واشنطن: احتمالات إحياء الاتفاق النووي مع إيران "ضعيفة"

اعتبر المبعوث الخاص الأميركي لإيران، روبرت مالي، اليوم الأربعاء، إن فرص إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، "ضعيفة في أحسن الأحوال"، مشيرا إلى إن واشنطن مستعدة لتشديد العقوبات على طهران والرد على "أي تصعيد إيراني" مع إسرائيل وحلفاء آخرين إذا لم يتم

واشنطن: احتمالات إحياء الاتفاق النووي مع إيران

روبيرت مالي (Getty Images)

حذّر الموفد الأميركي المكلّف بملف المفاوضات النووية مع إيران، روبيرت مالي، اليوم الأربعاء، من أن فرص فشل محادثات إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني تتجاوز إمكانية نجاحها، متعهّدا بعدم التراجع عن الضغط على طهران في حال تمسّكت بمطالبها.

واعتبر المبعوث الخاص الأميركي لإيران، مالي، إن فرص إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، "ضعيفة في أحسن الأحوال"، مشيرا إلى إن واشنطن مستعدة لتشديد العقوبات على طهران والرد على "أي تصعيد إيراني" مع إسرائيل وحلفاء آخرين لواشنطن إذا لم يتم إنقاذ الاتفاق.

وفي شهادة مصورة معدة ليدلي بها أمام الكونغرس، قال مالي "ليس لدينا اتفاق مع إيران، واحتمالات التوصل إلى اتفاق ضعيفة في أحسن الأحوال"، وذلك في إشارة إلى المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في فيينا والتي توقفت في آذار/ مارس.

وأضاف مالي أنه إذا تعذر إحياء الاتفاق، فإن الولايات المتحدة "مستعدة لمواصلة فرض عقوباتنا وتشديدها... والرد بقوة على أي تصعيد إيراني، والعمل بالتنسيق مع إسرائيل وشركائنا الإقليميين".

وبموجب الاتفاق الذي وقعته إيران وست قوى كبرى في عام 2015، حدت طهران من برنامجها النووي بما يصعب عليها الحصول على قنبلة نووية، مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية، علما بأن طهران تشدد على أن برنامجها النووي للأغراض السلمية فقط.

وأشار مالي إلى أن الولايات المتحدة سترفض "المطالب التي تتجاوز نطاق خطة العمل الشاملة المشتركة"، وهو الاسم الرسمي لاتفاق 2015. وتابع "نحن على استعداد تام للتعامل مع مواجهة هذا الواقع إن كان ذلك خيار إيران".

ويرجّح بأن مالي كان يشير في تصريحاته إلى مطلب الجمهورية الإسلامية شطب اسم "الحرس الثوري" من القائمة الأميركية للمنظمات "الإرهابية" الأجنبية، وهي خطوة رفضها بايدن وعارضها كثيرون في الكونغرس.

لكن مالي أوضح بأن بايدن لا يدعم التحرّك العسكري، وهو خيار لم تخف إسرائيل بأنها تفكّر فيه علما بأنه يشتبه بأنها تقف وراء حملة اغتيالات غامضة استهدفت علماء نوويين إيرانيين.

وقال مالي إن "جميع الخيارات مطروحة" وأضاف بأن التحرّك العسكري لن يؤدي سوى إلى "تراجع" برنامج إيران النووي. وفي إشارته إلى تاريخ الولايات المتحدة في الحروب في الشرق الأوسط، قال مالي "نعرف أن الأمر مكلف". وتابع "لكن فلنترك الأمر عند هذا الحد -- الحل الوحيد في هذه الحالة دبلوماسي".

لكن مالي حذّر من ضغوط اقتصادية إضافية إذا فشلت المحادثات وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستحظى بدعم الأوروبيين هذه المرة، بخلاف ما كان الحال عليه في عهد الرئيس السابق، دونالد ترامب.

وانتقد مالي قرار ترامب، الانسحاب المتعلق بالانسحاب من الاتفاق النووي والذي اتخذه عام 2018؛ وقال مالي، الذي يمثل واشنطن بالمفاوضات غير المباشرة مع طهران، إن الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي لم يسفر عن قيود "أطول أمدا وأقوى" على برنامج إيران بل تركها "أقصر أمدا وأضعف".

كما انتقد الحملة الأمنية الإيرانية التي استهدفت احتجاجات خرجت ضد إجراءات تقشف. وقال "لا أعتقد بأنه نظام قوي بإمكانه التمتع بقدرة على الالتفاف على العقوبات.. إنه نظام تحت التهديد وذلك بسبب سوء إدارته وعقوباتنا"

وانتقد أعضاء ديمقراطيون وجمهوريون في مجلس الشيوخ، جهود إدارة بايدن لإحياء الاتفاق، وقالوا إن عليها عمل المزيد لتشديد العقوبات على صادرات النفط الإيرانية، ولا سيما إلى الصين.

وما زالت مفاوضات فيينا النووية تراوح مكانها ومتعثرة بعد أن توقفت منذ أكثر من شهرين في 11 آذار/ مارس الماضي، والزيارة التي أجراها نائب مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، لطهران مطلع الشهر الجاري لم تحدث اختراقًا بعد في المواقف المتباعدة بين طهران وواشنطن، وعلى الرغم من الحديث بـ"إيجابية" عن نتائج الزيارة، لكنها لم تؤد بعد إلى استئناف المفاوضات فعليا.

التعليقات