المحادثات النوويّة في الدوحة "لم تحرز التقدّم المأمول"

أعلن المبعوث الأوروبي للمحادثات النووية الإيرانية، إنريكي مورا، مساء الأربعاء، أن المحادثات غير المباشرة التي تجري في الدوحة بين الولايات المتحدة وإيران؛ لم تحرز التقدّم المأمول.

المحادثات النوويّة  في الدوحة

خلال اجتماع باقري ومورا

أعلن المبعوث الأوروبي للمحادثات النووية الإيرانية، إنريكي مورا، مساء الأربعاء، أن المحادثات غير المباشرة التي تجري في الدوحة بين الولايات المتحدة وإيران؛ لم تحرز التقدّم المأمول.

جاء ذلك بعد أن أكدت إيران، في وقت سابق الأربعاء، أن المحادثات ستنتهي بعد يومين فقط، دون أي أنباء حول التوصل إلى اتفاق يساعد على دفع المحادثات مع الدول الكبرى في فيينا قدما، غير أنها عدّت أن المحادثات "تجري في جو مهني وجدي".

وكتب مورا في تغريدة عبر "تويتر": "يومان مكثفان من المحادثات غير المباشرة في الدوحة حول خطة العمل المشتركة الشاملة، ولسوء الحظّ، لم يُحرَز التقدّم الذي كان يأمله فريق الاتحاد الأوروبيّ كمنسق، بعد".

وأضاف أنه "سنواصل العمل بإلحاح أكبر لإعادة الصفقة الرئيسية إلى المسار الصحيح، (من أجل) الاستقرار الإقليمي".

وجاءت تغريدة مورا بعد لقائه كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري، مساء اليوم الثاني من المحادثات في قطر.

وفي وقت سابق اليوم، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني في طهران إن "المحادثات التي تستمر ليومين لم تنته بعد، وسيعقد اجتماع آخر هذا المساء بين (باقري ومورا)".

ولم يعلن في السابق عن مدة المحادثات التي تجري في الدوحة بشكل غير مباشر مع وفد أميركي برئاسة المبعوث الأميركي الخاص لإيران، روبرت مالي.

وتأتي محادثات الدوحة قبل زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي، جو بايدن إلى السعودية، منتصف الشهر المقبل.

وأوردت وكالة "فرانس برس" للأنباء، قول مصدر في الاتحاد الأوروبي إن المحادثات من المقرر أن تستمر عدة أيام.

وبحسب كنعاني فإنّ "المحادثات في الدوحة التي تجري في جو مهني وجدي، كانت مقررة ليومين منذ البداية".

وأضاف كنعاني أنّ الطرفين "تبادلا وجهات النظر والمقترحات بشأن القضايا المتبقية".

وتجري المحادثات في الدوحة بطريقة غير مباشرة، على أن ينقل وسطاء رسائل بين الجانبين.

وفي واشنطن، قالت وزارة الخارجية إنّ المحادثات مستمرة اليوم، مضيفة "نحن على استعداد لإبرام وتنفيذ الاتفاق الذي تفاوضنا عليه في فيينا على الفور من أجل العودة المتبادلة إلى التنفيذ الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة".

لكن من أجل ذلك، "تحتاج إيران إلى أن تقرر التخلي عن مطالبها الإضافية التي تتجاوز خطة العمل الشاملة المشتركة"، أي الاتفاق النووي.

وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق بشأن الملف النووي الإيراني عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية على طهران. وردّت إيران بعد عام ببدء التراجع عن كثير من التزاماتها الأساسية، أبرزها مستويات تخصيب اليورانيوم.

وسعت إدارة بايدن للعودة إلى الاتفاق، معتبرة أن هذا المسار هو الأفضل مع إيران، على الرغم من إعرابها عن تشاؤم متنام في الأسابيع الأخيرة.

وكان مسؤولون إيرانيون قد أعلنوا في وقت سابق، أنهم يأملون في إحراز تقدم في قطر.

وقال الناطق باسم الحكومة الإيرانية، علي بهادري جهرمي إنه "نأمل بالتوصل إلى اتفاق إيجابي ومقبول في حال تخلت الولايات المتحدة عن أسلوب ترامب الذي لم يكن متوافقا مع القانون الدولي".

ونقلت وكالة الانباء الإيرانية "إرنا" عن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، قوله أمس الثلاثاء، في العاصمة التركمانستانية عشق آباد "نحن جادون ولن نتجاوز خطوطنا الحمراء بأي شكل من الأشكال".

وبحسب الوزير الإيراني فإنه "إذا كانت لدى الجانب الأميركي نوايا جادة وتحلى بالواقعية، فهناك اتفاق في متناول اليد في هذه المرحلة وفي هذه الجولة من المفاوضات على مستوى السياسة".

وفي فيينا، حققت المفاوضات تقدما جعل المعنيين قريبين من إنجاز اتفاق، إلا أنها وصلت إلى طريق مسدود منذ آذار/ مارس، مع تبقّي نقاط تباين بين طهران وواشنطن، خصوصا في ما يتعلق بمطلب طهران رفع اسم الحرس الثوري الإيراني من قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية" التي تعتمدها واشنطن.

وخلال محادثات فيينا، كررت إيران أيضا مطالبتها بضمانات أميركية لعدم انسحاب واشنطن من الاتفاق كما فعل ترامب.

وتقول إدارة بايدن إن إزالة الحرس الثوري من القائمة السوداء، وهي خطوة من المؤكد أنها ستغضب الكثير من أعضاء الكونغرس، تقع خارج نطاق المحادثات لإحياء الاتفاق النووي.

التعليقات