روسيا تنفي نية بوتين "إعلان الحرب" على أوكرانيا في "يوم النصر"

 نفى الكرملين، اليوم الأربعاء، التكهنات بأن الرئيس فلاديمير بوتين، يعتزم إعلان الحرب على أوكرانيا وإعلان التعبئة الوطنية في التاسع من أيار/ مايو الجاري، بالتزامن مع إحياء روسيا ذكرى انتصار الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية.

روسيا تنفي نية بوتين

(Getty Images)

نفى الكرملين، اليوم الأربعاء، التكهنات بأن الرئيس فلاديمير بوتين، يعتزم إعلان الحرب على أوكرانيا وإعلان التعبئة الوطنية في التاسع من أيار/ مايو الجاري، بالتزامن مع إحياء روسيا ذكرى انتصار الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية.

ويصف بوتين حتى الآن تحركات روسيا في أوكرانيا بأنها "عملية عسكرية خاصة" وليست حربا. لكن ساسة غربيين وبعض مراقبي الشأن الروسي تكهنوا بأنه قد يستعد لـ"إعلان مهم" يوم الإثنين المقبل، في ظل مجموعة من السيناريوهات المحتملة مثل إعلان صريح بشن حرب أو إعلان النصر.

وردا على سؤال حول التكهنات بأن بوتين سيعلن الحرب على أوكرانيا في التاسع من أيار/ مايو، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، "لن يحدث أمر كهذا. هذا هراء". وأضاف أنه لا ينبغي للناس الاستماع إلى التكهنات بإمكانية اتخاذ قرار بشأن التعبئة الوطنية.

ونفى الكرملين أن تكون القوات الروسية تشن هجوما على مجمع آزوفستال الصناعي في ماريوبول، مؤكدا أنها لا تنوي اقتحامه بعد أن اتهمت أوكرانيا موسكو بمهاجمة المنطقة الصناعية التي تتحصن فيها قوات كييف.

وقال بيسكوف إنه "أعطي الأمر علنًا (في 21 نيسان/ أبريل) من القائد الأعلى (فلاديمير بوتين) بإلغاء أي عملية اقتحام". وأكّد أن قوات موسكو تحاصر الموقع لكنها لا تتدخل إلا "لتمنع بسرعة محاولات" مقاتلين أوكرانيين العودة إلى "مواقع إطلاق النار".

وتحدّث الجيش الأوكراني، أمس، الثلاثاء، عن "هجوم عنيف" روسي مدعّم بالدبابات والمشاة على مصنع آزوفستال، بعد إجلاء 101 مدني من الأنفاق تحت المصنع. علما بأن مصنع آزوفستال هو آخر جيب للمقاومة الأوكرانية في مدينة ماريوبول الجنوبية.

في حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن "وحدات من الجيش الروسي ومن جمهورية دونيتسك الشعبية، بدأت تدمّر بواسطة المدفعية والطائرات (...) مواقع إطلاق النار" للمقاتلين الأوكرانيين الذين خرجوا من المصنع.

وذكر جهاز الاستخبارات الأوكرانية، اليوم الأربعاء، أن روسيا تعد لاستعراض عسكري في ميناء ماريوبول المحاصر منذ فترة طويلة. وقال جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكراني إن نائب مدير الإدارة الرئاسية الروسية، سيرغي كيرينكو، وصل إلى ماريوبول للإعداد لاحتفال بلاده بالانتصار على ألمانيا النازية.

وذكر بيان نشره الجهاز على تطبيق "تلغرام" أن "المهمة الرئيسية لمسؤول بوتين هي التحضير لمراسم 9 أيار/ مايو" التي ستصبح خلالها مدينة ماريوبول الساحلية في جنوب شرق أوكرانيا "مركزاً للاحتفالات"، مبينًا أن "الطرق الرئيسية في المدينة نُظِّفَت على وجه السرعة، كذلك أُزيل الركام والجثث، إضافة إلى الذخيرة التي لم تنفجر".

وأضاف أن المشاهدين الروس سيشاهدون تقارير عن "فرح" سكان ماريوبول برؤية الروس يصلون إلى مدينتهم. وتجري "حملة دعائية واسعة النطاق" بين سكان المدينة الذين تقدّر السلطات الأوكرانية الآن عددهم بما بين 100 و120 ألف نسمة، مقابل حوالى نصف مليون قبل الحرب.

وردًا على سؤال عن الاستعدادات ليوم 9 مايو/ أيار، لم يتطرّق وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو صراحة إلى إمكانية قيام مثل هذا العرض في ماريوبول. واكتفى بالإشارة إلى أن "هذا العام ستقام عروض عسكرية في 28 مدينة روسية... سيشارك نحو 65 ألف شخص وحوالى 2400 نوع من الأسلحة والمعدات العسكرية وأكثر من 460 طائرة هذا العام".

ويُعد يوم النصر الذي يحل في التاسع من الشهر الجاري، أحد أهم المناسبات الوطنية في روسيا، وهو ذكرى "التضحية السوفيتية الهائلة التي تم تقديمها خلال هزيمة ألمانيا النازية" فيما يُعرف في روسيا بـ"الحرب الوطنية العظمى".

وقُتل ما يقدر بنحو 27 مليون مواطن سوفيتي في الحرب العالمية الثانية التي دارت رحاها بين عامي 1941 و1945 ودمرت الاتحاد السوفيتي وفقدت كل أسرة تقريبا عزيزا لديها. واستغل بوتين الخطابات السابقة في يوم النصر لتوجيه انتقادات للغرب واستعراض القوة العسكرية للجيش الروسي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.

التعليقات