روسيا تحذر: فنلندا ستقدم طلبا للعضوية بالناتو

رئيس ورئيسة الوزراء الفنلنديين: "على فنلندا التقدّم بطلب للانضمام إلى الناتو من دون تأخير. وعضوية الناتو ستعزز أمن فنلندا. وبانضمامها إلى الناتو، ستزيد فنلندا من قوة التحالف الدفاعي برمته"* روسيا: "تهديد على أمننا"

روسيا تحذر: فنلندا ستقدم طلبا للعضوية بالناتو

الرئيسان الفنلندي والروسي (أرشيفية - Getty Images)

أعلن رئيس فنلندا، ساولي نينيستو، ورئيسة وزرائها، سانا مارين، اليوم الخميس، أنهما يؤيّدان الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) وأن قرارا رسميا سيتّخذ نهاية الأسبوع، بعدما أحدثت حرب روسيا على أوكرانيا تحوّلا سريعا في الرأي العام في هذا البلد. واعتبرت روسيا أن انضمام فنلندا للناتو "سيشكل دون أدنى شك خطرا على أمن روسيا".

وقال نينيستو ومارين في بيان مشترك إن "على فنلندا التقدّم بطلب للانضمام إلى الناتو من دون تأخير"، وأن "عضوية الناتو ستعزز أمن فنلندا. وبانضمامها إلى الناتو، ستزيد فنلندا من قوة التحالف الدفاعي برمته".

وأضاف البيان أن لجنة خاصة ستعلن قرار فنلندا الرسمي بشأن مسألة تقديم ترشيحها لعضوية الناتو، يوم الأحد المقبل. وكان من المتوقع أن يعلن الرئيس ورئيسة الوزراء عن موقف إيجابي من الانضمام للناتو.

ولطالما لعب نينيستو دور الوسيط بين روسيا والغرب. وقال للصحافيين، أمس، إن "الانضمام إلى الناتو لن يكون ضد أحد"، وسط تحذيرات روسية من عواقب سعي هلسنكي للانضمام إلى التحالف العسكري الغربي. وقال نينيستو إن ردّه على روسيا سيكون "أنتم تسببتم بذلك".

وفي ظل التوتر بين الغرب وروسيا، في كانون الثاني/يناير، قالت مارين إنها "تستبعد إلى حد بعيد" أن تقدّم هلسنكي طلب ترشحها لعضوية الناتو خلال ولايتها الحالية التي تنتهي في نيسان/أبريل 2023. لكن بعدما غزت روسيا أوكرانيا، تحوّل الرأيان العام والسياسي في فنلندا بشكل كبير ليصبحا مؤيّدين للعضوية لردع أي عدوان روسي.

وتتشارك فنلندا حدودا يبلغ طولها 1300 كلم مع روسيا والتزمت عدم الانحياز العسكري على مدى عقود.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم، للصحافيين إن "توسيع الناتو واقتراب الحلف من حدودنا لا يجعل العالم وقارتنا أكثر استقرارا وأمنا".

وفي ردّه على سؤال عمّا إذا كانت موسكو ترى في الخطوة تهديدا، قال "بالتأكيد". وأضاف "سيتوقف كل شيء على كيفية سير هذه العملية، وإلى أي حد ستتحرّك البنى التحتية العسكرية باتّجاه حدودنا".

ورحّب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، بقرار قادة فنلندا تأييد الانضمام إلى الحلف، مشيرا إلى أن العملية ستكون "سلسلة وسريعة". وقال إنه "أتفق مع الرئيس نينيستو ورئيسة الوزراء مارين بأن الانضمام إلى الناتو سيعزز أمن الناتو وفنلندا على حد سواء". وأضاف أنه "ستظهر عضوية فنلندا بأن باب الناتو مفتوح وبأن فنلندا تقرر مصيرها وحدها".

وعام 1939، غزاها الاتحاد السوفياتي. قاوم الفنلنديون بشراسة خلال حرب الشتاء الدامية، لكنهم أجبروا نهاية المطاف على التخلي عن جزء كبير من منطقة كاريليا في الشرق في إطار معاهدة سلام مع موسكو.

ويدعم غالبية أعضاء البرلمان الفنلندي العضوية. في الناتو. وتدرس السويد المجاورة أيضا عضوية الناتو، ويتوقع إلى حد كبير بأن يقدّم البلدان معا طلبا للانضمام.

وبعد تقديم الطلب الرسمي إلى الحلف، سيتعيّن على نواب جميع الدول الثلاثين الأعضاء في الناتو المصادقة عليه، في عملية قد تستغرق شهورا. وقال وزير الخارجية الفنلندي، بيكا هافيستو، أول من أمس، إنه يعتقد أن بلاده ستصبح عضوا كاملا في الحلف الأطلسي في موعد "أقربه" الأول من تشرين الأول/أكتوبر.

وأفاد بأنه "قال الأمين العام للناتو إن هذه العملية ستستغرق ما بين أربعة و12 شهرا. انطباعي هو بأن المدة قد تكون أقرب لأربعة أشهر منها لسنة".

التعليقات