فرنسا: الانتخابات التشريعية تحدد هامش التحرك المتاح لماكرون

توجه الفرنسيون إلى مراكز الاقتراع، اليوم الأحد، في الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية التي ستحدد نتائجها هامش التحرك المتاح أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في السنوات الخمس المقبلة في مواجهة يسار موحد الصفوف ومستعد للمواجهة.

فرنسا: الانتخابات التشريعية تحدد هامش التحرك المتاح لماكرون

يتوقع أن تشهد الانتخابات منافسة قوية (أ.ب)

توجه الفرنسيون إلى مراكز الاقتراع، اليوم الأحد، في الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية التي ستحدد نتائجها هامش التحرك المتاح أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في السنوات الخمس المقبلة في مواجهة يسار موحد الصفوف ومستعد للمواجهة.

وتأتي هذه الجولة، بعد دورة أولى جرت في 12 حزيران/يونيو الجاري، ودورتين لانتخابات الرئاسة في نيسان/ أبريل، أبقتا إيمانويل ماكرون في الإليزيه خمس سنوات إضافية.

ودعي نحو 48 مليون ناخب إلى التصويت في خضم موجة حر تضرب فرنسا، لكن الامتناع كما في الدورة الأولى، يتوقع أن يكون كثيفا على ما أظهرت نتائج استطلاعات الرأي. وكان أكثر من 50 % من الناخبين قاطعوا الانتخابات في الدورة الأولى في 12 حزيران/يونيو.

وكانت الانتخابات بدأت، أمس السبت، في مقاطعات ما وراء البحار وأميركا الشمالية خصوصا.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة السادسة بتوقيت غرينتش، اليوم الأحد، على أن تغلق عند الساعة 16,00 ت غ، باستثناء المدن الكبرى حيث سيستمر التصويت حتى الساعة 18,00 ت غ. وعند الاغلاق ستنشر أولى تقديرات النتائج.

وفيما يتوقع أن تشهد الانتخابات منافسة قوية، لن يعرف التوزيع المحدد للمقاعد في الجمعية الوطنية وما إذا كان الرئيس ماكرون، سيحصل على الغالبية المطلقة، قبل حلول الليل.

وأظهرت نتائج آخر استطلاعات الرأي، الجمعة، أن الائتلاف الوسطي "معا!" بقيادة الرئيس الفرنسي سيفوز من دون أن يكون مؤكدا حصوله على الغالبية المطلقة أي 289 نائبا من أصل 577 في الجمعية الوطنية، وهو عتبة لا بد منها لإنجاز سياسته والاصلاحات المعلنة.

وفي حال حصوله على غالبية نسبية، سيضطر إلى البحث عن دعم ضمن كتل سياسية أخرى لتمرير مشاريع القوانين التي يقترحها.

في الدورة الأولى، حلت الغالبية الحالية في المرتبة الأولى مع حصولها على 26 % من الأصوات، مسجلة نتيجة متقاربة جدا مع تحالف اليسار (نوبس) بقيادة جان لو ميلانشون.

ونجح هذا الأخير في رهانه جمع شمل الاشتراكيين والمدافعين عن البيئة والشيوعيين، وحركته "فرنسا الأبية" التي تنتمي إلى اليسار الراديكالي.

وفي المرحلة الأخيرة قبل الاقتراع، سعى ماكرون الذي زار كييف للمرة الأولى الخميس إلى التشديد على أهمية الرهان بقوله إن النزاع في أوكرانيا يؤثر على حياة الفرنسيين اليومية، مشددا على "الحاجة إلى فرنسا أوروبية فعلا يمكنها الحديث بصوت واضح".

وتحدث عن التهديد الذي يشكله "المتطرفون" الذين إن فازوا في الانتخابات، سيزرعون "الفوضى" في فرنسا متهما إياهم أيضا بالعزم على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.

يضع هذا الاقتراع حدا لسلسلة انتخابات طويلة شهدتها فرنسا، ظهرت مشهدا سياسيا جديدا في البلاد حول ثلاث كتل رئيسية على حساب الأحزاب التقليدية، كان بدأ يرتسم مع انتخاب ماكرون رئيسا في 2017.

ويتمثل الرهان بالنسبة لليسار الموحد الصفوف للمرة الأولى منذ عقود، بفرض حكومة تعايش على الرئيس الفرنسي، إلا ان مخزون الأصوات الذي يحظى بها أقل مما يملكه الائتلاف الرئاسي.

وفي حين لا يأمل اليسار بتحقيق الغالبية، إلا أنه ضمن من الآن بشكل شبه مؤكد أن يكون كتلة المعارضة الرئيسية في الجمعية، وهو دور كان يتولاه اليمين.

أما الرهان الثاني في انتخابات الأحد وقد يكون العبرة الرئيسية لهذه السلسلة الانتخابية الطويلة، فهو بروز اليمين المتطرف بعد أكثر بقيادة مارين لوبن، التي بلغت الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية.

ويأمل حزبها التجمع الوطني الحصول على 15 نائبا لتشكيل كتلة في الجبهة الوطنية. في حال تحقق ذلك ستكون المرة الثانية فقط التي يتمكن فيها الحزب من تشكيل كتلة في تاريخه نظرا إلى أن الاقتراع بالغالبة بدورتين لا يصب بمصلحته.

والتجمع الوطني هو الحزب الوحيد الذي حقق مكاسب بشكل فردي على صعيد الأصوات منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة في 2017.

اما اليمين التقليدي، فيعول على الحصول على ستين نائبا تقريبا. وللمفارقة قد يؤمن له ذلك تولي دور الحكم في الجمعية الوطنية المقبلة.

التعليقات