، وتتحدث عائلات عن جثث ملقاة في الشوارع لأيام، وجوع وعطش وبرد شديد في الليالي الأخيرة في أقبية في درجة حرارة دون الصفر.

ونقلت وكالة فرانس برس عن شهود عيان قولهم، أمس السبت، إن 19 طفلا معظمهم من الأيتام يواجهون "خطرا كبيرا"، بعدما علقوا في مركز للأمراض النفسية ولم يتمكن أولياء أمورهم من الوصول إليهم بسبب المعارك.

وقالت السلطات في ماريوبول اليوم، الأحد، إن ما يقرب من 40 ألف شخص فروا خلال الأسبوع الماضي. وهو عدد يقرب من 10% من تعداد سكان المدينة البالغ 430 ألف نسمة.

وفي شمال البلاد، تحدث رئيس بلدية تشيرنيهيف، فلاديسلاف أتروشنكو، عن "كارثة إنسانية مطلقة" في مدينته. وقال للتلفزيون إن "القصف المدفعي العشوائي على الأحياء السكنية مستمر ويؤدي الى مقتل عشرات المدنيين من أطفال ونساء". وأضاف أن "لا كهرباء ولا تدفئة ولا ماء والبنية التحتية للمدينة مدمرة بالكامل".

وتابع أتروشنكو في مستشفى أصيب في القصف أن "المرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية يرقدون في الممرات بدرجة حرارة تبلغ عشر درجات مئوية".

ولم تتوقف الضربات في العاصمة كييف وفي مدينتي ميكولاييف وخاركيف، المدينة الكبيرة الناطقة بالروسية في شمال غرب البلاد، وقتل فيها 500 شخص على الأقل منذ بداية النزاع، حسب أرقام رسمية أوكرانية>

أوكرانيون يحتمون داخل مدرسة من القصف الروسي قرب ماريوبول (أ.ب.)

وقالت سلطات مدينة خاركيف إن ما لا يقل عن خمسة مدنيين، بينهم طفل في التاسعة من عمره، قتلوا في قصف روسي للمدينة، اليوم. وتحاصر القوات الروسية خاركيف منذ بدء الغزو، وقد تعرضت لقصف عنيف مستمر أيضا.

ومنذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، في 24 شباط/فبراير، فر أكثر من 3.2 ملايين أوكراني من البلاد، وتوجه نحو ثلثيهم إلى بولندا التي تشكل في بعض الأحيان مرحلة قبل مواصلة نزوحهم الجماعي.

وأعلن الجيش الروسي إنه نفذ سلسلة هجمات على منشآت عسكرية أوكرانية بصواريخ طويلة المدى تفوق سرعتها سرعة الصوت وصواريخ كروز.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الميجور جنرال إيغور كوناشينكوف، اليوم الأحد، إن صاروخ "كينجال" الذي تفوق سرعته سرعة الصوت، أصاب مستودع وقود أوكرانيا في كوستيانتينيفكا بالقرب من ميناء ميكولايف على البحر الأسود.

وهذا اليوم الثاني على التوالي الذي تستخدم فيه روسيا صاروخ "كينجال" القادر على ضرب أهداف على مسافة 2000 كيلومتر بسرعة تبلغ 10 أضعاف سرعة الصوت. وقال الجيش الروسي، أمس، إن صواريخ "كينجال" استخدمت لأول مرة في القتال لتدمير مستودع ذخيرة في ديلياتين في جبال كاربات في غرب أوكرانيا.

وأشار كوناشينكوف إلى أن صواريخ "كاليبر" كروز التي أطلقتها السفن الحربية الروسية من بحر قزوين شاركت أيضا في الهجوم على مستودع الوقود في كوستيانتينيفكا. وأضاف ان صواريخ "كاليبر" أطلقت من البحر الأسود لتدمير مصنع لإصلاح المدرعات في نيجين في منطقة تشيرنيهيف بشمال أوكرانيا.

كما ذكر أن ضربة أخرى بصواريخ أطلقت من الجو أصابت منشأة أوكرانية في أوفروش في منطقة جيتومير الشمالية، حيث يتمركز مقاتلون أجانب وقوات أوكرانية خاصة.

التعليقات