قبل يومين من الانتخابات: ماكرون يخسر المزيد من الشعبية أمام لوبان

 أظهر استطلاع للرأي العام الفرنسي أن الرئيس إيمانويل ماكرون، خسر المزيد من الشعبية أمام منافسته المرشحة اليمينية المتطرفة، مارين لوبان، وذلك قبل يومين من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، فيما يغتنم المرشحون الساعات الأخيرة من الحملة لتكثيف التحركات سعيا لتحفيز الناخبين

قبل يومين من الانتخابات: ماكرون يخسر المزيد من الشعبية أمام لوبان

(Getty Images)

أظهر استطلاع للرأي العام الفرنسي، نشر اليوم الجمعة، أن الرئيس إيمانويل ماكرون، خسر المزيد من الشعبية أمام منافسته المرشحة اليمينية المتطرفة، مارين لوبان، وذلك قبل يومين من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، فيما يغتنم المرشحون الساعات الأخيرة من الحملة لتكثيف التحركات سعيا لتحفيز الناخبين على أمل إقناع المترددين والمقاطعين المحتملين.

وبحسب الاستطلاع الذي أجراه معهد "إيلاب" حول اتجاهات التصويت في انتخابات الرئاسة الفرنسية، تراجع تأييد ماكرون نقطتين إلى 51% في جولة الإعادة، وكسبت لوبان نقطتين لترتفع نسبة التأييد لها إلى 49%، وذلك في أضيق فارق بين الاثنين حتى الآن.

وأظهر الاستطلاع الذي نشر على موقع قناة تلفزيون "بي إف إم" أن ماكرون خسر نقطتين في الجولة الأولى لينخفض التأييد له إلى 26%، في حين كسبت لوبان نقطتين ليرتفع التأييد لها بين الناخبين إلى 25%.

ماكرون يتهم لوبان بالكذب والعنصرية

واتهم ماكرون منافسته اليمينية المتطرفة، اليوم، بالكذب على الناخبين فيما يتعلق ببرنامجها "العنصري"، وذلك في وقت يسعى فيه لحشد التأييد قبل يومين من الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة.

ويبدو أن الفارق يضيق بين ماكرون ولوبان اللذين خاضا جولة الإعادة في انتخابات عام 2017. وفي حين أن ماكرون نأى بوضوح عن أي مناظرة مباشرة معها، استهدف كل منهما الآخر عن بعد بتعليقات حادة كان آخرها اليوم.

وقال ماكرون في مقابلة مع صحيفة "لو باريزيان" نُشرت اليوم، إن "هناك إستراتيجية واضحة (من معسكر لوبان) لإخفاء ما هو وحشي في برنامجها". وأضاف "أساسياتها لم تتغير. إنه برنامج عنصري يهدف إلى تقسيم المجتمع، هذا أمر وحشي للغاية".

ماكرون في الأسواق سعيا لكسب المزيد من الأصوات (Getty Images)

من حانبها، قالت لوبان لإذاعة "فرانس إنفو" إنها "صُدمت" بسبب هذا الاتهام الذي رفضته، ووصفت الرئيس بأنه "عدواني". وقالت إن برنامجها الذي يتضمن إضافة مبدأ "الأولوية الوطنية" إلى الدستور لا يميز بين الناس على أساس أصولهم ما داموا يحملون جواز السفر الفرنسي.

وعلى الرغم من استمرار تقدم ماكرون على لوبان في استطلاعات الرأي التي تظهر أنه الفائز الأكثر ترجيحا، لكن إعادة انتخابه لم تعد أمرا مسلما به.

وتشير نوايا الأصوات التي عكستها استطلاعات الرأي إلى سيناريو مماثل للعام 2017 حين انتقل الرئيس المنتهية ولايته، إيمانويل ماكرون (الجمهورية إلى الأمام)، ومرشحة اليمين المتطرف، مارين لوبن، إلى الدورة الثانية قبل أن يفوز ماكرون بالرئاسة.

لكن هل سيناريو كهذا مؤكد هذه المرة؟ ففي حال تكرار المواجهة الأخيرة بين ماكرون ولوبن، قد تتفكك "الجبهة الجمهورية" التي قطعت الطريق أمام مرشحة التجمع الوطني، في ظل تيار "مضاد للماكرونية" نشأ في صفوف الرأي العام خلال الولاية الرئاسية من خمس سنوات.

وحققت لوبن التي عملت على إظهار نفسها في موقع أكثر اعتدالا ولو أن برنامجها يبقى "راديكاليا" في موضوعي الهجرة ومؤسسات الدولة، تقدما أما ماكرون الذي اقتصرت حملته على الحدّ الأدنى، فيسجل انحسارا بالمقدار ذاته.

لوبان في وسط أنصارها (Getty Images)

وسيكون مستوى المقاطعة أحد المفاتيح لتفسير نتائج الانتخابات، في وقت يتوقع أن يبلغ أو حتى يتخطى النسبة القياسية المسجلة عام 2002 وقدرها 28,4% (22,2% عام 2017).

وقبل يومين من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، يحاول المرشحون اغتنام الساعات الأخيرة من الحملة لتكثيف التحركات على الأرض والتجمعات والإطلالات الإعلامية، سعيا لتحفيز الناخبين على أمل إقناع المترددين والمقاطعين المحتملين.

وبعد سلسلة أخيرة من التجمعات مساء الخميس، تنتهي الحملة عند منتصف ليل الجمعة. وسيحظر بعد ذلك على المرشحين عقد اجتماعات عامة وتوزيع منشورات والقيام بالدعاية عبر الإنترنت، ولن تنشر أي مقابلة أو استطلاع للرأي أو تقديرات قبل صدور النتائج، مساء يوم الأحد المقبل.

وكانت قد وزعت حتى بعد ظهر الخميس 69% من الظروف الانتخابية الـ47,9 مليونا التي تحتوي على برامج المرشحين الـ12 على الناخبين، بحسب وزارة الداخلية. أما في مقاطعات ومناطق ما وراء البحار، أي غوادلوب وغويانا ومارتينيك وسان بارتيليمي وسان مارتان وسان بيار وميكلون وبولينيزيا الفرنسية، حيث تنظم الانتخابات السبت، فانتهت الحملة في منتصف ليل الخميس.

وكانت حملة الدورة الأولى من الانتخابات خارجة عن المألوف منذ قيام الجمهورية الفرنسية الخامسة عام 1958، إذ شلّتها أزمة وباء كورونا وهيمنت عليها الحرب في أوكرانيا.

وبتسببه بارتفاع حاد في أسعار الطاقة والمواد الغذائية، أبرز الغزو الروسي لأوكرانيا الحاجة الملحة لمعالجة الموضوع الذي يتصدر هواجس الفرنسيين وهو القدرة الشرائية.

التعليقات